أعمدةمقالات

الدكتور ظريف حسين | يكتب: التفسير العلمي للتصوف

 

ظريف حسين

 

التصوف، في نظري ، تعبير عن عصاب نفسي مؤداه الانطواء إلي داخل الذات و الانسحاب من العالم أو ما يسمي بالتمركز حول الذات، و الاهتمام بأخلاق الأنانية، أي بالخلاص الذاتي أو بالمتعة المتوهمة سواء أكانت حسية أم نفسية بخلو البال من عوالق الأشياء الدنيوية، و هجران الأخلاق الحقيقية القائمة علي التواصل مع الغير و التعاون معهم و مساعدتهم بهدف المشاركة في خلاصهم ليكون الخلاص من الهموم الدنيوية جماعيا.
و بدلا من محاولة تحسين الواقع بالعمل المخطط له و المثابرة عليه و اتقانه يتوهم الدرويش أنه مهمته تحسين نفسه فقط، فيشعر بتجارب نفسية ممتعة ،و لا يدرك أنها مجرد هلاوس حسية قد تمتد لتكون هلاوس سمعية فيسمع هواتف تكلفه بالرسائل الروحية أقلها أنه المهدي المنتظر المكلف بخلاص العالم ، و هلاوس بصرية فيري اشياء غير حقيقية كأنه يكلم الله أو أنه هو الله أو علي الأقل خاتم الأنبياء.


و تاريخيا كان المستعمرون يؤيدون التصوف لأنه خمارة العقول الفاعلة و وسيلة غير مكلفة لإخضاع الناس للاعقل المتمثل في الشيوخ المرضي النفسيين.


و يكتسب بعض المتصوفة سلطة اجتماعية خطيرة كشيوخ الطرق الذين نراهم موضع تبجيل و قداسة أو كعبة يحج إليها بعض المهووسين طمعا في نيل بركاتهم المزعومة، برغم أنهم قد يعلمون خبالهم و أن تمثلهم للقدوة الروحية هو محض ادعاء.


و أما عبادة الشيوخ فتمثل قاعدة علمية تقول إن أولي الأديان كانت عبادة الأسلاف و الأشياء الطبيعية.و بذلك يكون التصوف ردة إلي الأديان البدائية التي تعكس خوف الإنسان من نفسه و من الطبيعة التي لا علم له بقوانين تسييرها.


و النتيجة هي أنه : يجب علينا الإعتماد علي التوجهات العلمية في معالجة هذا المرض النفسي الذي يجعل المريض نبيا او علي الأقل وليا!

 المقال هو من رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى