أحمد عوض بيصار | يكتب : خواطر رمضانية
فيأتى الصيام هنا فى وقت هو أشد ايام العام حرارة وهو أكثر أوقات الأمة تخوفا على مصيرها , هنا تستحق العبادة منا الصبر وتستحق الحياة منا العمل ويستحق البدن منا الرحمة , فأما الصبر فصبر على عطش وعلى جوع وعلى عمل السيئات , أما الصبر على الجوع والعطش فمقدور عليه , وأما الصبر على عمل السيئات فيحتاج فوق الصبر طاقة وتحملا فعليك بهما وتذكر فى كل لحظة أن قلبك دليل لك من عند الله فحاول ألا تقع فى مداخل الشيطان وأن تعرفها فتلك فطرة وضعها الله فى كل قلب.
وأما العمل ففى الصيام راحة للبطن وصفاء للعقل والعمل بركة وشرف وفى الصيام يزداد مع التحمل والشقاء ,اعمل ولا تتكاسل , اعمل فى وظيفتك وادخر من وقتك ما تساعد به فقيرا أو مريضا أو محتاجا لك
عليك بأن تجتهد فيه حتى تكون نيتك أن أديت لإنسان حقه وأنهيت له مصلحته لديك.
أو تكون نيتك رزقا يبعثه الله لك من السماء فلا تسأل عنه ولكن اطلبه وتأدب فى دعائك وتذلل فالله يرزق كل إنسان برزق مكتوب له , وأما البدن فرحمته الإخلاص فى تزكيته من شرور المعاصى ومن داء البطن , فاجعل الطعام وسيلة لا غاية واحفظ لنفسك مالك عن مظاهر الرياء فالطعام رزق لا تستخف به , وأطعم أهلك والمسكين وابن السبيل فرزق إطعام صائم من الحسنات كبير .