أعمدةمقالات

الدكتور رضا عبدالسلام | يكتب: هل الاسلام هو سبب تخلفنا؟

 

عبدالسلام

 

هل صدمك السؤال؟ هل شعرت بالغيرة؟ هل خطر ببالك سؤال كهذا من قبل؟ هل فكرت يوما كيف يرانا غيرنا وخاصة الغربيون؟

الحقيقة أخي القاريء أن هذا هو ما يؤمن به الغربيون والشرقيون في كافة أرجاء المعمورة…دفعني للكتابة في هذا الأمر سؤال طرحه علي بالأمس صديق أوروبي، وكان قد سبق طرحه علي منذ عشرون عاما وانا في البعثة للدكتوراه في بريطانيا.

يكاد يكون نفس السؤال المرير: ألا ترى معي يا د. رضا أن الدول الاسلامية عالة على العالم والبشرية جمعاء؟ فهي أكثر مناطق العالم تطرفا وتخلفا وديكتاتورية وبذخا وإرهابا؟ المسلمون شعوب غير منتجة تحيا على ما ينتجه الآخرون…

يمكن ان تتوقع لكافة دول العالم أن تتقدم حتى دول أفريقيا الفقيرة ولكن ستبقى دول الاسلام غارقة في ظلماتها…والإسلام هو السبب في كل ما تعيشه الدول الأسلامية …

هكذا اختتم صديقي الأوروبي حديثه معي بالأمس وهو مقتنع تماما بأننا كمسلمين لم نخلق الا للاستعباد والتخلف والجهل والديكتاتورية وتأليه الحكام والنفاق والارهاب….الخ.

منذ عشرون عاما وانا في بريطانيا، وعندما كنت أحاول التعريف بالاسلام بين أصدقائي الأجانب فاجأني أحدهم عندما سألته عن حدود معرفته بالاسلام بالقول “الاسلام بالنسبة لي يعني الاسد، القذافي، مبارك، الملوك والأمراء، صدام…الخ.

لقد قيلت لي صراحة “لو كان الاسلام فيه خير لانصلح به حال الدول الإسلامية”، وكأنه كان يريد أن يقول لي…أسكت يا رضا ولا تحدثنا عن هذا الدين العقيم الذي يجسد التخلف والديكاتورية..

الحقيقة المرة هي أن هذا هو ما يؤمن به جل الغربيون بأننا أمة الجهل والتخلف والديكاتورية ولا ننشغل سوى بشهوتي البطن والفرج…أما الإضافة للبشرية فليس لنا مكان في هذا العالم…مكاننا فقط بين المستهلكين.

نستطيع ان نبدع في النفاق أو في تأليه الحكام بالشعر والغناء كما نشاهد في مسلسلاتنا وأفلامنا وحتى في الحفلات العامة كتلك التي كانت تعد للزعيم ناصر او مبارك، ولكن لا نستطيع ان نبني أو نبدع او أن ننتج حتى ما نستهلكه…مؤكد أن البشرية لن تخسر كثيرا اذا ما اختفت او زالت الدول الاسلامية…ولكن البشرية ستعاني اذا اختفت اليابان او كوريا….الخ.

وإذا نظرت لخريطة العالم ستجد أن الدول الاسلامية هي في الغالب إما نموذج صارخ للديكتاتورية أو التخلف أو الأمية والجهل وصناعة الآلهة..لا توجد دولة اسلامية واحدة بين المتقدمين صناعيا وتقنيا او بين الدول الديمقراطية بالمفهوم الغربي…فالحاكم ولد ليموت على كرسي الحكم، وهو الحاكم الملهم الذي لا ينطق عن الهوى…هكذا يصور له المنافقين والأفاقين حتى يصدق أنه كذلك ولنا في القذافي مثلا النموذج المخجل للحاكم أمير المؤمنين الذي وصل به الأمر للتعديل في كتاب الله!!!

صحيح هناك دول اسلامية غنية ولكن شتان بين الغنى والتقدم…فالغني لا يضمن التقدم ، وخاصة اذا كان الغنى نتيجة لموارد طبيعية ، سرعان ما ستزول وتنضب، وتعود تلك الدول لماضيها التليد!!!.

نعود إلى العنوان: هل حقا كل ما نحن فيه سببه العقيدة والقيم الاسلامية؟ هل لو تخلينا عن الاسلام سينصلح حالنا؟ أم أن الاسلام بريء تمام من تلك التهمة وأن ما تحياه دول الاسلام من تخلف وجهل وديكاتورية ونفاق وبطالة واستهلاك وترف وإرهاب لا شأن للاسلام به؟ وأن هناك أسباب موضوعية ومنطقية أخرى تقف خلف الحالة المذرية للدول الاسلامية؟

بماذا أجبت على السؤال منذ عشرون عاما؟ وماذا كانت إجابتي بالأمس على صديقي الاوروبي؟ هذا ما سنعرض له ان شاء الله في مقالنا القادم اذا قدر الله لنا اللقاء والبقاء…دمتم في حفظ الله وأمنه.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى