ثقافة و فن

الذكرى الـ14 لرحيل تحية كاريوكا التى قال عنها ناصر “ست بـ100 راجل”

الذكرى الـ14 لرحيل تحية كاريوكا

اليوم تحل الذكرى الرابعة عشرة على رحيل نجمة الرقص الشرقى الفنانة تحية كاريوكا، وهى “ست بألف راجل” كما قال لها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى قال لها “انتى ست بألف راجل يا تحية”، وذلك بعد أن كانت تحية أول المتبرعين لتسليح الجيش المصرى، بعد أن اشترطت أمريكا على مصر الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، فى مقابل تمويلها بالسلاح اللازم، ولكن ناصر رفض وبدأ فى جمع تبرعات شعبية لتسليح الجيش المصرى سلاحًا شرقيًا لكسر احتكار الغرب للسلاح، فكانت هى أول المتبرعين وجمعت مبلغًا كبيرًا لتسليح الجيش.

وليس هذا فقط، بل تطوعت “تحية” فى المقاومة الشعبية بمنطقة القناة، حيث إنها بنت محافظة الإسماعيلية، كما شاركت من قبل فى حرب 48، حيث كانت تساعد الفدائيين، كما ساعدت فى تهريب الرئيس محمد أنور السادات وإخفائه لمدة عامين فى شقة شقيقها، بعد اتهامه فى مقتل أمين عثمان رجل القصر الخائن.

عاشت “تحية” طفولة قاسية وبائسة، بعد أن أخذها شقيقها الأكبر لتعيش معه هو وزوجته وجعلاها مجرد خادمة لهما، مما اضطرها للخروج من المدرسة لخدمتهما، وحاولت “تحية” الهرب من منزل شقيقها، لكنه وجدها وتفنن فى تعذيبها وكيها بالنار هو وزوجته، لكن “تحية” أصرت على الهرب وهى فى سن الرابعة عشرة، وركبت القطار للذهاب إلى القاهرة، لتبحث عن راقصة سورية تدعى سعاد محاسن، حيث كانت رأتها ذات مرة فى الإسماعيلية وهى ترقص مع الأطفال وتنبأت لها بمستقبل جيد فى الرقص الشرقى، إلا أنها لم تجدها فى شارع “عماد الدين”، فسافرت بعدها إلى الإسكندرية، وهناك قابلت سعاد محاسن والتى عينتها بفرقتها ككومبارس، وبعد فترة سافرت “تحية” إلى القاهرة من جديد للالتحاق بفرقة بديعة مصابني، والتى كانت من أشهر الفرق وقتها، حيث تخرج منها أكبر الفنانين وقتها منهم فريد الأطرش وسامية جمال ومحمد فوزى وعبد العزيز محمود وعبد المطلب.

وبدأت شهرة الفنانة تحية كاريوكا عام 1940 عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية فى أحد عروض سليمان نجيب، وهى الرقصة التى التصقت بها لدرجة أن سميت على اسمها، حيث إن اسمها الحقيقى بدوية محمد على النيداني، وقامت “تحية” بإعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة فى الرقص وهو الأسلوب الذى تأسس عليه مدرسة كاملة فى الرقص الشرقى بعد ذلك.

وقدمت تحية كاريوكا خلال مشوارها الفنى الطويل ما يقرب من 200 فيلم سينمائى أشهرها “لعبة الست” مع الفنان نجيب الريحاني، و”حماتى قنبلة ذرية” مع إسماعيل ياسين ومارى منيب، و”سمارة” مع محمود إسماعيل ومحمود المليجي، و”شباب امرأة” مع شكرى سرحان وشادية و”أم العروسة” مع الفنان عماد حمدى وحسن يوسف، و”خلى بالك من زوزو” مع السندريلا سعاد حسنى وحسين فهمى، كما قدمت ما يقرب من 10 مسلسلات و4 مسرحيات.

تزوجت تحية كاريوكا 14 مرة وكانت المرة الأولى من أنطوان عيسى ابن شقيقة بديعة مصابنى وكان ذلك عام 1939 وانفصلا عام 1940، فى العام نفسه تزوجت من أكبر أثرياء مصر فى ذلك الوقت محمد سلطان باشا، واستمر الزواج 6 أشهر ثم انفصلت عنه عندما طلب منها التخلى عن الرقص، كما تزوجت الضابط الأمريكى ليفى الذى أشهر إسلامه للزواج بها واصطحبها إلى الولايات المتحدة، إلا أنها انفصلت عنه سريعًا.

وتزوجت “تحية” بعد ذلك من المخرج فطين عبد الوهاب وانفصلا أيضًا بعد فترة بسبب غيرته الشديدة عليها، لتتزوج بعده الفنان أحمد سالم الذى انفصل عن زوجته أمينة البارودى من أجل الزواج من تحية التى أحبته بجنون وسافرت معه فى رحلة إلى فلسطين، وهناك ترددت شائعات قوية عن وجود علاقة بين أحمد سالم وأسمهان فانفصلت كاريوكا عنه قبل العودة إلى القاهرة.

وتزوجت تحية للمرة السادسة من الطيار الخاص للملك فاروق، حسين عاكف، ولكنهما انفصلا بعد شهرين فقط، وبعدها تزوجت من دنجوان الشاشة العربية رشدى أباظة وتزوجته وسافرا سويًا إلى لبنان، لكنها ضبطته فى وضع مخل فى أحد ملاهى شارع الحمراء مع امرأة فرنسية وطلبت منه الطلاق فى الليلة نفسها بعد مشاجرة كبيرة.

وبعد انتهاء أشهر العدة بعد طلاقها من رشدى أباظة تزوجت من أحد ضباط الملك المقدم مصطفى كمال صدقى الذى اعتقل بعد قيام ثورة 52 فانفصلت عنه، وارتبطت بعدها بالشاب عبد المنعم الخادم وكان مشهورًا بوسامته وثرائه وتهافت النساء عليه واستمرت على ذمته لمدة 5 سنوات، لكنها انفصلت عنه عندما طالبها باعتزال الرقص.
ثم التقت البكباشى طبيب حسن حسين وتزوجته، لكنها انفصلت عنه عندما علمت أن هناك علاقة بينه وبين المطربة الصاعدة وقتها صباح، ومن شدة صدمتها بزوجها ابتلعت كمية كبيرة من الحبوب بقصد الانتحار، حيث كانت تحبه كثيرًا، وتم إنقاذها بصعوبة، وامتنعت بعدها عن الزواج لمدة 3 سنوات حتى عام 1959، الذى التقت فيه المطرب الشاب الصاعد وقتها محرم فؤاد فتزوجته فى منتصف هذا العام وانفصلت عنه قبل أن تنتهى السنة، بينما كان زوجها الثانى عشر أحمد ذو الفقار صبرى الذى تزوجته لمدة عام واحد، وكان زوجها الثالث عشر الكاتب المسرحى الراحل فايز حلاوة وبقيت معه 18 سنة وهى أطول مدة زواج شهدتها تحية، ولكن زواجهما انتهى بمشاكل وخلافات وصلت إلى القضاء، وكان آخر أزواجها المخرج حسن عبد السلام الذى عاشت معه حتى وافتها المنية يوم 20 سبتمبر عام 1999 إثر تعرضها لجلطه رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى