أخبار العالم

الصحة: «الفسيخ فيه سم قاتل».. ومواطنون يردون: «خلى العيال تاكل وتتبسط»

الفسيخ والرنجه

«تصدر وزارة الصحة ما تشاء من تحذيرات وسنأكل ما نشاء».. شعار يرفعه المصريون كل عام مع احتفالات أعياد شم النسيم، وكعادتها يظل لـ«الرنجة والفسيخ» سحرهما الخاص، لتبقى هذه الأكلات عادة سنوية لا تتغير.

وترجع بداية الاحتفال بشم النسيم إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، وتحديدًا أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، ويحتفل به المصريون حتى الآن، وإن كان بعض المؤرخين يرون أن الاحتفال به يرجع إلى عصر ما قبل الأسرات.

«الصحة تغنى ظلموه»

رغم التقارير الصادرة من وزارة الصحة، حول إعدام أعداد كبيرة من الفسيخ المسمم والتحذير من مخاطره، إلا أن المواطنين كعادتهم «نفسهم مفتوحة» على شرائه، وكأن التقارير الحكومية أصبحت فى «خبر كان».

ويوم الأربعاء الماضى، أصدرت «الصحة» بيانا، دعت فيه إلى الامتناع نهائياً عن تناول «الفسيخ»، خلال إجازة عيد شم النسيم، مشيرةً إلى أنه قد يسبب الوفاة، أو الإصابة بشلل كامل.

بيان الوزارة حذر من أن «طريقة تحضير الفسيخ، غالبًا ما تكون غير آمنة»، متمسكًا بأن البعض يستخدم أسماك «متحللة» يضاف إليها بعض الملح، ثم يبيعونها على أنها فسيخ بعد عدة أيام. وتابعت الوزارة: «السموم المتواجدة فى الفسيخ، لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان، إلا إذا تعرض لدرجة حرارة 100 درجة مئوية، ولمدة عشر دقائق».

«77 مصلا تحل المشكلة»

ومن جانبه، قال الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، فى تصريح لـ«بوابة الشروق»، أمس الأحد، إن الوزارة وزعت 77 مصلًا على مستوى الجمهورية، لعلاج حالات التسمم التى تنتج عن تناول الفسيخ الفاسد.

وأضاف «قنديل»: «المصل يتواجد فى مستشفيات ومراكز السموم التابعة لوزارة الصحة.. والوزارة خصصت خطًا ساخنًا يحمل رقم 137، لتلقى بلاغات حالات التسمم على مستوى الجمهورية».

وتابع: «الوزارة رفعت حالة الطوارئ، والاستعداد القصوى، وتم منع جميع الإجازات لكافة العاملين فى قطاع الصحة، لحين الانتهاء من الاحتفال بشم النسيم.. قمنا بحملات تفتيشية على الأسواق ومحال بيع الفسيخ، وتم إعدام 6.5 طن فسيخ فاسد، وتم المرور على 1800 منشأة غذائية للتأكد من اتخاذها كافة إجراءات السلامة والصحة الغذائية».

«أسعار جنونية»

بدوره، عبر محمود العسقلانى، رئيس حركة مواطنون ضد الغلاء، عن غضبه الشديد من الارتفاع الملحوظ فى أسعار الرنجة والفسيخ هذا العام، مرجعًا هذا الارتفاع إلى انخفاض معدلات حجم الواردات من الفسيخ والرنجة، موضحًا أن الإقبال يزداد فى موسم شم النسيم عن باقى أيام العام.

وعن أسعار الرنجة والفسيخ والملوحة، أشار إلى أن سعر كيلو الفسيخ يتراوح ما بين 55 و70 جنيهًا، والسردين البلدى 20 جنيهًا، والرنجة الفاخرة 27 جنيهًا أما العادية ما بين 15 إلى 22 جنيهًا.

وخلال جولة فى عدد من مناطق بيع الفسيخ والسردين والرنجة بالقاهرة، قال الحاج أحمد بسيونى- صاحب أحد محلات الفسيخ بشبرا، إن “الإقبال لن يتأثر هذا العام، رغم ارتفاع الأسعار العام الحالى بصورة كبيرة”، مشيرًا إلى أن “أسعار الرنجة والفسيخ ارتفعت بشكل ملحوظ”.

الحاج بسيونى، لفت إلى أن المصريين يهتمون بشم النسيم، وينتظرونه من العام للآخر، موضحًا أن باقى أيام العام يكون الإقبال عادياً وتبقى الأسعار منخفضة، أما أيام شم النسيم فمن الطبيعى أن ترتفع الأسعار.

«أحمد عصام صاحب محل فسيخ بشبرا»، نوه بدوره إلى أن “هناك زيادة غير عادية فى حجم الطلب على الفسيخ والرنجة، رغم وصول سعر كيلو الفسيخ هذا العام إلى 90 جنيهًا مرتفعًا 20 جنيهًا عن العام الماضى”.

أما «محمد رضا- بائع متجول للرنجة» فخالفهم فى الرأى، قائلا: «الأحداث السياسية وما تشهده البلاد جعل الناس مشغولة عن هذه المناسبة»، مشيرًا إلى أن الإقبال على الشراء ضعيف.

وقالت إحدى السيدات –رفضت ذكر اسمها- إنها تفضل الشراء من أماكن معروفة، والابتعاد عن الباعة الجائلين، مشيرة إلى أنها لا تفضل كذلك شراء «ملوحة» السوبر ماركت.

وأضافت أخرى أنها «تفضل عمل الفسيخ والرنجة بنفسها فى المنزل، مستجيبة لتحذيرات وزارة الصحة، خصوصًا فيما يتعلق بسوء التصنيع والتخزين، ما اضطرها إلى صناعتهما فى المنزل حيث تضمن الجودة والنظافة.

أما «عائشة – ربة منزل بالسيدة زينب» فرأت أن هذه المناسبة تأتى فى العام مرة واحدة، لذلك تلجأ إلى الشراء، مضيفة: «خلى العيال تاكل وتتبسط».

ولاحقها، عمر السيد وهو يقف إلى جوارها فى الطابور، كى يلحق بدوره فى سباق الشراء: «مش خايف من المرض، ولن استمع لوزارة الصحة.. هاسمى بالله وآكل.. وبسيبها على ربنا هو الحافظ».

المصدر

 

زر الذهاب إلى الأعلى