ثقافة و فن

أحمد عيد: لن أنتخب مرسى مرة أخرى إذا استمر فى سياسته ومع استكمال فترته الرئاسية

احمد عيد

يحمل النجم أحمد عيد حساً وطنياً وثورياً وفنياً، حيث يؤمن بأن الفن يعكس واقع المجتمعات بإيجابياتها وسلبياتها، بهمومها وأحلامها، ويقول «الفن الأصيل يستطيع أن يقتحم الخلود، أما الفن الزائف فربما يزدهر يوما أو عاما لكنه سيختفى».

وفى حواره مع «اليوم السابع» يكشف الفنان عن هويته السياسية، ويعلن عدم ندمه لانتخابه محمد مرسى رئيسا للبلاد، ويؤكد أن الرئيس تخلى عن دعمه للثورة السورية إرضاء لإيران، ويتحدث عيد عن مسلسله الجديد «ألف سلامة» وكواليس تصويره والقضايا التى يطرحها.

اتهمت فى الفترة الأخيرة بأنك تحمل فكراً إخوانياً، نتيجة لآرائك السياسية التى اعتبرها البعض تصب فى مصلحة جماعة الإخوان، فهل يتبنى الفنان والمواطن أحمد عيد اتجاها فكريا معينا؟
– أنا لست إخوانياً مثلما يعتقد البعض ولا أميل لأى نظام سياسى، بل أصّنف نفسى كمعارض مصرى وليبرالى يؤيد الدولة المدنية «المحافظة»، لكنى مع استكمال رئيس الجمهورية محمد مرسى لمدته الرئاسية، احتراما للشرعية وللصندوق الانتخابى وللعملية الديمقراطية التى ننادى بها، والفكر الإخوانى ليس اتهاما كما ذكرت، وليس من اللائق أن نخرج ونعيب فى ذات الرئيس مثلما نرى يومياً، وأعتقد أن نبرة السباب انتقصت من هيبتنا أمام العالم، وأكرر «أنا مش إخوان بس بحترم الصندوق حتى لو جاب الجن الأزرق».

تقول إنك تحترم نتيجة الصندوق حتى لو جاء بـ«الجن»، فماذا لو أتى الصندوق بحسنى مبارك رئيسا للبلاد مرة أخرى، أو بشخص يختلف معك فكرياً وثورياً؟
– عصر حسنى مبارك ذهب ولن يعود لأنه لم يحمل الخير للوطن، ولو الصندوق أتى بشخص أنا مختلف معه ثورياً وفكرياً، عن طريق انتخابات حرة نزيهة، سأحترمه من باب الديمقراطية، وإن لم نحترمه «يبقى بنقول للديمقراطية طظ».

تتحدث عن الشرعية وتعيب على من يخرج ضد الرئيس، مع أنه خرج على الشرعية بتعديه الصارخ على القضاء؟
– ربما تكون هناك تجاوزات من مرسى تجاه القضاء، وأيضا من القضاة ضد مرسى، لكن من المفترض أن يتوافقوا جميعا، بدون أن يحدث اهتزاز لهيبة القانون والسلطة القضائية.

تخلى الرئيس عن أهداف الثورة وانحيازه لآراء جماعته، خلقت نوعا من التمرد على سياساته والمطالبة بعزله من منصبه عن طريق جمع توقيعات تقوم بها حركة «تمرد»؟
– أنا ضد حركة «تمرد» لكونها غير قانونية، وأريد أن أبعث لهم برسالة «عليكم بالنزول إلى ميدان التحرير بـ2 مليون متمرد لتسقطوا مرسى كما سقط مبارك بدلا من جمع التوقيعات»، وعليكم أيضا بالتركيز فى الانتخابات البرلمانية المقبلة لتشكيل مجلس شعب من الأغلبية المعارضة، ويقومون بسحب الثقة من مرسى عن طريق الشرعية.

عندما قرر الشعب المصرى أن يثور ويغضب فى وجه نظام قمعى ظالم، هل كنت تتوقع أن يصل الحال لهذه الدرجة القاتمة التى عليها مصر الآن؟
– لم يخطر على بال أحد أن نصل لما نحن فيه الآن بعد اندلاع الثورة المجيدة، ومصر تستحق أفضل من هذا بكثير، لكن المطامع الشخصية هى التى أودت بنا لهذا الحد، حيث إن كل فريق وكل طرف وكل شخص توهم أنه هو صانع الثورة الحقيقى، ومن هذا المنطلق لابد أن يصل لسدة الحكم، ومع الأسف أعتقد أننا سنستمر فى هذا الوضع إن لم نتعقل وندرك أبعاد الأمور ونخلص لهذا البلد بإنكار ذاتنا، وأريد أن أنوه إلى أن الطرف الذى يعتقد أنه يستطيع إقصاء الطرف الآخر من المشهد «يبقى غلطان».

