تقارير و تحقيقات

«البسايسة» قرية بالزقازيق لاتعرف البطالة و الأمية ويمتاز أبنائها بالطيبة والسماحة

قرية3

تقرير| مازن فايز

 

قرية «البسايسة» التابعة لدائرة مركز الزقازيق، قررت قديماً عام 1971، أن تعتمد علي الجهود الذاتية، في إنارتها عوضاً عن الكهرباء التي لم تصلها، فإستخدمت الطاقة الشمسية والضوئية، وتحويلها إلى طاقة كهربية؛ ليتم توصيل التيار الكهربائى للقرية عام 1974 مما أثر سلبا علي هذا المشروع علاوة علي إستخدام روث البهائم ومخلفاتها وتحويله إلي بيوجاز من خلال خزانات خاصة عوضاً عن البوتاجاز وتفادياً للأزمات المتلاحقة وعلى الرغم  من أن عدد أبناء هذه القرية لايتعدى الثلاثة آلاف شخص، إلا أنها لاتعرف البطالة أو الامية، كما يمتاز أبنائها بالطيبة والسماحة، ولا يعرفون شيئا عن الثورة وكل همهم العمل فقط والبناء ولا يهمهم من يحكم.

 

كيف إعتمدت هذة القرية علي الاكتفاء الذاتي دون الحاجة إلي أية مساعدات من الحكومة التي لا تعرف عنها شيئا؟

قال «أمير صلاح عرفة »،أحد أبناء القرية ،: ان الإكتفاء الذاتى لهذه القرية يرجع الي إبنها البار،أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور «صلاح عرفة»، الذى نجح فى تحويلها إلى قرية نموذجية تعتمد على الطاقة الشمسية والمكونات الطبيعية، بدلاً من مصادر الطاقة التقليدية،  إلى أن البسايسة هى أول قرية فى مصر تستخدم الطاقة الشمسية .

 

وتكلفة إنارة الشقة الواحدة علي الدوام لا تتعد «10.000 جنيه»، نظراً لأن هناك خامات مستوردة ولا تصنع محليا ، وقد توسع أهل القرية فى إستخدام الطاقة الشمسية فى تسخين المياه وتوليد الكهرباء، كما أن الفضل يعود للدكتور «صلاح» فى إستخدام «البايوجاز» الناتج عن مخلفات الإنسان والحيوان، بدلاً من الغاز الطبيعى، وكذلك تصنيع السماد لأغراض الزراعة .
كما صرح الدكتور «أمير عرفة » : أن بطاريات الطاقة الشمسية تنتشر فوق أسطح معظم منازل القرية، وجميع الأجهزة الكهربائية صارت تعمل بالطاقة الشمسية ، علاوة علي زراعة الأسطح بالنباتات المعمرة، مضيفا: «نفكر حاليا في تعميم هذه الفكرة الجميلة بكافة القري المصرية، فى ظل إستمرار أزمة إنقطاع الكهرباء، خصوصاً أن الطاقة الشمسية قليلة التكلفة، ونطالب الحكومة بمساعدتنا فى تنفيذ هذا المشروع» .

 

وعن مشكلة البطالة قال «أمير إبراهيم»،  أن القرية لا يوجد بها شكاوى من البطالة أو عدم توافر فرص العمل، حيث أن جمعية القرية توفر دورات تعليم لحرف النجارة، والحدادة، والنقاشة، والخياطة، لكل المتسرحين من التعليم، و من ثم تشغيلهم فى ورش نجارة وحدادة ومشاغل تابعة للجمعية، وأما المتعلمين من أبناء القرية، يتم إعطائهم دورات فى الحاسب الآلى، واللغات، وتوفير فرص عمل كموظفين بالجمعية، أو إيجاد وظائف أخرى لهم.

 

ولا تقتصر الحلول لهذه المشكلة على الرجال، ولكن أيضاً نساء القرية اللاتى عملن بمشاغل التريكو، وصناعة الملابس إلى جانب النادى النسائى، الذى تمتهن عضواته تصنيع المأكولات الجاهزة، وبيعها للنساء العاملات أو الغير قادرات على إعداد الطعام.

 

وأوضح أن القرية بمثابة «محافظة داخل المحافظة» ، فهى نموذج مشرف فى تحدى العقبات والعمل على النهوض بحالة المجتمع، مشيراً إلى: أنه حال تطبيق ذلك النموذج بجميع مدن ومحافظات مصر، ستحل أزمة البطالة والطاقة تماماً.

واستكمل: أنه بعد تعميم التجربة الناحجة فى القرية، تم إنشاء قرية مماثلة تحمل اسم «البسايسة»، على مساحة 1000 فدان بمدينة رأس سدر، إلى جانب مدينة أخرى على مساحة 2000 فدان بالوادى الجديد.

 

كما قال «أيمن طه» طالب جامعى، أن إشتراك إدخال الكهرباء بالطاقة الشمسية مناسب لكل أسرة حتى أصحاب الدخل البسيط، حيث يتكلف 15 جنيها فقط لا غير، تكفى لإشعال لمبتين وتليفزيون أو مروحة، مضيفة أنه يمكن إضافة الجهد الكهربى ومضاعفته وارتفاع التكلفة المادية، ولكن معدات التوليد مرتفعة الثمن؛ لذلك لا يتم رفع الطاقة الموصلة لكل منزل حتى تكفى جميع المنازل والمشتركين.

 

كما طالب أهالى القرية المسؤلين، بتوصيل أصواتهم للحكومة و الرئيس السيسى، بتقديم دعم على أسعار الخامات المستخدمة فى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، لإرتفاع ثمنها، حيث أن مصر ، خاصة فى فصل الصيف تتمتع بالكثير من طاقة الشمس، والتى يمكن إستغلالها فى القضاء على أزمة الكهرباء، وتوليدها بسهولة إلى جانب إستخراج طاقة حرارية، إضافة لتوفير وحدة صحية بالقرية، حيث أن القرية ساهمت فى حل مشكلات كثيرة ولكن هناك بعض الإجراءات من قبل الحكومة، لا يستطيع الأهالى التغلب عليها وحلها، دون مساعدات من الحكومة المصرية.

 

قرية

 

قرية2

قرية4

قرية5

قرية6

قرية7

قرية8

المصدر | الشرقية توداى

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى