أخبار الرياضة

أسباب تجعل جاريدو الحل السحري لإدارة الخطيب

أسباب تجعل جاريدو الحل السحري لإدارة الخطيب
خوان كارلوس جاريدو

في يونيو من عام 2014 خرجت علينا إدارة النادي الأهلي بإعلان التعاقد مع المدير الفني الإسباني الشاب خوان كارلوس جاريدو، صاحب أفضل سيرة ذاتية في تاريخ الكرة المصرية على حد تعبير المهندس محمود طاهر رئيس مجلس إدارة القلعة الحمراء حينها، براتب شهري 60 ألف يورو.

إدارة الأهلي كانت تتغنى في بداية الأمر بالمدرب الإسباني، وإشادات كبيرة بتجربته في أندية فياريال الإسباني وكلوب بروج البلجيكي وغيرهم، وأكدوا لكافة وسائل الاعلام وجماهير القلعة الحمراء أن الهدف من التعاقد مع جاريدو تحديدا، هو قدرة الرجل الإسباني على تكوين فريق جديد من الشباب والصفقات الجديدة وعناصر الخبرة، بسبب معرفة إدارة العملاق القاهري بأن ناديهم يمر بمرحلة إحلال وتجديد.

ولكن مع مرور الوقت اختلفت لهجة الإدارة الحمراء، ورحل جاريدو بالرغم من تحقيقه لبطولتين، السوبر المصري من الغريم التقليدي الزمالك، والكونفيدرالية الإفريقية لأول مرة في تاريخ الأهلي، وخسر الدوري والسوبر الإفريقي.

نعم، إدارة الأهلي التي أكدت أن الهدف من وراء التعاقد مع جاريدو بناء جيل جديد وليس حصد الألقاب، أقالوا المدير الفني بسبب خسارة بطولتين والفوز بمثلهما.

وموسم تلو الأخر، أصبح الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني الحالي للأهلي، وجاريدو مديرا فنيا لنادي الرجاء البيضاوي المغربي، ويحقق نجاحات كبيرة للغاية على صعيد الأداء والنتائج رفقة الفريق المغربي، حيث وصل بالفريق لنهائي بطولة الكونفيدرالية الإفريقية عن جدارة واستحقاق، وتمكن من تكوين فريق متماسك للرجاء يغلب عليه طابع الشباب، ويقدم كرة قدم سريعة وحديثة.

بينما الأهلي بالرغم من انطلاقة كارتيرون المثالية مع الفريق، إلا أن النسق آخذ في الهبوط، والفريق الأحمر تعرض لصدمة كبيرة في دوري أبطال إفريقيا للموسم الثاني على التوالي ولكن هذه المرة أمام الترجي التونسي، من ثم في ظرف أقل من عشرة أيام خرج العملاق القاهري من بطولة زايد للأندية الأبطال من دور الستة عشر على يد فريق الوصل الإماراتي، لتكتب نهاية التقني الفرنسي في القلعة الحمراء، بإعلان إقالة كارتيرون من قِبل إدارة الأهلي، وتعيين مساعده محمد يوسف كمديرا فنيا مؤقت للفريق.

جماهير وإدارة الأهلي لم يتحملون خسارة لقب دوري الأبطال للسنة الثانية على التوالي، والخروج المؤسف من البطولة العربية من دور مبكر بالنسبة لفريق يلعب على حصد كافة الالقاب، لذلك تمت التضحية بالفرنسي كارتيرون بعد الاخفاقات الأخيرة. وإذا تمكن جاريدو من حصد لقب الكونفيدرالية رفقة الرجاء، سيزيد ذلك من أسهمه بشدة في العودة مجددا للقلعة الحمراء، لاسيما وأنه اكد في أكثر من مناسبة سابقة بأنه يتمنى أن يعود مرة أخرى لقيادة المارد الأحمر حيث لم يسعفه الحظ في الولاية الأولى بسبب أن قوام فريقه حينها لم يكن صالحا لتلبية طموحات هذا النادي العريق من الأساس.

الفترة الحالية للأهلي، هي فترة طبيعية ومنطقية يمر بها آي فريق كبير بعد سنوات من الآمجاد وتحقيق الأبطال. نعم، الأهلي يحتاج إلى تجديد، وبناء جيل جديد قادر على تحقيق طموحات الجماهير العريضة للقلعة الحمراء خلال السنوات القادمة، ولن يحدث ذلك إلا من خلال مشروع كامل لفريق كرة القدم الأول بالنادي، قد يكون الرجل الأنسب له هو الإسباني خوان كارلوس جاريدو لعدة أسباب،  أولها أنه صرح في أكثر من مرة بأنه يريد قيادة الأهلي مرة أخرى وهو ما يعني أن الرجل يعلم جيدا أن مازال بإمكانه خدمة هذا الكيان.

ثانيًا، قوة جاريدو تكمن في قدرته على التعامل مع الشباب وتكوين فريق صلب منسجم من عناصر شابة، وهو الأمر الذي يحتاجه الأهلي بشدة في ظل كبر سن اللاعبين الأساسيين، وتواجد عديد من المواهب الشابة بالفريق لم يحصلون على فرصة للعب حتى الأن.

ثالثًا، جاريدو يقدم كرة قدم تشبه كثيرا ما يقدمه المكسيكي خافيير أجيري رفقة منتخب الفراعنة، وهو الأمر الذي قد يعود بالنفع على المنتخب الوطني، لأن مثلما يردد البعض في مصر منذ قديم الأزل، الأهلي يمثل الجانب الأكبر من قوام الفراعنة دوما.

رابعًا، بعد إقصاء حسام البدري المدير الفني السابق للأهلي من الصورة تماما، وصعوبة عودته للقلعة الحمراء مجددا، لا يوجد مدرب مصري قادر على إخراج الأهلي من محنته الحالية، وبناء جيل جديد للعملاق القاهري.

خامسًا، جاريدو عندما جاء للأهلي في ولايته الأولى للفريق، لم يكن قد درب في الشرق الأوسط وإفريقيا من قبل، لكنه الأن بات لديه خبرة كبيرة للغاية في كرة القدم العربية والإفريقية، بجانب الخبرة التي اكتسبها في الكرة المصرية تحديدا. ميزة قد لا تجدها إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب إذا قرروا البحث عن مدير فني أجنبي كبير غير جاريدو.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى