منوعات

التنشئة تُحدد خطورة مرحلة المراهقة أو مرورها بسلام

شيرين حمزة أخصائية استشارات أسرية

تعد المراهقة من أخطر المراحل العمرية التى يمر بها الإنسان، على اعتبار أنها النقطة الفاصلة بين مرحلتى الطفولة والرشد، ورغم أن كلمة مراهق تعنى الاقتراب من النضج الجسمى والعقلى والنفسى والاجتماعى، إلا أن المراهق حقيقة لا يصل إلى النضج الكامل.

تقول شيرين حمزة، أخصائية استشارات أسرية، فترة المراهقة تعتبر من أكثر الفترات حساسية فى حياة الإنسان، وتشكل عبئاً نفسياً للمراهق وذويه على حد سواء، وفى الأغلب يصاحبها تغير كبير فى السلوك، مما قد يدفع المراهق إلى الإقدام على سلوك يتسم بالخطورة والاندفاع، ودائماً يبدو أن إقدام المراهق على المخاطر من دون تفكير كافٍ غير مفهوم أو مبرر بالنسبة للآباء قبل الأمهات.

والغريب أن الدراسات والأبحاث المختلفة أثبتت أن المراهقين لديهم العقلية التى يمكنهم بها التمييز بين الصواب والخطأ، فضلاً عن إمكانية توافر المعلومات الكافية عن خطورة الانخراط فى أنشطة غير صحية، مثل التدخين أو تعاطى المخدرات أو تناول الكحوليات وغيرها.

وتضيف “شيرين”، أن المراهق الذى يسلك مسلكاً خطيراً، مثل قيادة المركبات بسرعة فائقة أو الإقبال على تناول أقراص مخدرة أو منشطة، فى الغالب يكون بدافع التأثير القوى والفريد من أقرانه على المخ، الذى ما زال فى طور النمو، خاصة أن الطفل حينما ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة يميل إلى قضاء وقت أطول مع أصدقائه بعيداً عن الوالدين, كما أنه يمثل خطورة على البنت عندما تشعر بأنها تعدت مرحلة الطفولة ومن الممكن أن تحب.

وتشير إلى أن المراهقين يتعلمون الوقوع فى الحب عندما تتطوّر خلايا محددة فى أدمغتهم خلال فترة البلوغ، ما يساعدهم على المغازلة وإيجاد الحبيب، وكشف باحثون من جامعة “ميشيغان”، أن أدمغة الثدييات تطوّر خلايا جديدة فى منطقة اللوزة خلال فترة المراهقة، وهذه المنطقة تلعب دوراً أساسياً فى عملية معالجة المشاعر.

ومن المشاكل الشائعة جداً فى صفوف المراهقين أن الفتيات المراهقات يشعرن بالميل إلى بعض الشباب إلى درجة أنهن يقنعن أنفسهن بحبهم، ولكن أولئك الشباب لا يبادلونهن نفس الشعور.

الشعور بالغيرة يوجد بشكل مكثف عند المراهقين والمراهقات على حد سواء، وغالباً ما تكون هذه الغيرة غير مبررة ونتاج خيال خصب حول الجنس، وتعتبر الغيرة المشكلة التى تأخذ أبعاداً خطيرة بين صفوف المراهقين، بحيث قد تؤدى أحياناً إلى ارتكاب جرائم.

وتوضح ،إذا كانت نشأة الطفل سليمة وصحته جيدة ولديه أصدقاء ويحب اللعب والذهاب إلى المدرسة ويعيش حياة طبيعية، فسيكون مهيئاً بصورة أفضل لخوض إشكالات هذه السن، ولكن لن يكون بمقدوره الإفلات منها، فالتغيرات الطارئة على جسده واكتشافه الحياة الجنسية واكتسابه رؤى جديدة حول العالم، كل هذه المسائل لا يمكن أن يمر بها من دون التعرض لأى اضطرابات.

فبعض المراهقين يعبرون عنها بصورة قوية، والبعض الآخر يعيشونها على نحو رتيب، أو يتبنون أسلوب حوار عدوانياً، يحاولون من خلاله أن يثبتوا مقدرتهم على التخلص من سلطة آبائهم.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى