تقارير و تحقيقات

الأرز في إنتظار الكارثة.. وتنبؤ بتراجع الأسعار بعد إعدام المشاتل والإستيراد من ا‏لخارج

نتن

تحقيق | أسامه زردق

 يُعد الأرز من أهم السلع الأساسية فى  البيوت المصرية والتى تعتمد عليه بشكل أساسى فى غذائها ، مشكلة الأرز المصرى تبدأ من زراعتة حيث مخالفات الزراع  لقرارات الحكومة والتي تهدف إلي تقليص المساحات المزروعة فيضربوا بها عرض الحائط،مؤكدين أن «حجة» توفير مياه الرى مجرد حلقة فى سلسلة الفشل المتبعة لمعالجة القضية .

 فجأة وبدون مقدمات وبعد أن كنا دولة مصدرة للأرز تبدل الحال لنصبح من أكبر الدول المستوردة له، ليس ذلك فحسب إنما نقص شديد فى حصة الارز ببطاقات التموين، وارتفاع فى أسعاره  بالمحال حتي وصل سعر الكيلو منه فى بعض الأماكن ما بين خمسة  إلى تسعة جنيهات.

  ووسط كل هذا تتناثر أخبار عن وقف توريده للخارج هذا العام  رغم التوقع بكثرة الإنتاجية مما ينبأ بركوضه طريح الأسواق عقب حصاده لتتدمر أحلام مزارعوه الذين باتوا منتظرين ثبات سعره هذا العام .

منظومة الأرز المصرى تتدهور يوما تلو الأخر بعدما أُعدمت مشاتله و روجت مبيداته بدون ترخيص، وما إن انتعشت تجارته في الأيام القليلة الماضية حتي تصدر الحكومة قرارات تنغص معيشة المزارع وتسلب فرحته فيما ترى الجهات المختصة أنها تسير وفق خطة ممنهجة والمزارع هو من يخالف ويتعنت ليكمل مسيرته في السراب. معاناة حقيقية يعيشها المزارعون و ييأس منها المسئولون بعدما رفع التجار أيديهم عن تلك اللعبة. حالة من التخبط تنتظر موسم محصول الأرز و استطاعت « الشرقية توداي  »  أن ترصد تلك الحالة  فى التحقيق  التالى . 

رأى المزراعين

قال «محمود نبيل»  أكثر المشاكل التي  تواجه المزارعين هي المبيدات المغشوشة التى تستخدم لإزالة الحشائش حيث أن بعض الشركات تروج مبيدات و أسمدة  غير فعّالة بأسعار باهظة مستغلين قلة خبرة المزارع وغياب الرقابة. وطالب  «نبيل»  الحكومة بمراقبة شركات المبيدات كذلك شركات إنتاج الأسمدة الكيماوية  والعمل على زيادة الدعم للفلاحين بصفة عامة نظرًا لأنهم الفئة الأكبر التى تعتمد عليها الدولة في الإنتاج.

و سحب أطراف الحديث «محمد عادل» إن ثانى المشكلات التى تواجه زراعة الأرز هى قلة المياة التي تبثها لنا الحكومة والأرز محصول شديد الاحتياج للمياه. بالإضافه إلي كثرة حالات إعدام المشاتل والتي تنفذها الحكومة .

وأشار «محمود عاطف» إلي أنه آثر زراعة الأرز هذا العام بدلا من القطن لأنه واجة عنينا في أخذ حقوقنا من الحكومة وتجار القطن فكيف تتردد أنباء حول إنخفاض سعر الأرز ! وأضاف «عاطف»  أن العائد من المحصول يغطي التكلفة فقط ، إن حدثت أرباح للفلاح فإنها تأتية بقدر عرق جبينه ليس أكثر .

وذكر« مصطفي إسماعيل» الأرز هو العمود الفقري لبيت المزارع الشرقاوي بعدما تدمرت زراعة القطن فلماذا يتم محاربته ؟وتسائل «إسماعيل» لماذا استوردت الحكومة الأرز من الخارج ولديها علم بالمساحات المزروعة في مصر؟ واستطرد « إسماعيل» بقي للأرز شهر حتي حصاده ونأمل أن يثبت سعره خلال تلك المدة .

وعبر «ياسر» عن غضبة من قرارات الحكومة بحظر زراعة الأرز والغرامات المتوقعة للمخالفين قائلا الحكومة تحاربنا في قوت يومنا ،تمنع الزراعة وتوقع الغرامة علي من يزرع بدعوي المخالفة وبعد ذلك لم توفر لنا مسلك للتخلص من القش ولو حتي بشراءه ثم تعاقب من يحرق القش واستطرد « إرحمونا  عوزين ناكل عيش» . 

 

أنواع الأرز بالشرقية هذا العام  

ذكر «يحيي جمال»  مهندس زراعي, أن أكثر أصناف الأرز التي تم زراعتها في محافظة الشرقية هذا العام هي الأصناف ذات الإنتاجية العالية  ومنهم الصنف  «101» وهو صنف مصرى قصير الحبوب عالى المحصول متوسط إنتاجيته أكثر من 5 طن للفدان مقاوم لمرض اللفحة،  يحتاج إلى «140» يوم من الزراعة إلى الحصاد.

والصنف «104» وهو صنف مصرى جديد قصير الحبوب عالى المحصول متوسط إنتاجية الفدان من« 4-5 » طن يحتاج إلى «135» يوم من الزراعة إلى الحصاد.

والصنف  «177 » وهو صنف مصرى قصير الحبوب متوسط إنتاجية الفدان من «3- 4 » طن قصير الساق مقاوم لمرض اللفحة يمتاز بالتبكير فى النضج يحتاج إلى «125» يوم من الزراعة حتى الحصاد و « الأرز البلدي» وهو صنف مميز متوسط الحبوب مرتفع الطول يحتاج إلي كيماويات قليلة بجانب خدمة طفيفة ويتميز بمذاقه الخاص إنتاجيتة المناسبة والتي تبلغ حوالي «3.5» طن للفدان ولكن يعاب عليه انحنائه قرب الحصاد مما يعيق ميكنته فيضطر المزارع إلي حصاده يدويا .
وأكد «جمال» ، أن هذه الأصناف تعطي إنتاجية عالية وتكلفة الفدان المنزرع بها يصل إلي «5000»جنية مما ينبأ بكارثة في حالة تعثر تسويق الكميات المنتجة بالأسعار المناسبة .

الأسعار في أعين التجار

أعرب «ماهر توفيق» تاجر، عن قلقة في جمع محصول الأرز هذا العام نتيجة الإضطراب المتوقع في أسعاره حيث قال« هناك أنباء حول إنخفاض سعر الأرز في موسم حصاد بنسبة تصل إلي 40% وربما ذلك يسبب خسائر فادحة للتجار وأصحاب الشون في حال جمع المحصول من الفلاحين قبل أن يتبين سعرة المستقر بالأسواق» .

وقال «محمد مصيلحي» تاجر. «أغلب التجار لديهم نية بتأخير الشراء من الفلاحين هذا العام خشية إنخفاض السعر، وأضاف “مصيلحي”السعر الذي يتداول الأن في الأسواق لم يصل له الأرز من ذي قبل  والمساحات المزروعه به كبيرة فمن المؤكد تراجع أسعاره خلال الأيام القليلة المقبلة» .

رد المسئولين

صرح المهندس «علاء عفيفي» وكيل وزارة الزراعة، إن المساحة المحددة لزراعة الأرز في محافظة الشرقية هي «176400» فدان ولكن تم زراعة ما يقرب من «70000»فدان عليهم بالمخالفة .

وأضاف «عفيفي» وقد حاولت السلطات إعدام بعض حالات المخالفة بلغ مساحتها «50000» فدان بهدف تنفيذ الخطة وضبط الكثافة المحصولية لكنهم واجهوا  صعوبة بالغة وصلت لحد المشاجرة مع المزارعين المخالفين .

 واستطرد «عفيفي» أن كل من زرع الأرز في المناطق المحظورة سوف توقع علية عقوبة المخالفة تحددها الوزارة وأن كل من زرع الأرز بالمخالفة قد حرم من له أحقية الزراعة لأن حصة المياه لم تتغير وتسير وفق خطة الوزارة .

أعلن  « عفيفي » أن المديرية تسعي جاهدة لتوفير«500» مكبس لقش الأرز لتوزيعهم علي المتعهدين بالمراكز المختلفة؛ حتي تصل للفلاحين بالأسعار المناسبة وتبلغ حوالي « 350جنية» لليوم الواحد، وأكد «عفيفي» أنه سوف توقع غرامة من المحافظة وجهاز حماية البيئة علي كل من يثبت حرقة لقش الأرز وشدد «عفيفي »  أن الغرامات علي حرق القش من الممكن أن تصل في الفدان الواحد  إلي «5000» جنية .

جدير بالذكر أنه قد تداولت أنباء حول إنخفاض سعر الأرز في الأيام القليلة المقبلة مما أثار غضب المزارعين .

Capture

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى