أخبار العالم

إعدام المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس بدير أبو مقار بوادي النطرون

إعدام المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس بدير أبو مقار بوادي النطرون
الأنبا إبيفانيوس

قضت محكمة جنايات دمنهور الدائرة الثانية والمنعقدة اليوم الأربعاء، بمحكمة إيتاى البارود الابتدائية، برئاسة المستشار جمال طوسون، بإعدام الراهب المشلوح أشعياء المقارى، واسمه المدني وائل سعد تواضروس، والراهب فلتاؤس المقارى بتهمة قتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا أبو مقار بوادى النطرون.

كان المستشار ناصر الدهشان، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، أحال المتهمين إلى محكمة الجنايات، لمحاكمتهما بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وبدأت أولى جلسات المحاكمة في يوم 23 سبتمبر الماضي إلى أن أحيلت أوراقهما للمفتي في جلسة 23 فبراير الماضي.

233 يوم على مقتل الأنبا إبيفانيوس بدير أبو مقار بوادي النطرون

وكأنه فيلم روائي طويل، عاشت الكنيسة القبطية تطورات متسارعة منذ فجر الـ29 من يوليو الذى قتل فيه الأنبا ابيفانيوس رئيس دير أبو مقار وحتى النطق بالحكم صباح اليوم على المتهمين الراهبين إشعياء المقاري وفلتاؤس المقاري الذين أحيلت أوراقهم لفضيلة المفتي بعد 233 يومًا من التقاضي والتحقيقات في القضية الأسخن في تاريخ الكنيسة القبطية المعاصر.

الجريمة

كان الأنبا ابيفانيوس رئيس دير القديس أبو مقار بوادي النطرون، مستلقيًا في قلايته سكن الراهب، يستعد للخروج ليترأس صلوات التسبحة في كنيسة داخل أسوار ديره، وبينما كان يسير بمشيته الهادئة على الأرض، يتعكز على عصاه الخشبي البسيط، تلقت رأسه ثلاث ضربات قاتلة من الخلف، أودت به قتيلًا في الحال، تخضب لون جلبابه الأسود، وخرج مخه من جمجمته التي تهشمت وسالت دمائه الزكية في الممر الواصل بين قلايته وكنيسته.

خرج أحد الرهبان من قلايته القريبة من الممر المؤدي للكنيسة، وجد الأنبا ابيفانيوس غارقًا في دمائه، استغاث فزعًا، هرول الرهبان من الكنيسة بعد أن طال بهم الانتظار وأبيهم الأنبا ابيفانيوس لا يأتي، حاولوا إسعافه، إلا أن روحه كانت قد طارت إلى السماء، ليجعل من دمه فداء للرهبنة التي بذل حياته لأجلها.

يختلف الرهبان فيما بينهم، منهم من يريد إبلاغ السلطات المختصة، ومنهم من يقرر إبلاغ البابا تواضروس، ينتهى الأمر باتصال هاتفي بالبابا الذي كان يصلي في ديره المجاور “دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، يبلغ بنفسه السلطات المختصة ويبعث بسكرتيره القس إنجيلوس إسحق ليتابع القضية كموفد عنه.

يخرج خبر وفاة الأنبا ابيفانيوس من ديره، إلى صفحات التواصل الاجتماعي، تلميذ القمص متى المسكين يموت، ولا تعرف أسبابا للوفاة، حتى يؤكد الرهبان في البداية إنه سقط مغشيًا عليه على السلم وقد فارق الحياة بعد أن ارتطمت رأسه في أحد الحوائط أثر غيبوبة سكر، إجراءات البابا ترفع اللثام عن محاولات التخبئة، الأنبا ابيفانيوس وجد مقتولا في ديره، ولن يفلت المرتكبين من العقاب

الكنيسة تعلن

تصدر الكنيسة بيانا رسميا تؤكد فيه الوفاة الغامضة للأنبا ابيفانيوس، ويتسلم الطب الشرعى جسده المغدور ورأسه المتهشمة لتبدأ إجراءات التشريح

الدير مغلق للتحقيقات

منذ الـ29 من يوليو وحتى الأسابيع التالية، أغلق الدير كافة أبوابه، ورفع شعار مغلق للتحقيقات، استمعت النيابة التي انتقلت إلى داخل الدير لأقوال 145 راهبًا ومئات العمال وكل ذي صلة بهذا المكان المقدس، ويبدأ الطب الشرعي تشريح جثته في الـ30 من يوليو.

تضييق دائرة الاتهامات

بعد أن تم الاستماع لكافة أقوال الرهبان والعاملين بالدير، ضيقت الأجهزة الأمنية الخناق على ستة من الرهبان كانوا قد شكلوا جبهة مضادة لرئيس الدير المقتول وتزعموا حركة ضده.

قرارات ضبط الحياة الرهبانية

في الأول من أغسطس، وبعد أن واري جسد الأنبا ابيفانيوس الثري، أصدر البابا تواضروس سلسلة قرارات بعد اجتماع لجنة الرهبنة بالمجمع المقدس عرفت باسم قرارات ضبط الرهبنة الـ11 كانت تستهدف إعادة الحياة الرهبانية لسيرتها الأولى بعدما كشفت الحادثة عن خلل فيها، القرارات التي أعلنها البابا كانت ورقة تركها الأنبا ابيفانيوس وقدمها لمؤتمر الرهبنة قبل ثلاثة أعوام من مقتله، من بينها إيقاف الكهنوت بين الرهبان لمدة ثلاث سنوات.

تسريب قرار تجريد إشعياء المقاري

بعد اجتماع شئون الرهبنة بيومين، تم تسريب قرار تجريد إشعياء المقاري من رهبانيته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتضمن القرار معه اسم الراهب القس يعقوب المقاري الذي أسس ديرا بعيدا عن أعين الكنيسة، ثم تم نفي القرار حتى صدر ممهورا بخط البابا تواضروس وموقعا بخط يده بعدها بثلاثة أيام

انتحار فلتاؤس المقاري المتهم الثاني

أثناء التحقيقات، وبعد تضييق الخناق عليهما ضمن ستة رهبان مشتبه بهم، ابتلع إشعياء المقارى مبيد حشري كمحاولة للانتحار ولكنه نجا منها، ثم لجأ زميله فلتاؤس المقاري للانتحار بقطع شريانه في المرة الأولى وبعد علاجه وإسعافه سقط من أعلى مبنى العيادة في الدور الرابع بالدير، وانتقل بعدها لمستشفى الانجلو امريكان بالقاهرة في حالة حرجة، بعد ساعات من إعلان قرار تجريد زميله إشعياء المقارى وذلك في السادس من أغسطس.

إحالة المتهمين للنيابة العامة رسميا بتهم القتل

في 8 أغسطس، وجهت النيابة العامة تهمة القتل لوائل سعد تواضروس الراهب السابق بدير الانبا مقار الذى حمل اسم إشعياء المقارى، وزميله فلتاؤس المقارى، وذلك فى مقتل الأنبا ابيفانيوس مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بعد عد اعتراف المتهم بجريمته والإرشاد عن أداة الجريمة وهو قضيب حديدي تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، بمساعد الراهب فلتاؤس المقاري، خوفا من انفضاح مخالفاتهم المالية والإدارية والأخلاقية.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى