بعد نحو 9 أشهر من التحقيقات أحالت نيابة الصف التابعة لمحافظة الجيزة عامل إلى محكمة الجنايات، لاتهامه بقتل ابنته خنقا بمعاونة شقيقه لتقديمها قربانا للجن بهدف فتح مقبرة أثرية في مدينة الصف.
القصة بدأت في شهر أبريل 2017، حيث اتهمت ربة منزل طليقها بقتل ابنتهما منى، وتم الاستماع إلى أقوال الوالد وأكد أنها لقيت مصرعها خنقا أثناء نومها حيث كانت ترتدي إيشارب التف حول رقبتها أدى لوفاتها.
وتم ندب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفلة لبيان سبب الوفاة، وتم إخلاء سبيل الأب وقتها بعد أن أشارت التحريات إلى عدم صحة الواقعة، ولكن أعيد فتح القضية، بعد وجود أدلة جديدة.
التفاصيل كاملة
المحامية فاطمة أبو طماعة، خالة الطفلة المتوفاة مني يحيي عبد الله كشفت التفاصيل الكاملة للقضية منذ بدايتها لـmbc.net وقالت: “شقيقتي تركت منزل الزوجية لكثرة خلافاتها مع زوجها دون انفصال رسمي منذ عدة سنوات، وكانت تعيش مع والدي، وتركت بناتها الثلاثة مع والدهن وزوجة أبيهن وهن مني 14 عامًا، وميادة 13 عامًا، ومها 4 أعوام“.
وتضيف: “سمعنا عن موت منى من الجيران، وطلب مفتش الصحة أن تذهب أمها لتوقع على أن الوفاة كانت طبيعية، فقال له والدي “البنت مش عايشة معانا وما نعرفش إذا كانت الوفاة طبيعية ولا لأ“.
وتابعت: “كل الشواهد دلت على أن منى قتلت ولم تمت ميتة طبيعية، بل إنها تدل على أن والدها هو من قتلها، وارتكب جريمته ليقدمها قربانًا للجن حارس مقبرة أثرية لفتحها واستخراج الآثار التي يبحث عنها، بناءً على تعليمات الدجالين والمشعوذين“.
هذا الاتهام الذي يتم التحقيق مع والد الفتاة الراحلة بشأنه تصر فاطمة أبو طماعة على أنه مبني على معلومات وأدلة كثيرة، وتقول: “ما جعلنا نشك أكثر في تورط والد الفتاة في قتلها، أنه قبل رحيلها بنحو 20 يومًا، سمعنا من الجيران أنهم يبحثون عن الآثار ويحفرون في البيت، وعندما سألنا مني رحمها الله، ارتبكت وقالت معرفش وأنا لازم أروح، لأن والدها كان يمنعها من الزيارة وكانت تأتي خلسة لوالدتها“.
وبناء على تصريحات فاطمة فإن جد الفتاة لأمها قدم بلاغًا يتهم فيه الأب وعمها بقتلها، وبالفعل بدأت التحقيقات في الواقعة، وتم إخلاء سبيل الوالد، ولكن أعيد التحقيق في القضية مرة أخرى لوجود أدلة جديدة.
وتنهي خالة الطفلة حديثها بقولها: “أنا رأيت جثة منى وعينها مفتوحة ومسودة، وهناك ورم تحت عينيها وفي دماغها ودم نازل من الأنف والفم، وآثار خنق على رقبتها، وزرقة في قدميها.. المشهد كان مرعبًا فعلًا“.
ضرب وتعذيب
من ناحيته يقول محمد حنفي –محامي أسرة منى-: “إن “ميادة” شقيقة المجني عليها شهدت في التحقيقات أن والدها وعمها دائما ما كانا يعتديان على الفتاة الراحلة بالضرب والتعذيب“، مشيرًا إلى أنه تم إخلاء سبيلهما بشكل مؤقت.
وأضاف: “ثم طالبت النيابة بالمزيد من التحريات التفصيلية حول ملابسات الوفاة، كما أمرت بتشريح جثة الطفلة، حيث كشف تقرير الطب الشرعي أن الوفاة كانت بسبب “الخنق” إما عن طريق قبضة شخص، أو ضربها بآلة حادة.“
وعلى أساس تقرير الطب الشرعي أمرت النيابة بضبط وإحضار المتهمين الثلاثة “الأب والعم والجدة للأب“، وتمكنت قوات الأمن من ضبط الأب والعم فيما ظلت والدتهما هاربة.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
