أخبار العالم

الشيخة «نادية» دجالة هزت مصر «تشفي من الأمراض وضحاياها مثقفين»

%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A9 %C2%AB%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9%C2%BB %D8%AF%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%A9 %D9%87%D8%B2%D8%AA %D9%85%D8%B5%D8%B1 %C2%AB%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%8A %D9%85%D9%86 %D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6 %D9%88%D8%B6%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D9%87%D8%A7 %D9%85%D8%AB%D9%82%D9%81%D9%8A%D9%86%C2%BB

“أنا أحد من وصفتهم الجرائد الضحلة بصفة (عشاق الوهم)، أحمل 6 شهادات جامعية أولها من جامعة القاهرة، والباقي من جامعات خارجية، مهاجر منذ 29 عامًا، وعلمت الآلاف في بلاد المهجر بلغتهم الإنجليزية في مدارسهم الثانوية وجامعاتهم”.. كلمات عبر بها الدكتور محمد أبو المعاطي حسانين، المقيم في أستراليا منذ 29 عامًا، في حديثه مع جريدة “الأسبوع” عام 1999، عن غضبه من بعض الصحف المصرية آنذاك، بعدما أدلى بشهادته في حق سيدة عرفت باسم “الشيخة نادية”.

واشتهرت “الشيخة نادية”، بأنها تستطيع شفاء الناس من الأمراض المختلفة بأمر الله، خلال فترة التسعينات، في منطقة أبيس الواقعة على الحدود بين محافظتي الإسكندرية والبحيرة.

يقول “حسانين” في حديثه لـ”الأسبوع”، قبل 19 عامًا، إن بداية معرفته مع الشيخة نادية كانت حينما استدعاه أشقائه إلى مصر؛ نظرًا لخطورة الحالة الصحية لشقيقه الأكبر، حيث كان يُعاني من مرض سرطان القولون، طبقًا لأشعة وتحاليل معامل ثلاثة مختلفة لاساتذة كبار، بحسب وصفه، فيما فشلت مستشفيات المنصورة والجهاز الهضمي في معالجته أو إجراء عملية استئصال للقولون، لسوء الحالة الطبية للكبد والقلب.

يضيف الدكتور الجامعي المهاجر في أستراليا، أن “سمع أشقائي بالصدفة عن السيدة المعروفة باسم الشيخة نادية، في قرية أبيس واستشاروني في الذهاب إليها”.

وتابع حسانين: “للوهلة الأولى ظننت أنها سيدة عادية، خاصة وأنها لم تطلب منا أي مبالغ مالية أو هدايا، ولا تعلم اسم المريض أو أي منا”.

“أشعر الآن بالخجل لأني تشككت فيها في البداية”، هكذا واصل الدكتور المصري حديثه عن “الشيخة نادية”، لافتًا إلى أنه اتيحت لبه الفرصة بعد ذلك للالتقاء بها 3 مرات بمفرده، والتقرب منها، وسماع ما تردده من أدعية خلال جلوسها مع الحالات التي تُعرض عليها.

يختتم حسانين حديثه لصحيفة “الأسبوع” قائلًا: “لقد أراد الله الشفاء لشقيقي على يد تلك السيدة، وأطلب من الجميع عرضه على الطب الشرعي للتأكد من حالته الصحية حاليًا”.

“دخول مسكن الشيخة نادية مباشرة يعتبر دربًا من دروب المستحيل إلى أن نصحنا أحد الحراس لديها بضرورة مقابلة الدكتور‏..‏ وبالسؤال عن طبيعة عمل الدكتور عرفنا أنه شقيق الشيخة نادية ووظيفته تمهيد الحاضرين قبل لقائهم بالشيخة من خلال قراءة الأدعية والأوردة بعمل جلسات تسخين طويلة لنزع الجن من أجساد المرضيى، إلى أن وافق الدكتورعلى دخولنا للجلوس في شرفة الشيخة نادية التي خرجت بعد ساعتين تقرأ الأدعية وتتمتم بكلمات‏..‏ لنفاجأ بعشرات الحالات من بين الآلاف تسقط وتتخبط لتعلن عن وجود جن بداخلها ويرتفع صراخها إلي أن تصل بين يدي الشيخة نادية لتضع أصابعها داخل فمها لإخراج الجن من جسدها ويقوم شقيقها بضرب الحالات بعصا‏، عرفنا منه بعدها أنها من جريد النخيل وأنها مخصصة لضرب الجن وإخراجه من جسد المرضي‏”، حلقة أخرى قدمها محررو جريدة الأهرام في 23 أكتوبر 1999، في تحقيق أجرته الصحيفة بعدما ذيع صيت “الشيخة نادية”.

وقالت الأهرام في تحقيقها عن ما وصفتها بـ”الدجالة نادية” إن “الغريب في ظاهرة الشيخة نادية أن المترددين عليها ليسوا فقط من البسطاء أو الفقراء‏، بل هناك فئات علي درجة علمية وثقافية وأدبية مرموقة‏، والغريب في الأمر أيضًا أن بينهم أقارب أطباء‏، وضباطًا‏، وذوي مراكز إدارية مرموقة‏”.‏

الفتوى الموقعة من أمين لجنة الفتوى الشيخ أحمد إبراهيم أحمد، في عام 1999، تقول “ليس في الرقي بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى شيء يُخالف شرع الله ودينه بشرط أن يكون بما يُعرف معناه، وأن يعتقد أن العلاج الروحي أو الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله”، كانت سلاح الشيخة نادية لتضفي على نشاطها شرعية رسمية، ولعلها كانت سند إفراج النيابة عنها بعد نصف ساعة فقط من القبض عليها، وفقًا لما قالته صحيفة “العربي” الأسبوعي، في أغسطس 1999.

جاء ذلك قبل أن تقضي محكمة كفر الدوار بالحكم عليها في 8 ديسمبر 1999، بالسجن 3 سنوات وغرامة 500 جنيه، وقضت المحكمة أيضًا لأحد المواطنين بالتعويض المدني لأنها تسببت أثناء علاجه في أضرار صحية له.

 المصدر

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى