مقالات القراء

احمد بيصار يكتب : يارب مصر احفظها لنا ….

a

يارب أنت السميع وأنت المجيب لنا … يارب انت من تحفظ هذا البلد من كل سوء وفتنة …

لقد كنت معينا لنا فى كل شىء لقد انتهت الثورة على خير وانتهى معها الطغيان …..أو هكذا اعتقدنا …

لقد راهنوا على انقسام شعبك فى استفتاء لم يكن له حاجة … والآن جاءت الانتخابات وتقبلت كل القوى ما حدث فيها

لقد أرادوا بأهل مصر ان يصبح المسلمون اخوانا وسلفيين وأن يصبح المسيحيون فى واد آخر … لقد أرادوا إفساد مصر بأن زرعوا فيها الفتنة الطائفية والأحقاد بين الناس … جاءت أحداث امبابة وراهن المتشائمون على فشل الثورة … ولكن رحمتك جاءت لتنتهى بجرح كاد أن ينصلح واقترب من الالتئام ..

لا ادرى من هؤلاء ولكننى أحاول أن أجتهد وأن أبحث عنهم …

لم أجدهم يوم أن جاءت أحداث ماسبيرو بأشد ماحدث لمصر فى تاريخها من فتنة …وأنت وحدك يا إلهى من أنقذتنا من برائن الوقوع فى شرك الفتنة …

أتساءل مليا هل يموت العشرات من أجل امرأة لا نعرف هل هى مسلمة أو مسيحية !!! وهل أرواح بضع وعشرين مسيحيا جاءت ثمنا لمسيرة سلمية اعترضها بعض البلطجية وتحمل الجيش تبعاتها !!! وهل محض احتفال لأسر الشهداء يسفر عن أحداث مؤسفة فى مسرح البالون !!! وهل شخص أو اثنين على سطح مبنى فى محمد محمود كفيل بأحداث تعيد لنا ذكريات مؤسفة عهدناها يوم جمعة الغضب !!! وهل يموت طالب طب وشيخ أزهرى ثمنا لطهارة قلوبهم !!! أم أن فتنة الحواوشى ستستمر لتحصد أرواح الأبرياء ممن ليس لهم ذنب …

بأى ذنب قتلت !!!!؟؟؟؟

ياربى لم أتمالك دموعى عندما رأيت ما حدث بمحمد محمود … لم أستطع أن أتبين الثوار الشرفاء من البلطجية ولم أتبين هل ظباط الشرطة لازال منهم من يفقأ العيون ويقتل أم أن من قتل هم مندسون من فوق الأسطح … ياربى لم أجد الحقيقة وأتمنى أن أعرفها ..

أتمنى أن أحكى لأبنائى يوما ما حقيقة ما حدث فى إمبابة !!!

ماحدث فى محمد محمود …!!!

ما حدث قبلهم فى البالون …!!!

ما يحدث الآن فى مجلس الوزراء …!!!

هل هؤلاء ثوار أو بلطجية … هل الشرطة جهاز فاشل فاشى أم هل به قلة مندسة هى من تريد للشعب أن يكره ثورته … هل الجيش به حقا من يقتل !!!

وهل نملك إلا هذا الجيش …

وهل نملك فخرا بعد معارك تحتمس الثالث وبطولات صلاح الدين ونصر أيد الله به قطز … وجيش حطم بارليف …

وهل هذا الجيش هو نفس من رأيت أبناءه يسحلون الحرائر ويتبولون على الأسطح !!! أتمنى أن تكذبنى عيناى وأستفيق لأجدنى قد انتهيت من كابوس مفزع …

يارب لقد رأيت وقرأت على مدار اليومين من وصلوا لحد الكراهية لجيشهم أن قرروا الخروج عليه بميليشيات … ومن قرروا أن يذهبوا هنالك ليقذفوا الحجارة … ورأيت النقيض من قال أن البلطجية هم أسياد الموقف كله …

من هذا الفتى الذى يضع رأسا مركبة على شاب يحمل أنبوب يريد به إشعال النيران وتلك نفس الرأس لجندى … هل يجلس خلف شاشة الحاسوب ويضع بذورا للفتنة …

من المسؤول عن الصورة التى تحكى نصف أو ثلث الموقف الذى تم بين السيدة العجوز والمرأة التى معها فتارة يقولون ضربها الجنود وتارة أراه يقبل يديها وتارة أرى نفس المرأة معها تكاد تقول خذونى من براثنهم …

لم أعد أفهم شيئا لقد تاهت المعانى …

من هذا الذى أراه فى تلك الصورة وقد حمل خرطوشا يريد به قتل أفراد الجيش …

ومن هذا الجندى الذى يحمل مسدسا يوجهه للمصريين اخوته …

أين الثوار هل خارت عيناى فلا أكاد أتبينهم …؟؟؟

أين هذا الجيش العظيم الذى حلمت به دوما …؟؟؟

ياربى يامن حفظت مصرك … أرجوك يا إلهى احفظها مرة أخرى وأخرى فنحن أولى بعطفك ورعايتك …

ياربى أعد لنا ثوارنا نينى مصر سويا … ياربى أعد لنا جيشنا لنفتح به القدس …

ياربى أعد إلينا مصرنا

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى