مقالات

الدكتور رضا عبدالسلام | يكتب: حملة استرداد أملاك الدولة قد تأتي بنتائج عكسية…إلا إذاً

عبدالسلام

 

عندما دعا الرئيس لاسترداد أملاك الدولة وإزالة التعديات عليها مؤكد أن مقصده وعينه كانت على الحيتان الذين استولوا على آلاف الافدنة وافقروا البلاد والعباد…ليس هذا فقط…فقد أخرج الكثيرين منهم ألسنتهم وينتظرون الفشل….هؤلاء لا انتماء لهم إلا لمصالحهم وامبراطورياتهم.

الاقتراب من هؤلاء الحيتان هو لعب بالنار وإخراج الجان أو العفريت من القمقم…وانا شخصيا عشت التجربة عندما بدأت رحلتي في الشرقية برسالة قوية مفادها أنني لم أأتي لطحن الغلابة، فبدأت بالكبار في أكثر من مشهد، لتصل رسالتي ولأحظى بثقة المواطن..مثل إحالة ملاك مزارع اسماك بحر البقر للنيابة ووقف عمليات البناء بمنطقة الغشام…واغلاق مصانع كبرى بالعاشر…وقتل دجاجة المواقف بالزقازيق وغيرها…الخ.

كانت الازالات على امتداد بحر مويس في قلب مدينة الزقازيق أمام الجامعة بمثابة الصفعة الكبرى، التي تلاها مباشرة حملة اعلامية استهدفتني، وعلى رأسها برنامج شهير ،كان معده من أبناء الشرقية، حيث عقدت لي محكمة تفتيش اتهمت خلالها بانني اخواني والى غير ذلك من القصص التي استهدفت تدميري، ولكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين…فالناس لديها عقول وتستطيع أن تميز الخبيث من الطيب.

الشاهد هنا…هو ان هؤلاء الاباطرة الذين امتهنوا أكل الحرام لن يتورعوا في عمل اي شيء من أجل وأد وقتل اي خطوة إصلاحية، وهؤلاء جزء مما نسميه الدولة العميقة، التي هدمت مصر واسقطتها وأفقرتها في الماضي، وتواصل رحلتها غير مدركة أن هذا البلد شهد ثورتين عظيمتين…

ولهذا فإن ما ينبغي التركيز عليه هو تفكيك تلك الدولة العميقة التي لا تتورع في افشال اي مسئول لتهنأ بخير مصر…وليذهب باقي افراد الشعب الى الجحيم…فأزمة مصر ليست أزمة ندرة موارد ولكنها ازمة توزيع غير عادل لهذه الموارد…وادارة فاشلة على مدار عقود لهذه الموارد.

خلاصة القول، ما اتمناه هو ألا يضيع الصغار في الرجلين…فقد يكونوا كبش فدأ لمجرد رغبة مسئول إظهار أداء واستجابة لندأ استرداد أملاك الدولة…وكأنهم لم يرو تلك المخالفات الا بعد نداء الرئيس…

ما يهم كل مصري في هذه العملية برمتها الحيتان وليس الصغار الذين يضعون أيديهم على بضعة قراريط ويسعون منذ مدة لتقنين أوضاعهم منذ سنوات، لولا مماطلة الفاسدين بإدارات الاملاك، لحاجة في نفوسهم وكلنا نعلم ذلك…أما أفلام البلدوزارات التي ظهرت فجأة لازالة عشة او كشك أو بناء بالطوب اللبن أو الابيض فهذا أقرب الى النصب والتدليس الذي ولى زمانه…

أما مسئولي إدارات الاملاك في كل محافظة ومدينة، ومسئولي الادارات الهندسية، فهؤلاء ينبغي أن يحاسبوا حساب الملكين، لأنهم قصة كبيرة وهم بيت القصيد وأول من ينبغي أن تتم محاسبته. أتمنى أن تولي الرقابة الإدارية – وهو جهاز يفخر به كل مصري- هؤلاء وبشكل سريع وحاوم، حتى نصل بهذا الوطن الى بر الأمان. والله الموفق.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى