مقالاتمقالات القراء

الدكتور ظريف حسين| يكتب: عيد الأم بين العلم والفقة

ظريف حسين
الفقة هو التحليل و التحريم بناء علي فهم معين للنصوص الدينية و المسائل الواقعية و العلاقة بينهما وإذا فقد الفقيه واحد أو أكثر من هذه الشروط فقد ارتكب أخطاء قد تقتل الحياة الإجتماعية و توقف مسيرتها عند مرحلة طفولية – قياسا علي عصرنا- و مع ذلك يسميها الفقهاء المحدثون بالمرحلة الذهبية حين كان القدماء يتمتعون بمهارات استثنائية في استنباط الأحكام الشرعية ، استنادا إلي فهم السلف الصالح ، و لذلك سموا أنفسهم بالجماعة السلفية.

و هناك أسباب لانحراف الفقيه بفقهه و لغايات أخري غير صالح المجتمع ؛ فبالإضافةإلي القصور العلمي لبعضهم ، نجدهم مدفوعين بالرغبة في اكتساب سلطة روحية تزاحم السلطات المدنية ، فضلاً عن النزعة الإستغلالية للروح الدينية المتغللة في نفوس الجمهور ، و ما يترتب عليها من مكاسب غير دينية.

فنجدهم مثلا يتورطون في إصدار فتاوي شخصية لتحريم الأعياد غير الدينية علي أنها دينية ! خذ مثلا علي ذلك عيد الأم و شم النسيم ، بحجج غير علمية ،و هم يتشددون في ذلك معاندة للروح الإجتماعية.

فقد اتفق السلفيان: سعيد محمود من مصر و محمد بن صالح العثيمين من السعودية علي تحريم هذه الأعياد و اعتبارها بدعا خارجة عن الشرع.و قد شدد ابن العثيمين (و هو لا يقل مكانة فقهية عن ابن باز ) علي عدم جواز إظهار الفرح و السرور و تقديم الهدايا و غيرها في عيد الأم.

و هم يستندون في فتاويهم علي حديث نبوي صحيح يقول:”من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد،أي مخالف لشرع الله”.و يضيفون علي هذا إن هذه الأعياد تشبه بالكفار و نحوهم.
و السؤال العلمي هو :هل مثل هذه المناسبات و الأعياد دينية؟و هل أحدثت جديدا في الدين فأدخلت عليه ما ليس فيه أو حذفت شيئا منه؟ إنها فقط مناسبات إجتماعية و ترفيهية نحييها لغايات اخلاقية إيجابية.

و لمن يعشق بناء مواقفه علي نصوص فقهية خالصة، فإننا نجد الشافعي يجعل البدع نوعين:ما يخالف كتابا او سنة او اثرا او إجماعا ، و هذا في نظره بدعة أو ضلالة ،و النوع الثاني من البدع هو ما أحدث من خير ،مع عدم مخالفة الكتاب و السنة…إلخ.و هذه في نظره بدعة غير مذمومة.
و سؤالي الآن هو :هل عيد الأم و الإحتفاء بها و إظهار وفائنا لإخلاصها لنا، يستحق أن يوصف بالضلال؟ و هل في ذلك مخالفة للدين كما فهمه الشافعي؟ .

و نسألهم:ما الذي يضيرهم إن أهدينا أمهاتنا هدية او عطية و اظهرنا حبنا لهن في يوم معين أكثر من كل الأيام، مع استمرارنا علي رعايتهن في كل يوم؟فضلا عن أن ذلك يسعدهن أكثر من التحريم طبقا لفتاوي السلفية! .

إذن: فكل عام و كل ام أفنت عمرها في رعاية أبنائها و أحفادها بكل خير و سعادة لا نهائية !

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى