ثقافة و فن

«العندليب الأسمر» ابن الشرقية دمرته البلهارسيا .. عدوه اللدود صديقه لأخر أيامه

%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%b8-2

كتبت l أسماء الهادى

باسلوبه اللاذع وابتسامته الجميلة التى لم تفارقه حتى فى أصعب الظروف التى مر بها والتى طالما خطفت قلوب محبيه  وعاشقيه وضحكته الرنانة وذكائه وردوده الموثوق بها لقب  «بالعندليب» كان  عبد الحليم ولاذال ظاهرة قلما تتكرر ويجود علينا الزمان بها لم يكن كباقى المطربين بل كان معجزة غنائية وعقلية متفردة وواضحة للجميع وجعل لنفسه طريق وأسلوب خاص به خطف من خلاله قلوب كل من حوله يعتبر أحد عمالقة الغناء العربى وسيظل هكذا وهو من أهم المطربين العاطفيين تميز بالرومانسية منذ ظهوره وخلال مشواره الفنى الطويل رغم قصر عمره .

«عبد  الحليم حافظ» ابن قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية ذلك الابن  الريفى  الذى ولد وترعرع بين ظروف صعبه  ومؤلمة حيث كان يلعب  ويلهو كباقى أبناء  قريته فى ترعة القرية وكانت السبب الرئيسى  لمرضه  الذى أودى بحياته.

وتمر حياة العندليب سنه تلو الاخرى حتى لعبت الصدفة دورها  والتقى «عبد الحليم»  بالفنان «كمال  الطويل»«»  بالمعهد العالى  للموسيقى العربية حيث كان عبد الحليم طالباً فى قسم التلحين  وكمال الطويل فى قسم الغناء  والأصوات وقد  درسا  فى المعهد معا  حتى تخرجهما  وتم ترشيح  عبد الحليم للسفر  فى بعثه حكومية للخارج ولكنه ألغى سفره  وعمل أربع سنوات مدرساً للموسيقى  بطنطا  ثم الزقازيق وأخيراً  للقاهرة ثم قدم أستقالته  من التدريس  والتحق بعدها  بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفاً على آلة «الأبواه» ليصبح اسمه  «العندليب الاسمر».

أُجيز «عبد الحليم حافظ» في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة «لقاء» في حين ترى مصادر أخرى أن إجازته كانت بعد أن قدم أغنية «يا حلو يا اسمر»، ثم قدم أغنية «على قد الشوق»، وحققت نجاحاً ساحقاً، ثم أعاد تقديمها في فيلم «لحن الوفاء» ومع تعاظم نجاحه لُقب بالعندليب الأسمر أسمه الفني المعروف.

أصبح العندليب محط أنظار الملحنين  والكتاب أن ذاك لتعاونه مع الملحن العبقري محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما أنه له أغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مثل: (أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا)، ثم أكمل الثنائي «حليم – بليغ » بالاشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة.

انسحاب تدريجى لجمهوره، الضحكات تنخفض رويداً رويدًا ، وفجأة ينقطع دلال العندليب ويهبط وذلك لأغنيته الشهيرة صافيني مرة  لرفض الجماهير لها من أول وهلة،  حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد ، ولكن بعد ذلك نجح نجاحا ساحقا، حتى أنه لقب بالعندليب الأسمر.

اصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد حيث كان ذلك سببا ليفارق الحياة مما أثبت إصابته بتليف في الكبد سببه البلهارسيا عمر يناهز الثمانية وأربعين عاما، والسبب الأساسى في وفاته هو الدم الملوث الذى نقل اليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي فيروس سى الذى تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بالبلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعاه مما أدى إلى النزيف .

حزن الجمهور حزناً شديداً حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر، وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر. سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع. وقد شيع العندليب الاسمر ومشى في جنازته أكثر من 250 الف شخص .

 

زر الذهاب إلى الأعلى