أخبار الشرقية

أم الطفل الشهيد عراقي بمنيا القمح : أشعر بأن الثورة مازالت تحتاج لشهداء جدد

163866 492145875769 603740769 6659679 3256429 n
كتب-عادل محمود
أكدت هويدا محمد أم الشهيد عبدالله محمد عراقي صاحب الـ 15 عاما والطالب بالصف الأول الثانوي(أزهري)، إنها مازالت تشعر بأن نجلها لم يمت وإنها ادخرته عند ربها من الشهداء مؤكدهً أن الثورة التى دفع طفلها حياته ثمنًا لنجاحها مازالت تحتاج لشهداء جدد.

يذكر أن الطفل عبد الله عراقي كان أحد المارين بالصدفة أمام قسم شرطة منيا القمح في أثناء مداهمة القسم من البلطجية وأهالي السجناء نشب علي إثر ذلك تبادل لإطلاق الأعيرة النارية بين الشرطة والمقتحمين مما أسفر عن مصرع 2 وإصابة 3 آخرين من أهلي منيا القمح، تم اتهام مدير أمن الشرقية السابق اللواء حسين أبو شناق و7 من معاونيه في قتل الثوار.

وقالت أم عراقي عن طفلها إنه رغم صغر سنه إلا أنه كان غيورا جدا عليّ وعلى إخوته، ودائما ما كان يرفض أن تجلس أمه بكشك البقالة مصدر رزقهم الوحيد المتواجد بجوار محطة السكك الحديدية بمدينة منيا القمح، حيث كان يقوم هو بالبيع بدلا منها أو شقيقته وكان يعمل واجباته المدرسية أثناء عمله بالكشك ولا يتركه لأمه صباحا إلا نظيفا.

وتضيف الأم، إنني مازلت أعيش لحظات مداعبته لى قائلاً: كنت آتى له لأطمئن عليه في كشك البقالة ولكنه سرعان ما يطلب منى الانصراف والعودة للبيت، ولكنني كنت دائما علي يقين بعودتي له مرة أخرى وبعد خطوات قليلة من انصرافي عنه، حيث يقوم الطفل باستدعائي مرة أخري قائلا لي كعادته “كنت ناسي أجمل شيء..رضاكي ياأمي”.

كما قالت الأم لم أستطيع أن أنسى لحظات العام الماضي يوم وفاته صباحا، حيث جاء لها وطلب منها أن تغمض عينيها ثم قبلها وقال لها كل سنة وأنت طيبة يا أجمل أم في الدنيا لتفتح عينيها لتجد علبة تورتة و” شبشب” هدية لها، فقلت له”أنت جايب كل ده ليه يا عبد الله رغم ضيق الحال” فرد عليها “مش أنا راجل البيت” لافتة بالقول بأن والده توفي منذ عدة سنوات، لتظل هدية الطفل الشهيد هي آخر مدخراته عند أمه، حيث أكدت أن هديته( الشبشب) هي أغلى ما تملك اليوم.

وأكدت أم عبد الله أنها تعيش هذة اللحظات وكأنها تمر عليها الآن مشيرة علي مدي افتقادها لقبلات ابنها وتتذكر مداعبته لها وبعض المقالب التي كان يفعلها لأشقائه والتي كان كثيرًا ما يتم توبيخه عليها ولكنها الآن تتذكرها وتتمنى عودتها حتى لو مرة واحدة، قالت الأم: ابنى ذهب شهيدا لأعظم ثورة وكان حافظا للقرآن الكريم كاملا والجميع يحبه وأنا لست حزينة لأنه شهيد ولكنني أفتقده بشدة.

وعن الثورة بعد عام من اشتعالها قالت إنها مستمرة وتحتاج لشهداء جدد لتحقيق مطالب الثوار والشهداء الذين دفعوا دماءهم ثمًنا لها، فمازلنا نحتاج للعدل والحرية والرخاء لشعب ظل يأكل العيش غير الصالح وزيت قادح منتهي الصلاحية ومئات يسيطرون علي مقدرات الأمة.
المصدر: الأهرام

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى