أخبار العالم

أكثر الانتخابات حدةً في تاريخ أميركا.. تعرَّف على أسرار السباق الرئاسي ومحطات الصراع

n-social-media-large570-1

أياً كان الفائز، فإن هناك لحظات معينة سوف تذكر على أنها كانت لحظات محورية في الانتخابات الأخيرة.

هناك شيء واحد واضح، قبل ساعات قلائل من اختيار أميركا لرئيسها القادم، وهو: أن هذه الانتخابات سوف تسجل في التاريخ باعتبارها أكثر الحملات حدة على الإطلاق.

هل رسائل البريد الإلكتروني؟ أم دعاوى الاعتداءات الجنسي التي قلبت الأمور في النهاية؟ ربما يكون إصرار دونالد ترامب على بناء سور هو ما دفع الناخبين لاختيار هيلاري كلينتون، وربما تكون تسريبات ويكيليكس هي ما أعادتهم إلى الاتجاه المعاكس.

منذ أعلن ترامب، وزوجته، من مقرهما ببرج ترامب، ترشحه في الانتخابات، وذلك في الـ16 من شهر يونيو/حزيران العام الماضي، والمرشحان يخوضان حرباً ضروساً لهزيمة بعضهما البعض.

فيما يلي جدول زمني يشرح كيف خاض المرشحان هذه الحرب خلال الأشهر الـ18 الماضية.

12 أبريل/نيسان 2015 ـ هيلاري كلينتون تعلن عن ترشحها للمرة الثانية.

قالت وزيرة الخارجية أنها تريد الترشح للبيت الأبيض مرة أخرى عام 2016، وذلك بعد خسارتها أمام الرئيس باراك أوباما عام 2008.

وقالت كلينتون في فيديو: “لقد كافح الأميركيون بعد ظروف اقتصادية عصيبة، لكن ما زالت الكفة مائلة لصالح أولئك الذين في القمة. إن الأميركي العادي يحتاج إلى بطل، وأنا سوف أكون ذلك البطل”.

16 يونيو/حزيران 2015 ـ دونالد ترامب يعلن ترشحه للبيت الأبيض ويبدأ حملة سلبية ضد المكسيكيين.

“المكسيكيون يجلبون المخدرات. يجلبون الجريمة. إنهم مغتصبون. وأفترض أن بعضهم جيدون”.

كانت تلك الكلمات، التي حازت على تصفيق المؤيدين في برج ترامب، ذات دلالة على ما سوف يعقبها: سيل من الشتائم والتصريحات المهينة ضد الشعب المكسيكي، واقتراح ترامب بناء جدار عال بطول الحدود الأميركية المكسيكية.

وما لبثت “ابن هذا الجدار” أن أصبحت الهتاف المفضل في مؤتمراته الانتخابية.

2 فبراير/شباط 2016 : مارتين أومالي يترك السباق الرئاسي

انسحب مارتين أومالي، “الديمقراطي البعيد” في المركز الثالث، من السباق خلال انتخابات ولاية أيوا، فترك المجال مفتوحاً لهيلاري كلينتون وبيرني ساندرز.

وكان أومالي، عمدة بالتيمور السابق، قد حصل على 1% فحسب من الأصوات.

18 فبراير/شباط 2016 دونالد ترامب والبابا يدخلان في مشادة

بعد أن قال البابا فرانسيس إن كل من يريد بناء جدار “ليس مسيحياً”، رد ترامب قائلاً إن من “المشين” أن يشكك زعيم ديني في إيمان شخص ما.

ويزعم أن ترامب هو من أصلح الأمور عندما قال عن البابا إنه “شخصية سياسية جداً”.

كان هذا الخلاف لعباً بالنار من قبل ترامب الذي عمل جاهداً للحصول على أصوات الإنجيليين.

25 فبراير/شباط 2016: مواجهة كلينتون بسبب تعليق “المفترس”

هتف أحد متظاهري مظاهرة “أرواح السود مهمة”، أثناء حملة لجمع التبرعات في ساوث كارولينا، قائلاً: “أنا لست مفترساً يا هيلاري”، ما حدا بالمرشحة الرئاسية إلى الكلام عن تعليقات قالتها عام 1996، التي كانت تصب في صالح أيديولوجية فترة التسعينيات القائلة بأن الأفارقة الأميركيين أصحاب السوابق الإجرامية لا يمكن إصلاحهم وأنهم سوف يروعون مجتمعاتهم.

