رأي

ابراهيم رياض | يكتب : لحظة سقوط الديكتاتور مرسى

ابراهيم رياض

عتريس عابس الوجه و اقفا فى وسط اتباعه الذين طالما ما كانوا سنده على الظلم و الطغيان و المنفذين لكل جارئمه يفكر : البلد كلها بتجول باطل …اجتلوا الشيخ براهيم اجتلوه
طه : صوت الشيخ براهيم ابتدى و البلد كلها ردت وراه ..البلد كلها بتجول باطل ..يعمل ايه جتل الشيخ براهيم
عتريس مندفعا : اجتلوا البلد كلها
اسماعيل متحديا : اجتلها انت ان كنت تقدر
عتريس مندهشا: انت بتعصانى يا اسماعين
اسماعيل بثبات :الدهاشنه دلوجت ما تجبلش غير حل واحد يا احنا يا هم
عتريس مناديا على طه : طه اجتله
طه مستنكرا: بدل مانجتل بعض احنا ننفد بجلدنا الدهاشنه جايه
عتريس يتفقد من حوله وهو مصدوم و ينادى على عبد المعطى ويمسكه من كتفه ليبقى معه
عبد المعطى رافضا : لا يا عتريس الداهشنه دلوجت ماتساعش غيرهم و بس ..
عتريس :حتى انت يا عبد المعطى ده نا اجتلكم كلكم يا كلاب
عبد المعطى فى ندم : كلاب ده صحيح ولا ماكناش بجينا مطرودين كده ..البلد ف ناحيه و احنا ف ناحيه تنك تعوى و نعوى وراك ..جتلنا و سرجنا ارض و نهبنا بيوت …و ادينا اهه …طلعة فؤاده جالت لا ..اتخرسنا وعلى صوت الدهاشنه…سامع يا عتريس سامع عاوزنا نجف فى وش النار ..نجف فى وش السيل .. الصوت بيجرب ع يخش من الحيطان ..
عتريس : ده انااجتلكم كلكم
عبد المعطى : احنا خارجين يا عتريس ..لو عاوز تجعد اجعد بس بشرط تجتل الدهاشنه كلها …و ينصرف عبد المعطى
و هنا يقترب الدهاشنه اكثر فأكثر و هم حاملين المشاعل حتى يحيطون بقصر عتريس من كل جانب و تحدث الخيانه المتوقعه فعندما يخرج اتباعه للهرب يرون العدد الهائل من الدهاشنه فيقررون التضحية به فيغلقون عليه الابواب حتى يهربوا هم و يأمنوا شر الدهاشنه و تنطلق المشاعل و كرات اللهب من ايادى الدهاشنه بأتجاه منزل عتريس الذى يحاول الهرب فيفشل و ينظر من النافذه الحديديه كالفأر فى المصيده موقنا بأنه حان الان مصيره المحتوم و يتهاوى عتريس فى وسط النيران و هو يصرخ فؤاده فؤاده فؤاده و لكن دون جدوى ففؤااده الان وسط اهالى الدهاشنه التى طالما ما حذرته من ديكتاتوريته و ظلمه الذان اصاباه بالغرور و صما اذنيه فيسقط عتريس و يظل ندائه على فؤاده فى الفضاء و لكن…. فات الاوان
ففى هذه اللحظه دائما يكون قد انتهى الامر فدائما ما ييسلط الله فيها على الديكتاتور عقله و مناصريه ليوهموه انه قادر على البقاء و التحدى و ان هؤلاء قله من الشعب سيسحقهم جميعا حتى تزداد الدلائل حوله انه قد طغى و حان وقت الحساب فتحاوطه صوت صرخات المظلومين و ترشقه حجارة من نظرات الكره
فيبدأ فى تقديم التنازلات لهؤلاء الذين طالما حاولوا ان يرشدوه بأن يعود الى الطريق السليم و هو يرفض صائحا انا و جماعتى ممن معى الاكثريه و نحن الاعلى فمن انتم حتى تنصحون فأنا الحاكم و انا الدوله و انا الشرعيه و انتم لاشئ … فيتكرر مشهد النهايه العبقرى من فيلم شئ من الخوف الذى يهوى بالممثل الراحل محمود مرسى فيسقط و يسقط كل عتريس
 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى