«الزيبق».. كريم عبد العزيز بين أزمة الهجان و شهامة جمعة الشوان

مع الإعلان عن بدء تصوير مسلسل جاسوسية جديد يحمل «الزيبق» لشهر رمضان 2017، ومن بطولة كريم عبد العزيز، توقع الجميع أن يقدم تناولا مختلف ومغاير لهذه النوعية من الدراما الوطنية، والتي تأثرنا بها تحديدا في مسلسلين خالدين في الذاكرة، وهما : «رأفت الهجان» و «دموع في عيون وقحة» إلا أن المسلسل جاء في النهاية نسخة مكررة لهما، وكأنه يرغب في إحياء أمجادهما من جديد، بعد مرور سنوات من إنتاجهما.

ومن الجميل أن يصرح أحد أبطال «الزيبق» شريف منير، بأن تقديم المسلسل في ذلك التوقيت تحديدا هو مناسب تماما «في ظل غياب الانتماء لدي بعض الشباب والتمرّد، والشائعات المغرضة التي تشكك في حب الوطن والقيادة السياسية التي نسير وراءها، والتشكيك في استقرار الدولة ككل» ولكن ليس بتلك الطريقة “الكربونية” من : «الهجان» و«جمعة الشوان» والتي اتبعها المؤلف وائل عبد الله عند كتابته للأحداث.

ونحن مع قرب انتهاء شهر رمضان، فإنه يزيد عندي الاقتناع بأن «الزيبق» لا يقدّم جديدا عن كل ما عرضه مسلسلا “رأفت الهجان” و”دموع في عيون وقحة”، باشتراكه معهما في 5 خطوط رئيسية، كان من الممكن أن يتخلّى عنها وائل عبد الله، لخلق “توليفة” مختلفة تحمل بصمته الخاصة، حتى وإن كانت أحداثها تدور في نهاية التسعينيات من القرن الماضي وأوائل الألفية الثالثة:

أزمة البطل في بلاده

يشترك “الزيبق” مع “رأفت الهجان” و”دموع في عيون وقحة” في أزمة بطل الأحداث بداخل بلده قبل سفره للخارج من أجل أداء مهمته الوطنية؛ فـ “عمر” (كريم عبد العزيز) مطلق وابنه تحت وصاية زوجته وزوجها، ويعاني من وضعه المالي المحدود، ولا يجد المساندة من شقيقه البخيل “كامل” العائد من العراق بعد سنوات، أما “رأفت الهجان” (محمود عبد العزيز) فامتهن مهن عديدة من أجل كسب رزقه، ومنها العمل في السينما، ويتبرأ أشقائه منه، وكذلك زوج شقيقته منه، أما “جمعة الشوان” (عادل إمام) فهو أيضا يعاني من سوء أحواله بعد نكسة 5 يونيو 1967، ويسعى لجمع المال لإعادة بصر زوجته الضريرة (معالي زايد).

عقدة محسن ممتاز 

مثلما كان الحال في علاقة “رأفت الهجان” (محمود عبد العزيز) المميزة مع مديره المباشر في المخابرات المصرية “محسن ممتاز” (يوسف شعبان)، وكذلك “جمعة الشوان” (عادل إمام) مع مديره “الريس زكريا” (صلاح قابيل)، فإننا نفس العلاقة بين “عمر” (كريم عبد العزيز) ومديره ضابط المخابرات المصرية “خالد” (شريف منير)، والتي تتفاوت ما بين المزاح والدعابة والشد والجذب.

معشوق النساء

كان “رأفت الهجان” (محمود عبد العزيز) جاذب تقريبا لكل النساء اللائي قابلهن في المسلسل بأجزائه الثلاثة، مثل “إستر بولونسكي”، و”حنا بلومبرج”، و”هيلين سمحون”، وكذلك “جمعة الشوان” (عادل إمام)، الذي وقعت في حبه الإسرائيلية “جوجو” (مشيرة إسماعيل)، وأيضا “عمر” (كريم عبد العزيز) الذي أن حطت قدمه اليونان حتى دار “صراع نسائي” عليه، ما بين “سارة” (كارمن لبس) و”مريم” (كارمن بصيبص) و”خديجة الدمنهوري” (إلهام عبد البديع).

خفيف الدم الجدع

يشترك “عمر” (كريم عبد العزيز) مع “رأفت الهجان” (محمود عبد العزيز) مع “جمعة الشوان” (عادل إمام) في أن كلاهم يتسموا بخفة الدم و”الجدعنة”.. ولا أعلم وجهة النظر من جعل البطل بهذه الصورة المثالية في أعمال الجاسوسية، ربما لتخفيف الأجواء المشحونة، ولكن لابد أن نأخذ في الاعتبار أن كل شخصية من هؤلاء من واقع الحياة، ومن لحم ودم، ولديهم طباع معينة ومختلفة، وأنه من المستحيل أن تكون ردود أفعالهم متباينة عند تعرّضهم لمواقف متشابهة.

العلاقة مع الوسيط
إذا شاهدت أي مشهد يجمع بين “عمر” (كريم عبد العزيز) والمصري الجاسوس لصالح المخابرات الإسرائيلية “سالم” (محمد شاهين) في”الزيبق”، فتشعر أنك تشاهد مشهد مكرر يجمع بين “رأفت الهجان” (محمود عبد العزيز) مع “أورلو زوروف” (أسامة عباس)، و”جمعة الشوان” (عادل إمام) مع “إيزاك حاييم” (مصطفي فهمي)، من حيث المراوغة معهم بطريقة طريفة، وهم جميعا الوسطاء الإسرائيليين وجواز عبور أبطال المسلسلات الثلاثة إلى بر الأمان بداخل بلد العدو من أجل إنجاز مهامهم الوطنية.

ومسلسل “الزيبق” من تأليف وإخراج وائل عبد الله، ومن إنتاج شركة “أوسكار”، ومن بطولة كريم عبد العزيز، وشريف منير، وطلعت زكريا، وريهام عبد الغفور، ومحمد شاهين، وسهر الصايغ، وهادي الجيار، ويُذاع على قنوات “ON E” و”OSN يا هلا!” المشفرة.

 

 

المصدر