قالت كلينتون لواشنطن بوست بعد ذلك: “عندما أفكر في ذلك الأمر، أظن أنه ما كان ينبغي لي أن أقول هذه الكلمات، التي لن أستخدمها اليوم”.

4 مايو/أيار 2016: جون كاسيش، آخر خصم جمهوري، ينسحب من السباق الرئاسي

بعد أن تأخر حاكم ولاية أوهايو بفارق 900 مندوب، ولم يفز إلا بأصوات ولايته، سمى هزيمته انسحاباً، ومن ثم أعلن ترامب نفسه المرشح الجمهوري الافتراضي. انسحب كاسيش في نفس الأسبوع الذي انسحب فيه تيد كروز، بعد هزيمة الأخير هزيمة كاسحة في الانتخابات التمهيدية بولاية إنديانا.

كان كاسيش وكروز أطول مرشحين ظلا في المنافسة بعد أن سقط الكثير من المرشحين الجمهوريين الآخرين، بما فيهم حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، وسيناتور فلوريدا، ماركو روبيو.

2 يونيو/حزيران 2016: ترامب يشكك في موضوعية قاض بسبب أصوله المكسيكية

قال ترامب إن القاضي غونزالو كوريل، الذي ينظر قضية جامعة ترامب، والمنحلة حالياً، لن يكون قادراً على الحكم بالعدل، بسبب أصوله المكسيكية.

وقال ترامب لجريدة وول ستريت جورنال: “أنا سوف أبني جداراً. هذا تضارب أصيل بين المصالح”.

وقد أدى هذا الانتقاد للقاضي، المولود في ولاية إنديانا، بالتسبب في إحراج الجمهوريين.

يوليو/تموز 2016: تبرئة هيلاري من قضية رسائل البريد الإلكتروني

بعد تحقيق مطول فيما لا يقل عن 33 ألف رسالة بريد إلكتروني من رسائل هيلاري كلينتون، قال رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، إن المرشحة قد أظهرت “إهمالاً شديداً” فيما يتعلق بإساءة استخدام جهاز رسائلها الإلكترونية. وقال إن سلوكها كان من الممكن أن يؤدي إلى اختراق خصومها لمعلومات غاية في السرية.

ومع ذلك فقد قال إنه “لا يوجد مدع عام عاقل” قد يوجه لها أية اتهامات.

واتبعت وزارة العدل هذا الإرشاد، وأغلق التحقيق.

وقال خصوم كلينتون إنها لم تعاقب على ذلك بما يكفي.

18 يوليو/تموز 2016: ميلاني ترامب تسرق خطبة ميشيل أوباما

في المؤتمر الجمهوري الوطني، كانت العيون مثبتة على السيدة الأولى المحتملة، وزوجة دونالد ترامب بينما كانت تلقي خطبتها الافتتاحية.

بعد دقائق من كلامها، انهمرت التقارير القائلة بأنها نسخت خطبة ميشيل أوباما التي قالتها في المؤتمر القومي الديمقراطي عام 2008، وإن الخطبتين متطابقتان كلمة كلمة تقريباً.

في اليوم التالي لذلك، أصدرت حملة ترامب بياناً، ألقت فيه باللوم على الموظفة بالحملة ميريديث مكلفر، ولم تلق ميلاني ترامب أية خطبة كبيرة بعد ذلك حتى الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

23 يوليو/تموز 2016: اختراق رسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، والكشف عن حملة لتشويه بيرني ساندرز.

فضح هجوم إلكتروني، قبل أيام من مؤتمر للحزب الديمقراطي، أن رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ديبي واسرمان شولتز حاول التواطؤ مع وسائل الإعلام من أجل التخلص من السيناتور ساندرز عن طريق تشويه سمعته عند الناخبين الجنوبيين والقول بأنه ملحد. استقال السيد شولتز بعد تلك الفضيحة وتعرض لصيحات الاستهجان حينما كان يلقي خطبة حول الاقتصاد في فلوريدا، حتى أجبر على ترك المنصة.

حقق مكتب التحقيقات الفدرالي للبحث فيما إذا كان لروسيا يد في ذلك التسريب، واتهم ترامب “بالخيانة” عندما شجع روسيا، في مؤتمر انتخابي له، على اختراق البريد الإلكتروني لكلينتون.

وقال، لاحقاً، إنه كان “يسخر” حين قال ما قال.

28 يوليو/تموز 2016: بيرني ساندرز يخرج من السباق الرئاسي

خرج كلينتون من السباق الرئاسي، قائلاً إنه سوف يعمل مع كلينتون من أجل هزيمة ترامب.

كان أكثر من 13 مليوناً قد صوتوا لصالح سيناتور فرمونت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وواجهت كلينتون معركة شاقة في محاولة استمالتهم ناحيتها. واختار الكثير من جيل الألفية التصويت للمرشحين المستقلين، جيل ستاين، وجاري جونسون، بدلاً من ذلك.

كان الجانب المشرق لذلك أن كلينتون حولت سياساتها بشكل كبير إلى اليسار، فوعدت، على سبيل المثال، بإلغاء المصاريف الدراسية للطلاب الذين يكسبون أقل من ١٢٥ ألف دولار.

9 أغسطس/آب 2016: ترامب يقترح على مؤيدي حيازة الأسلحة قتل كلينتون لمنعها من اختيار قضاة المحكمة العليا.

حذر ترامب، في إحدى مؤتمراته الانتخابية، أنصاره من أن كلينتون سوف تختار قضاة المحكمة العليا من ذوي الميول الليبرالية، ليحلوا محل أنتونيا سكاليا.

وقال ترامب: “لو استطاعت اختيار قضاتها، فلن يكون بإمكانكم فعل أي شيء يا رفاق”. وعندما بدأ الحضور بإطلاق صيحات الاستهجان، أضاف ترامب: “ومع ذلك، فهناك التعديل الثاني للدستور، فربما يكون هناك شيء يمكن فعله، لا أدري”.

أطلق تعليقه موجة من الإدانة من الديمقراطيين، والمدافعين عن حيازة الأسلحة، على حد سواء، الذين قالوا إنه كان يحرض على العنف ضد خصمه.

19 أغسطس/آب 2016: ترامب يتواصل مع الناخبين السود للمرة الأولى

ذهب ترامب إلى ولاية أوهايو في محاولة أخيرة لاستمالة الناخبين السود، مروجاً فكرة أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك، فلا ضير إذن من انتخابه.

وسألهم ترامب: “ماذا قد تخسرون بحق الجحيم؟. أنتم تعيشون في الفقر، بلا وظائف، ومدارسكم ليست جيدة. لو واصلتم التصويت لنفس الناس، فسوف تحصلون على النتائج ذاتها”.

وقد جاء تصنيفه منخفضاً بين الناخبين السود، لكنه قال إنه واثق إنه سوف يحصل على 95٪ من أصوات السود خلال أربع سنوات. وقد أصر ترامب، في خطاباته المتأخرة، بما في ذلك مناظراته الرئاسية، على أن “القانون والنظام” ضروريان لمحو الجريمة من المدن الداخلية.

9 سبتمبر/أيلول 2016: كلينتون تصف مؤيدي ترامب بأنهم “مجموعة من مثيري الشفقة”

قالت المرشحة الديمقراطية، في حملة لجمع التبرعات بمدينة نيويورك، إن نصف مؤيدي ترامب مثيرون للشفقة، ما أدى إلى إشعال انتقاد حاد لها بأنها تتكلم بالسوء على أناس تريد أن تخدمهم إذا أصبحت رئيسة.

“سوف أكون تعميمية هنا إلى حد كبير وأقول، بإمكانك أن تضع نصف مؤيدي ترامب فيما أسميه سلة المثيرين للشفقة. أليس ذلك صحيحاً؟ هؤلاء العنصريون، أعداء المرأة، المصابون برهاب المثليين، ورهاب الأجانب، والإسلاموفوبيا، والقائمة تطول. للأسف هناك ناس تلك صفتهم، وقد رفعهم ترامب”.

11 سبتمبر/أيلول 2016: شكوك حول صحة هيلاري كلينتون

بعد أسابيع، بل وأشهر، من تداول نظريات المؤامرة حول صحة كلينتون، شوهدت ممسكة بركبتها وحملت في سيارة في قداس أقيم بمناسبة أحداث 11 سبتمبر/أيلول في نيويورك.

قلد ترامب مشيتها غير المستقرة في مؤتمر انتخابي له، وقال إنها ليست في حال صحية جيدة لتكون رئيساً. وقد كررت تلك الفكرة من قبل “خبراء طبيين” يرتدون معاطف بيضاء ظهروا على شبكة “فوكس نيوز”.

نشر كلا المرشحين خطابات من أطبائهما. فنشرت كلينتون معلومات حول نبضات قلبها السليمة، وضغط دمها، بينما قال الطبيب الشخصي لترامب إنه استغرق خمس دقائق لكتابة السجل الطبي له، وقال إنه سوف يكون “أصح رئيس” حكم هذه البلاد.

26 سبتمبر/أيلول 2016: ترامب يعترف بأنه استخدم ثغرات في قانون الضرائب ليتجنب دفع ضريبة الدخل الفدرالية.

علق ترامب على تكهنات بأنه قد نجح في عدم دفع ضريبة الدخل الفدرالية لعقدين من الزمان تقريباً، بعد أن خسر ما يقترب من مليار دولار عام 1995، قائلاً إنه “طبعاً” استغل الثغرة في قانون الضرائب.

وقال حلفاؤه، بما فيهم مايك بنس، ورودي جويلياني، إن تلك الخطوة جعلته يبدو “ذكياً” و”عبقرياً”.

ولم يقدم ترامب عائدات ضرائبه، بخلاف منافسته، وحتى بنس نفسه، وادعى أن محاميه طلب منه عدم تقديم هذه العائدات بينما كانت قيد المراجعة.

أكتوبر/تشرين الأول 2016: ظهور فيديوهات هوليوود

أظهر فيديو يعود تاريخه لعام 2005، ترامب يتفاخر أمام بيلي بوش، في حافلة أنه، بما أنه “نجم” فبإمكانه أن يفعل ما يشاء للنساء، بما في ذلك جذبهن من أعضائهن التناسلية.

وأعلن رئيس مجلس النواب، بول ريان، إنه لم يعد بإمكانه الدفاع عن ترامب أكثر من ذلك، لكنه لم يسحب تأييده له.

كما دفع الفيديو عدداً من اتهامات باعتداءات جنسية من أكثر من عشر نساء، وقد نفى ترامب جميع هذه الاتهامات، وهدد بمقاضاة النساء والمنافذ الإعلامية التي نشرت هذه الادعاءات بعد انتهاء الانتخابات.

28 أكتوبر/تشرين الأول 2016: مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كومي، يلقي قنبلة رسائل إلكترونية أخرى.

قال كومي، في خطاب وجهه لمجموعة منتقاة من الجمهوريين إن فريقه قد وجد المزيد من رسائل البريد الإلكتروني “وثيقة الصلة” بالتحقيقات المغلقة حول كلينتون.

وقال إن القضية “غير ذات صلة” ولم يقل ماذا كان محتوى هذه الرسائل أو إلام ستستمر التحقيقات.

اكتشف مكتب التحقيقات الفدرالي هذه الرسائل بينما كانوا يحققون في شأن الديمقراطي الموصوم، أنتوني وينر، حول مزاعم بإرساله رسائل نصية جنسية لفتاة تبلع من العمر 15 عاماً. وكان وينر قد أعلن انفصاله عن زوجته، هوما أبدين، كبيرة مساعدي كلينتون، في شهر أغسطس/آب.

طالبت حملة كلينتون بالمزيد من الشفافية وقالت إن من “غير الطبيعي” إصدار مثل هذا الإعلان في مثل هذا الوقت المبكر قبل الانتخابات.

2 نوفمبر/تشرين الثاني 2016: المرأة التي اتهمت ترامب باغتصابها طفلة، كانت على وشك الكلام علناً

المتهمة، في منتصف الثلاثينات من عمرها، التي قالت إن ترامب قد اغتصبها عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، في حفلة أقامها الملياردير والمجرم المحبوس، جيفري إبستاين، خططت لقراءة شهادتها، لكنها لم تظهر أمام المؤتمر الصحافي. وقال محاميها إن موكلته خافت على حياتها، وإنها قد تلقت “تهديدات بشعة” لحياتها.

وكانت هذه الادعاءات، التي رفعت إلى المحكمة، قد اكتشفت إلى حد كبير من قبل وسائل الإعلام، بسبب تشابك عملية التقاضي وإخفاء اسم المتهم، على الرغم من كشف ادعاءات بعض النساء الأخريات.

وقال محامي ترامب إن الادعاء “نصب”.

6 نوفمبر/تشرين الثاني 2016: مكتب التحقيقات الفدرالي يبرئ ساحة كلينتون من أية أعمال جنائية حول رسائل بريد إلكترونية أرسلت من جهاز خاص.

قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كومي، في رسالة إلى الكونغرس، إن المكتب قد أنهى تقييمه لدفعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية “ولم يغير ذلك من النتيجة السابقة”.

وقال متحدث باسم كلينتون إن حملتها “سعيدة لحل ذلك الأمر” بينما انتقد خصمها الجمهوري هذا الإعلان قائلاً: “لا يمكنك مراجعة 650 ألف رسالة بريد إلكتروني في ظرف ثمانية أيام”.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى