مقالات

إسراء خطاب| تكتب: سوشيال مافيا

إسراء خطاب

تجمع السوشيال ميديا الكثير من الأفراد على اختلاف شخصيتهم، فكرهم، ثقافتهم، سلوكهم، أخلاقهم، حتى مصداقيتهم في عرض أراءهم.

الكثير ممن يستخدمون السوشيال يرتدون قناع مزيف، يحاولون أن يظهرون بصورة من صنعهم غير التي هم عليها في الواقع، جميعهم يرتدون جلباب الطيبة والإخلاص والحب، والبعض يظهر بالشكل الحقيقي له وبجميع ما يُكن بداخله.

مستخدمي الميديا بأنواعها سواء فيسبوك، واتس آب، وانستجرام … وغيرهم، يحاولون ستر نقاط ضعفهم، حزنهم، ولربما حقدهم، بإظهار قوتهم، وتبادل الإيموجيهات الضاحكة، وبتمثل دور المحبة الصادقة، فكلاً منهم يحاول تعويض النقص الذي بداخله.

منذ أن بدأ توافد الأفراد على استخدام الميديا، بدأ ظهور حالة من الاكتئاب، الوحدة والانعزال، فكلاً منهم لجئ لبناء كوكبه الصغير وحياته الخاصة بداخل السوشيال، وبذلك أثرت بشكل كبير على الحياة الاجتماعية، حتى إذا اجتمع الأفراد في مكان واحد، لم يتحدثوا بنفس الكم الذي يتحدثونه عبر الرسائل الإلكترونية.

السوشيال تحول من نعمة المعاصرة وسرعة الاطلاع على العالم الخرجي، إلى نقمة تتعطل مصالح كثيرة بسبب الاعتكاف على الهاتف ومتابعة أخر الأخبار، خوفاً أن يفوته خبر دون علمه به.

تحولت الميديا مؤخراً على عالم إجرامي صغير، حيث وفر على المجرم تتبع الضحية وإهدار الوقت، لذلك كل ما يلزمه هو هاتف ذكي أو حاسب وشبكة إنترنت قوية.

بعدها تستطيع عمل هاكر على حساب الضحية والتعرف على الكثير من المعلومات التي تخصها، وبذلك لا يمكنها مقاومتك، فأنت لأن تمتلك كل معلومات تخصها، فتستسلم لك ظناً منها أنك تفهمها وتجد بك ما لا تجده في الآخرين.

الكثير من الشباب يستخدم هذه الطريقة لإيقاع الضحية ألا وهي البنت في شباكهم تحت مسمى الحب، فكثير منهم من يعانون بنقص في حياتهم أو يعانون من التفكير العقيم، يقعون بسهولة في شباك هؤلاء المجرمين اللذين يسعون إلى التسلية المؤقتة.

والبعض يتبع طريقة الهاكر لجمع معلومات كافية برجال الأعمال أو بعض الشركات، لدراسة طرق الضعف التي تسمح لهم بسرقتهم أو النصب عليهم.

وآخر ما ظهر من جرائم تمت بالسوشيال ميديا، جريمة قتل تمت عبر تطبيق يدعى OLX وهو برنامج يتم من خلاله عرض إي شيء للبيع، ويتم التنسيق بين البائع والمشتري والاتفاق علي مكان التسليم، ويقوم البرنامج بتسويق بعض عروضه على الفيسبوك.

لجأ طالب في كلية الهندسة إلى هذا التطبيق لشراء لاب توب حديث يساعده على إدراة قناته الخاصة على اليوتيوب، ويسهل عليه متابعة دروسه، وعندما وجد ما يبحث عنه، فرح كثيراً، فأسرع بالاتفاق على شراءه، ولكنه لم يعلم أنه فخ لسرقته، وعندما وصل للمكان المتفق عليه، وجد شخصين يهددونه بأسلحة بيضاء.

سلمهم الطالب المبلغ الذي يحمله، وقبل انصرافه أخبرهم أنه سيبلغ عنهم مركز الشركة وسيقدم مواصفاتهم، فأسرعوا بطعنه بعدة طعنات ببطنه مات على إثراها.

لم تنتهِ سلسلة الجرائم التي تُقام بالسوشيال مافيا بعد، كلما تعمقنا باستخدامه كلما زادت جرائمه، فلابد من وضع حد لها.

زر الذهاب إلى الأعلى