كثيرون من الذين انتخبوا محمد مرسى نكاية فى أحمد شفيق أعلنوا عن ندمهم لهذا الاختيار،أحمد عيد نادم على اختياره مرسى رئيسا لأنه لم يحقق شيئاً من أهداف الثورة حتى الآن؟
– لا، لست نادما على اختيار محمد مرسى رئيسا للبلاد، ولا أستطيع تقييمه بعد عام فقط، وأرى أنه كان رومانسيا عندما حدد مدة المائة يوم، وقد أخطأ فى هذا التحديد، لأننا لن نكون مثل سويسرا فى عام أو عامين، وجماعة الإخوان لم تنجح فى إدارة البلاد بشكل كامل.

لو ترشح «محمد محمد مرسى عيسى العياط» لفترة رئاسية جديدة، ستمنحه صوتك؟
– لا أعتقد أننى سأنتخبه لفترة رئاسية جديدة، إذا استمر فى سياساته الحالية، التى بناء عليها تفرق المصريون، ولو ترشح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ربما أمنحه صوتى، وأود أن أؤكد أن دكتور محمد البرادعى رجل وطنى ويأمل فى بناء دولة مدنية حديثة وأوقره وأحترمه.

صنّفت نفسك كمعارض للنظام الحاكم، فما الأشياء التى تعارض فيها سياسات رئيس الجمهورية؟
– أعارض بشدة عدم تغيير هشام قنديل رئيس الوزراء، فهناك أكفأ منه لهذا المنصب، وأعيب على الرئيس مرسى تخليه عن ثورة سوريا وموقفه الذى تغير نحوها، وأشعر أن هناك تراخيا منه تجاه الثورة السورية إرضاء لإيران نكاية فى إحدى دول الخليج يُعتقد أنها تساند الثورة المضادة، وأطالبه بدعم ثورة سوريا ووقف العنف ونزيف الدم.

ناقشت فى مسلسلك «أزمة سكر» الإدمان وتأثير غياب دور الأسرة فى المجتمع، فما القضايا التى تطرحها بمسلسلك الجديد «ألف سلامة»؟
– أناقش فى مسلسلى الجديد «ألف سلامة» جميع قضايا المجتمع «المتلخبط» هذه الأيام، فى إطار اجتماعى كوميدى، من خلال شخصية شاب يدعى «سلامة» يقطن فى منطقة عشوائية، وهذا الشخص غير مسيس ولا يفقه شيئا فى مجال السياسة.

إذن لا يمكن تصنيف المسلسل تحت الطابع السياسى؟
– هو عمل اجتماعى يسرد الأوضاع الحالية بأسلوب كوميدى غير مبتذل بعيدا عن السياسة، ولا يعتمد المسلسل على الخلاعة ولا الألفاظ البذيئة ولا الرقص، وأظهر خلال الأحداث بدون نظارة، ومدخن، رغم أننى بطبيعتى لا أميل للتدخين، وقمت بقص شعرى حسبما تطلبت مفردات الشخصية.

وما الرسائل التى يحملها «سلامة» للمشاهدين عبر الشاشة خلال شهر رمضان؟
– الأمل والحث على التوحد لأن الاتحاد قوة والتفرقة ضعف، والدعوة لترك مطامع النفس البشرية بحيث نتناسى أحقادنا وضغائننا، حتى ننعم فى النهاية براحة البال والضمير.

يضعك مسلسل «ألف سلامة» هذا العام فى منافسة مع «العراف» لعادل إمام، و«القاصرات» لصلاح السعدنى و«خلف الله» لنور الشريف، وغيرهم من الأعمال، ما تقييمك للمنافسة؟
– عادل إمام الفنان الوحيد «اللى ملوش منافس» وأنا وجميع الأجيال تأثرنا بمدرسته الكوميدية، لأنه فنان لن يتكرر، ومسألة المنافسة لا تشغلنى كثيرا، لأننى أركز فى عملى وأقدم ما فى جعبتى للمشاهد الذى يعتبر الحكم الحقيقى للعمل.

بعد انخفاض الأعمال الدرامية بهذا الشكل، هل ترى أن الدولة قصرت فى دعم الفن المصرى؟
– «الدولة طول عمرها مقصرة تجاه الفن»، لكن الدراما ستتفوق أكثر خلال الأيام المقبلة لأن أسهم السينما المصرية بدأت فى النزول بسبب الظروف الأمنية، والسينما لا تنتعش إلا عندما يكون هناك أمن يسود الشوارع، والمشاكل التى تواجه الدراما تنحصر فى عدم دفع القنوات الفضائية مستحقات شراء المسلسلات الدرامية لشركات الإنتاج.

المصدر 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى