ثقافة و فنسلايد

ماتت أمها ولم تجد صورة معها فأصبحت أصغر مديرة تصوير في مصر

أصغر مديرة تصوير
أصغر مديرة تصوير

رحلت الأم وتكرت الطفلة الصغيرة “مارينا ” لم تبلغ من العمر 14 عام، الأم التي كانت لها قنديل رفيق الظلام في أحلام الطفولة.

لم تتخيل مارينا أن يصل بها الحال ولا يضيء القنديل، وتتحول الحياة من الفرح والمرح وحنين الأم، إلى حياة اشبه بزنزانة مظلمة خالية من مشاعر وحنان الأمومة .

أصغر مديرة تصوير

وفي ليلة بعد أيام من الفراق، اشتاقت إلى حنين الأم ورؤيتها، وتذكرت ضوء القنديل، لذلك قررت أن تبحث عن صورة معها لكي تسترجع الذكريات.

وبعد ساعات من البحث تتفاجىء مارينا أن جميع صور الأم لم يوجد بها صورة تجمعها بوالدتها، ليزداد الحزن بداخلها وتسود صورة الحياة من جديد.

لكنها لم تستسلم وقامت بأكثر من محاولة على أمل أن تجد حل عن طريق استخدام برامج تعديل، وتركيب الصور وبالفعل نحجت أن تنتج العديد من الصور المركبة وهي في احضان والدتها.

وكانت هذه المحاولات كافية أن تخلق بداخلها موهبة التصوير والتعديل عليها، لذلك قررت أن تتعلم التصوير لتصبح في ظرف سنوات قليلة مصور محترف، بل وصلت إلى الحصول على لقب أصغر مديرة تصوير في مصر .

وهذا للقب لم يكن من فراغ، بل بعد النجاح الكبير الذي حققته في تصوير العديد من الأفلام، والبرامح، والإعلانات بالجهود الذاتية، ولكن الإبداع في التصوير كان كافي أن يمكن تلك الأعمال من تحقيق جوائز عالمية.

مديرة تصوير 2

بداية مشوار التصوير

بدأت “مارينا” رحلة التصوير بعد وفاة والدتها ، ولكن بشكل بدائي وغير احترافي ومتقطع، موضحة أنها ابتعدت عن هذا المجال لفترة طويلة.

ولكن قررت العودة بعد تشجيع أحد أصدقائها على العودة لهذا المجال من جديد.

وقالت “مارينا” بدأت خطواتي تتقدم في مجال التصوير، بعد انتهاء العام الأول في الجامعة.

وفي نفس العام قررت أن تتقرب أكثر من صناع الأفلام ، حتى تمكنت من المشاركة في تصوير أول فيلم بمسيرتها بعنوان «البذرة» الذي نادل اعجاب الجميع.

موضحة: «وقتها كنا في 2017، وكان عندي 20 عام ، لذلك أصبحت أصغر مديرة تصوير في مصر .

وبعد هذا الفيلم كان لها 8 تجارب سينمائية، حققت نجاح كبير على الرغم من أن تلك الأعمال بالجهود الذاتية للفريق الذي تعمل معه .

واضافة خريجة كلية التجارة شعبة إنجليزي جامعة عين شمس، أن هذا الأمر كان بمثابة مفاجأة لها.

معربة:«حسيت إن ربنا بيعوضني ويفرحني بلقب كبير زي ده» بعد سنين الحزن على فرق أمي.

مشيرة.. إلى أن التصوير اصبح سبب السعادة والفرح بداخلها حيث تحول من مجرد هواية إلى عشق ، يحقق لها السعادة ، مثل التي شعرت به بعد فوز فيلمها «الهبة» على جائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان كونتينتال الذي اقيم بالهند مارس الماضي.

وقالت مارينا في نهاية حديثها مع «الشرقية توداي »، أنها تحلم أن تعمل بهوليود والسينما الأمريكية،  أن ” العمل بهوليود يعد من أهم احلامي، وأكيد هوصله في يوم لأني عندي ثقة في ربنا وإيمان بقدرتي على على تحقيق هذا الحلم “.

وانصح أي شخص أن يتمسك بحلمه، ولم يستسلم للاحزان وظروف الحياة ، ولابد أن نرسم لانفسنا طريق للنجاح، ونسير فيه خطوة بخطوة بالتطوير والتعليم والأمل .

مديرة تصوير 1

سامح المصري

كاتب صحفي ومدون منذ عام 2000، بداية احتراف الصحافة كانت من خلال موقع الشرقية توداي الذي اعمل به منذ عام 2011، اكتب جميع أنواع القوالب الصحفية ولكن اتميز في كتابة مقالات الرأي
زر الذهاب إلى الأعلى