رأيمقالات

أسماء عبد العظيم | تكتب: تذكر يا بني


أسماء عبد العظيمليس تشاؤما مني أن أترك لك هذه الوصية بينما لا أزال في العشرينات من العمر ؛ لكن ليست الأعمار بأيدينا يا بني ولا أستطيع أن أعدك أنني سأبقى حتى ذلك الحين ؛ فالله يعلم كم أتمنى و أدعوه كل يوم لأراك ذلك الرجل الذي يحظى بفتاة أحلامه و يحيا سعيدا معها .
تذكر يا بني أنني قد لا أبقى و ستكمل معها حياتك ؛ و كل ما اتمناه من الله أن تبقى سعيدا مع التي ترضي قلبك و عقلك .تذكر يا بني أنك خلقت ملكا ؛ و الملك العدل دائما يفني نفسه لخدمة رعاياه كما يضع لملكته تاجا تتباهى به بين النساء .

تذكر أنها تركت أهلها لتسكن إليك ؛ فلا تشعرها بالغربة في مسكنها الجديد ؛ و كن لها سكنا دافئا لتشعرها أنها أصابت الاختيار ؛ و أن هجرتها إلى أحضانك الذي أصبح وطنا لا يضاهيه كل بلدان العالم هو مملكتها التي ستبني فيها أحلامها معك؛ و ليس مكانا تودع به أحلامها في ألم و حسرة .

تذكر يا بني أنها إنسان قد ييأس ؛ و قد يشكو ؛ و قد يبكي و قد يثور دون أي سبب و لن يكون علاج ذلك إلا أن تضمها أكثر و أكثر إلى أحضانك ؛ حينها فقط ستملكها إلى الأبد.

تذكر يا بني أن الاحتفاظ بقلب امرأة هو أشقى مهمة قد تسعى إليها ؛ لكن الجنة التي ستسكنها في المقابل ستستحق كل هذا العناء.

تذكر يا بني أن تدليل الأنثى من شيم الرجال ؛ و لك في رسول الله أسوة حسنة في ذلك ؛ ولا تنصت لكل من يدعي أن الدلال يفسدها ؛ بل أنه سيشعرها بأنوثتها و حبك ؛ و ستندهش فيما ستجنيه بالمقابل.

تذكر يا بني أن حبي و حبها لا يقارن ؛ فهي لم تأتي لك أما ؛ بل شريكة و حبيبة لتمنحك ما لا أستطيع أن أمنحك إياه ؛ و تجرب معها روعة الحب الذي لا يضاهيه كل كنوز الدنيا .

تذكر با بني أنها أمانة ؛ و أنها خلقت بحياة كاملة كما خلقت أنت ؛ لا تفضل نفسك عنها في شيئ ؛ و لا ترهقها في خدمتك ؛ فهي لم تخلق لذلك ؛ نعم يا بني ؛ لها ذات أيضا يجب أن تحققها ؛ و يجب أن تسعى معها كي تحقق ما تريد ؛ فليست الأحلام حكرا على جنس ؛ و ليس بناء الأسرة السوية حكر على جنس أيضا.

تذكر يا بني أن سلطتك عليها ليست نفوذا ؛ فهي تكليف لا تشريف ؛ و مسؤلية لا امتياز ؛ فإذا اختلطت عليك مفاهيم السلطة ؛ قد تفقد قلبها إلى الأبد .
تذكر يا بني هذه الكلمات ؛ فرؤيتك سعيدا ستجعلني أسعد نساء العالم ؛ و ستشعرني إذا كسبت قلبها أنني أنجبت “رجلا” بمعنى الكلمة.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى