رأي

أسامة زردق | يكتب : هكذا جنت الصحافة عليا

10672333_718030138252488_3154260859219961311_n

إن كنت من أبناء هذه المهنه فإنتظر جزائك فى القريب العاجل والبعيد الأجل وإن كنت لا تعرف عنها سوى الاسم وتنظر بعين الغيره لأبنائها فأنصحك أن تدير نظراتك وتغير وطريقة تفكيرك فيهم .

الغالبيه العظمى ينظرون إلى أبناء صاحبة الجلاله وكأنهم ملائكة لا يخطئون ولا يواجهون مشكلات ليس ذلك فحسب إنما يعتقودن أن مهنتهم ماهى إلا كلام يكتب أو يقال .

إلا من رحم ربى يعرفون حجم المعاناه شديدة الآلام التى يواجها العاملين فى مجال الإعلام وبخاصه الصحفيين فويلات الصحفى تاتى فى عمله الشاق وتغطيتة للأحداث وتنقله من مكان لمكان وهو يسارع الزمان من أجل تغطية حدث يضاف إلى رصيده الصحفى .

بالرغم من كل ذلك وليتها تجنى على صاحبها مرة واحده وتكمن بعد ذلك لكنها تظل تناطحه حتى يفقد أنفاسه الأخيره وهو بين يديها لشده حبه لها وإعتزازه بها ,وهى الاخرى لا تعرف عزيز ولا غالى فتلفظه كما لفظت أشقائه من قبله وتتركه طريح فراش أو خلف قطبان او وهى الاشد قسوه بأن تصوبه نحو رصاصه لتريحه من الدنيا وما فيها .

وأنا كصحفى فى بداية حياتى منتظر جزاء حبى وعقاب عشقى لأنى عرفت هذه المهنه فى يوم من الأيام , بالرغم من أنى أرى العقاب كل يوم وليله لكنى ميقن أن ماهى إلا أيام وسألقى جزائى الأكبر .

وأول لحظات الجزاء ذات الطعم اللاذع قابلتها بينما أخوض امتحان “اللغه العربيه “بالشهادة الثانويه حيمنا أغرانى الإمتحان بسهولته فأغرقت فى موضوع التعبير الإنشائى لأقضى فى كتابته ساعتين أو يزيد من أصل ثلاث ساعات وهو الوقت المحدد للإمتحان
ساعتين فى موضوع إنشائى ! ولم يكفينى لأضع كل ما فى ذهنى من تعاليم صاحبة الجلاله فى فن الكتابه والتعبير على مدار سنوات منذ أن بدأت العمل الصحفى بالمرحله الإعداديه .

وانتهى وقت الإمتحان وأنا لم أصل فى الحل إلى منتصف ورقة الأسئله بالرغم من أنى كنت شديد الحب للغه العربيه وكان الامتحان يمثل لى شراب حلو المذاق تقدير ومكافئه لحبى الشديد لمادة” اللغه العربيه ” فكنت أجزم وأكاد أن أقسم أننى لوكنت انتهيت إلى حل الإمتحان كامل لحصلت على الدرجة النهائيه فى الماده وإن لم أصل لذلك فلم أبتعد كثيرا عن النهايه .

وكان جزائى لما فعلت بأن يقل مجموعى بسبب اللغة العربيه عشر بالمائه من المجموع الكلى وبسبب شدة الضغط النفسى والعصبى على الطالب فى المرحلة الثانويه وبخاصه فى أيام الإمتحان إضافه لما فعلت من كارثه فى حق نفسى تحققت الهزيمه النفسيه بكل ما لها من معانى الألم والمعاناه .

فاقترحت على بعض الأقربين منى عدم إستكمال الإمتحان والتأجيل للعام الذى يليه فنصحونى بعدم فعل ذلك تحت شعار ” لا تنال إلا ما كتبه الله لك ولم تحصد أكثر من نصيبك ” .

فأتممت باقى الإمتحانات ونفسى تمتلىء يأس وخيبة أمل مما كان له الأثر الأكبر فى فقدان الدرجات بشكل رهيب ولكنها بكل الاشكال لم تكن مثل ما حدث فى امتحان ” لغة الضاد ” فكان مقدار الإنخفاض فى باقى المواد لا يتعدى العشر بالمائه مثلما حدث فى “اللغه العربيه ” .

وجاءت النهايه بأن نصحنى الأهل والأحباب بالإبتعاد عن مسالك اللغه ومهن استخدامها ظننا منهم أن ضعف المجموع بها من ضعف الحب والإستيعاب لها وكان من هذه النصائح “الإبتعاد عن الصحافه وممارسة الأعمال الأدبيه ” والإتجاه الموحد فى كليتى الجديده بعد رقضهم الإلتحاق بأى شىء يدرس فيه الإعلام  .

إلا أن حبى للإعلام بكل جوانبه مريب وعشقى للصحافه غريب فلم استطع أن أبتعد عنها برعم جنايتها المؤلمه ؛ لأقف فى طابور أنتظر دورى مع من أطاحت بهم الصحافه وانهت حياتهم بمستطيل صغير مظلل بخطوط فاقعة السوداء يتربع فيه عبارة ” وها هو واحد ممن أفنوا حياتهم فى خدمة صاحبة الجلاله” .

المصدر | الشرقية توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى