أخبار العالم

الجمسى يكشف سر اختيار يوم 6 أكتوبر لبدء الحرب

الجمسى يكشف سر اختيار يوم 6 أكتوبر لبدء الحرب

فى أوائل عام 1973 قمنا فى هيئة عمليات القوات المسلحة بعمل دراسة طويلة وعميقة لتحديد يوم الهجوم خلال ذلك العام بحيث يحقق أحسن وانسب الظروف لنجاح العملية الهجومية، ويحقق أسوأ الظروف لإسرائيل.

وضعنا هذه الدراسة على ضوء الموقف العسكرى، وفكرة العملية الهجومية المخططة، والمواصفات الفنية والطبيعية لقناة السويس من حيث المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه، وساعات الظلام وضوء القمر، والأحوال الجوية، وحالة البحرين الأبيض والأحمر، وعوامل اخرى.

ودرسنا كل شهور السنة لاختيار افضل الشهور لاقتحام القناة، حيث إن فرق المنسوب بين أعلى مد وأدنى جذر هو 80 سنتيمترا فى القطاع الشمالى للقناة (الإسماعيلية ــ بورسعيد) بينما فرق المنسوب فى القطاع الجنوبى (الإسماعيلية ــ السويس) هو متران. كما أن سرعة التيار فى القطاع الشمالى هو 18 مترا فى الدقيقة، بينما سرعته فى القطاع الجنوبى هو 90 مترا فى الدقيقة. أما اتجاه التيار فإنه يتغير دوريا كل 6 ساعات من الشمال إلى الجنوب وبالعكس. كانت كل هذه الظواهر الطبيعية مطلوبا معرفتها لتحديد تأثيرها على وسائل العبور بالقوارب وإنشاء المعديات والكبارى.

وكان من الضرورى أيضا دراسة حالة الأرصاد الجوية المناسبة لعمل القوات الجوية وحالة البحرين الأبيض والأحمر لمعرفة أنسبها لعمل القوات البحرية.

واشتملت الدراسة ايضا على كل أيام العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم السبت وهو إجازتهم السنوية، حيث تكون القوات المعادية عادة اقل استعدادا للحرب.وجدنا ان لديهم ثمانية اعياد فى السنة منها ثلاثة أعياد فى شهر أكتوبر 1973 هى عيد الغفران (يوم كيبور) وعيد المظلات وعيد التوراة. وكان يهمنا فى الموضوع معرفة تأثير كل عطلة على إجراءات التعبئة فى إسرائيل التى تعتمد اعتمادا رئيسيا فى الحرب على قوات الاحتياطى. وجدنا أن يوم عيد الغفران – يوم كيبور – هو يوم سبت، والأهم من ذلك هو اليوم الوحيد خلال العام، الذى تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث لأنه يعتبر يوم سكون كاملاً فى إسرائيل. أى أن استدعاء قوات الاحتياطى بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدمة، وبالتالى يستخدمون وسائل أخرى تتطلب وقتا أطول لتنفيذ التعبئة.

ثم انتقلنا فى الدراسة إلى عامل آخر هو «الموقف الداخلى فى إسرائيل» فقد كانت تجرى انتخابات اتحاد العمال (هستدروت) فى سبتمبر، وتجرى انتخابات البرلمان الإسرائيلى (الكنيست) يوم 28 أكتوبر 1973. والمعروف أن الحملة الانتخابية تجذب أفراد الشعب لها، علما بأن أغلب الشعب يشكل الجيش الاحتياطى مع تعبئة الدولة أثناء الحرب.

وعن الوقت المناسب للهجوم فى الجبهة السورية، فقد كان لا يجب أن يتأخر بعد شهر أكتوبر 1973 حيث أن حالة الطقس والجو تصبح غير مناسبة نظرا لبدء تساقط الجليد.

ووصلنا من هذه الدراسة المستفيضة فى هيئة عمليات القوات المسلحة إلى تحديد انسب الشهور خلال عام 1973 للقيام بالعملية الهجومية، وهى مايو أو أغسطس أو سبتمبر أكتوبر. وكان افضلها شهر أكتوبر. وحددنا فى هذه الدراسة اليوم المناسب للهجوم فى كل شهر وقع عليه الاختيار. وكان يوم السبت – عيد الغفران – 6 أكتوبر 1973 (10 رمضان 1393 هـ) هو الذى وقع عليه الاختيار حيث توفرت فيه الشروط الملائمة لاقتحام القناة والهجوم.

 

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى