رأي

أسماء عبد العظيم | تكتب : أسباب سقوط رافعة في الحرم المكي دوناً عن غيرها

25

تأثرنا جميعًا بالأمس عند متابعة المشهد المرعب الذي نزل علينا كالصاعقة ، فما أصاب عددا من ضيوف الرحمن قلب العبارات على وسائل التواصل الاجتماعي بين الحزن و الاسى و التعازي ليتداولها المسلمين و غير المسلمين في وصف هذا الحادث الأليم ، فنسال الله ان يرحم موتانا و يحسن مدخلهم.
و يبقى السؤال المحير .. لماذا سقطت هذه الرافعة في الحرم المكي دونا عن كل الرافعات المجاورة لها ؟

أرجعني هذا السؤال للبحث بين قوانين الفيزياء و قاعدة ارشميدس و قواعد بناء الرافعات ، و توصلت في النهاية للسبب وراء سقوط هذه الرافعة بالتحديد.

و اتضح أن الرافعات المتنقلة ( و هو نوع الرافعات الموجودة حول الحرم المكي) تعمل بنظرية التوازن بين الوزن الثابت على الارض و الوزن المعلق على طرف الرافعة ، و أي خلل في هذا التوازن قد يسبب سقوط الرافعة إلى الامام كما حدث في الحرم المكي.

وجدت في النهاية أن المعايير التي تم وضعها عن طريق الجمعية الامريكية لمهندسي الميكانيكا
American Society of Mechanical Engineers
تحتم وجود نسبة حمولة معينة على طرف الرافعات المتنقلة حيث يجب ان لا تتعدى ال 75 % من وزن جسم الرافعة المثبت بالأرض كي لا تتعرض للسقوط ، و أي زيادة عن هذه النسبة في طرف الرافعة يسبب سقوطها إلى الأمام كما شاهدناه بالأمس في الحرم المكي .

فمن الواضح أن هذه الرافعة كانت تحمل وزنا يساوي او يقترب من ال 75% من الوزن الثابت في الطرف المعلق ، و هو ما كان يحافظ على توازنها حتى بدأت العواصف و ضغط الرياح على هذا الطرف لتزيد من نسبة حمولته حتى تعدت ال 75% اللازمة للتوازن ، فتكون النتيجة الطبيعية هي سقوط الرافعة في هذه الظروف الجوية إلى الامام.
اما بالنسبة لباقي الرافعات فقد تكون حمولتها في ذلك الوقت أقل من التي كانت تحملها تلك الرافعة ، فبالرغم من نفس الظروف الجوية إلا ان نسب حمولتهم الطرفية لم تصل إلى 75% من حمولة اوزانها الثابتة ، لذلك لم يتعرضوا للسقوط كتلك الرافعة التي سقطت لتؤلمنا جميعا بالحرم المكي.

مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي

 

زر الذهاب إلى الأعلى