مقالات

الدكتور رضا عبدالسلام | يكتب: إلى السيدة لاميس جابر وجب اعتذارك لأبناء الزبالين ولعموم المصريين

 

 

لا أكون متجاوزا اذا قلت بأن هناك شبه اجماع وطني او على الاقل اغلبية ساحقة تتفق على أن هناك وجوها تحض على الاحباط وتهدم اي خطوة نحو المستقبل وتتقتل الحلم خاصة عند الشباب.

من بين الأمثلة التي تبث الأحباط والاكتئاب و التي تستمتع بحرق دم الملايين وتفجير مرارة المصريين السيدة لاميس جابر، التي تجاهلت تلك الملايين التي خرجت في 25 يناير وانشغلت بالتمجيد في رئيس حكم العزبة المصرية لمدة 30 سنة، افقر خلالها البلاد وامرض وأذل العباد وجعلنا اضحوكة للحاضر والباد، وكان يعد هو وحاشيته يعدون لتوريث المحروسة للمحروس نجله، وكاننا شعب من الرعاع. ولكن الله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لايعلمون.

واصلت السيدة لاميس جابر استفزازها للمصريين في لقاء تليفزيوني مؤخرا وتحديدا مع الاعلامي ممتاز القط، ذكرت فيه بما لا يدع مجالا لأي شك بأنها تدعم بقوة ان يصبح ابن القاضي قاضي وابن الدكتور دكتور وابن الزبال زبال!!!

بالتأكيد واستطيع ان اجزم بان جل المصريين ممن تابعوا وسمعوا هذا الكلام شعروا بالتقيوء…كيف يعقل ان يصدر هذا الكلام من انسانة يفترض انها منشغلة بالفكر والادب بل وممثله عن الشعب في مجلس النواب وبعد ثورتين؟ كيف يمر هذا الكلام مرور الكرام؟

طيب … أنا هاجيب من الآخر سيدتي المتحضرة…دعينا نفكر بهدوء ونسأل أنفسنا بصراحة عن المنتجين الحقيقيين في مصر وعن بتوع الثلاث ورقات.!!!

ستلاحظين معي – إذا حكمنا العقل – بان ما دون الفلاح الذي نأكل مما يزرعه، والعامل الذي نرتدي وناكل مما يصنعه والزبال الذي لولاه لأكلنا العفن والجرب ولوصلت رائحتنا لعنان السماء، لولا هؤلاء الشرفاء ما كنا.. دون هؤلاء الشرفاء -أيتها النائبة عن الشعب – في الغالب بتوع الثلاث ورقات، والمتسلقين الذين يعيشون على اكتاف هؤلاء … الا من رحم ربي طبعا.

في مجتمعنا سبدتي الكثير من المتسلقين، كمن يعملون في الحقل الفني والاعلامي والأدبي ومهن من لامهنة له…أما من ينبغي ان نقبل حذاؤه فهو الفلاح والعامل والزبال…هؤلاء مكانهم فوق الرؤوس وفي القلوب يسكنون.

صدقيني سيدتي، لا اعتقد ان المصريين سبخسرون كثيرا لو مات كاتب متسلق او متفزلك، او احد ممن لامهنة لهم، ولكنه سيخسر كثيرا اذا ضاع الفلاح او العامل او الزبال…انظري الى الشارع الذين تعيشين فيه وفكري في الوضع لو لم يأتي الزبال لمدة أسبوع!!

ربما لا تدركين سيدتي أنك تعيشين في بلد اسلامي، وفي قرآن المسلمين آية تقول” وتلك الأيام نداولها بين الناس” نعم سيدتي الأيام دولة بين الناس…وفي هذا دعوة من الحق لعباده للعمل والتنافس الشريف لنخرج افضل من فينا…وهذا بالضبط هو ما فعله غير المسلمين فتقدموا.

اما ان تورث الوظائف…فهذا فيه اهدار صريح لأحد اهداف 25 يناير العدالة الاجتماعية…كيف تعلنين بان الافضل لابن الزبال الذي حقق التفوق ان يبقى زبالا… ورأيتك حزينة على اقالة وزير اهان ابناء الزبالين؟

ابن الزبال هذا الذي حقق التفوق في كلية الحقوق في حين عجز ابن الدكتور رضا او ابن المستشار فلان الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب..هذا الذي كافح وعانى وذاق مرارة الفقر والتحقير من سفهاء واجتهد لينتشل نفسه واسرته من هذه الحياه، اولى ان نضعه فوق الرؤوس لا ان نكرس تلك الطبقية البغيضة التي لا يقبل بها عقل ولا دين ولا حتى مجتمع متحضر نسعى للتمسح به.

والله يا سيدتي…لو كان الأمر بيدي..لاصدرت قرارا فوريا بإقالتك من البرلمان الذي هو لسان الشعب بل لمنعت ظهورك في اي فضائية…بل لوجبت محاسبتك في النقابة التي تنتسبين اليها.

سبدتي…راجعي نفسك وثقي تماما بان جل شعب مصر شعر بالقرف والاحباط من تلك التصريحات التي تصدر عن انسانة مفترض فيها انها تمثل الشعب في برلمانه!!

شباب مصر يعيش الاحباط في ابهى صوره،… كفاه محبطين ومحبطات…والا لن تجدي نفعا أية محاولة لاستيعاب وتحفيز الشباب…ليتنا نعود الى رشدنا…

في الختام تحياتي وتقديري لكل مجتهد يبحث عن الأفضل سواء كان ابن زبال او فلاح او عامل او طبيب او مستشار… تحياتي للمجتهدين ولا عزاء للفاشلين المتسلقين والصاعدين على جماجم الشرفاء.

تقدم الغرب بالتنافس الحر…ولولا التنافس لما تبوا اوباما رئاسة اكبر دولة في العالم ولما تبوأ ابن العامل البسبط جدا جون ميجور رئاسة وزارة بريطانيا العظمي…دمتم بخير.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى