تقارير و تحقيقاتسلايد

القصة الكاملة للقضاء على قمامة أرض الفدان بمنيا القمح بعد كارثة دامت أكثر من 20 عام

11204869_1185870268095732_7884915481136628559_n

تقرير | أحمد الدويرى ، سامح المصري

أرض الفدان كانت كارثة بيئية تهدد أهالي مركز منيا القمح منذ أكثر من 20 عاماً، حيث تراكمت القمامة على شكل تلال مرتفعة، إضافة إلى الدخان الكثيف والروائح الكريهة المتصاعدة منها،حتي أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة و عربة للأمراض المتنقلة لكل من يمر من هذه المنطقة،فعند مرورك بجوار الفدان يجب أن تكتم أنفاسك،في ظل تقاعس من المسئولين ومعاناة من الأهالي.

وقد حاول أهالي المدينة إنهاء تلك الكارثة في السنوات الماضية، ولكن لم يتمكنوا من ذلك ،حتى أصبح التخلص من قمامة الفدان بمثابة حلم للعديد من المواطنين ،وهذه الأزمة لم يتضرر منها ساكني منيا القمح فقط، ولكن الوافدين أيضا إلى المدينة مروراً بالمدن الأخري ، حيث يجبر ” الفدان” كل المارة، أن يكتم أنفاسه بسبب الروائح الكريهة وأدخنة اللهب الكثيفة .

ومرت الأيام منذ 20 عاماً ويتوالى المسئولين تباعاً على هذه الكارثة وتقوم فى مصر ثورتين ويسقط نظامين ويبقى الفدان عنواناً للقمامة والتلوث فى المحافظة ، فحين ما أعلن المحافظ السابق الراحل الدكتور “عزازى على عزازى” منذ ثلاث أعوام ، أنه سيبدأ فى رفع هذه القمامة عن طريق إنشاء مصنع للتدوير لكن الإجراء الروتيني والتعقيدات الورقية حال دون استكمال هذا المشروع وإستمرت المعاناة.

و سعي أبناء مدينة «منيا القمح» إلى التخلص من وباء ارض الفدان، التي تجمع بشكل يومي القمامة النافقة لمركز «منيا القمح» وأيضا القرى المجاورة، والذي تسببت في انتشار الأمراض بين الأهالي بسبب الأدخنة المتصاعدة من حرق القمامة على مدار أربع سنوات .

وكان الأهالي قد ناشدت المسؤولين بشتى الطرق ولكن كان الفشل حليف كل المحاولات السابقة، حتى وصل الأمر إلى مناشدة رئيس الوزراء «إبراهيم محلب» لتصعيد الأمر ، حتى اصدر محافظة الشرقية الدكتور «رضا عبد السلام »قرار بالقضاء على هذا الكارثة في غضون أسبوع . وبالفعل شهدت منطقة ارض الفدان بمدنية «منيا القمح» يوم الاثنين 15 أغسطس حركة نشاط غير معتادة من قبل الجهاز التنفيذي بالمحافظة بحالة أشبه بالمعركة، حيث استخدم محافظ الشرقية ثلثين الموارد البشرية على مستوى المحافظة ، وذلك لتطهير المكان، و أخد المحافظ أخذ على نفسه عهداً للانتهاء من رفع هذه القمامة في غضون 15 يوما وبدأ المواطنين فى الترقب والانتظار .

11036923_1185869911429101_5167621841617032445_n

حيث حدد شباب مركز منيا القمح جدول زمني لمحافظ الشرقية الدكتور «رضا عبد السلام»، الذي وعد بنقل مقلب زبالة ارض الفدان إلى مكان آخر ، وذلك في «14» يوم  تحت عنوان «الفدان ميتر»، كانت البداية من تاريخ «15» أغسطس الماضى ، على ان تنتهي المهلة مع نهاية أغسطس  .

 

وقاموا الشباب بتصميم مقياس للزمن عبر موقع التوصل الاجتماعى فيس بوك، ليتم تسجيل ما تم انجاز بشكل يومي ، وذلك للتخلص من تلك الكارثة التي تهدد حياه العديد من أبناء «منيا القمح »  عن طريق التلوث ونقل الأوبئة .

 

الفدان-فى-الميزان

 

فقرر المحافظ فى يوم 15 من شهر أغسطس الماضي الدفع بأكثر 70سيارة  ، وما يقارب 15 لودر وبمشاركة سيارات مجالس المدن على مستوى المحافظة، وبدأت السيارات فى رفع القمامة ونقلها  إلى أرض العدلية بمركز بلبيس، ولم يكتفي الأمر على التفكير فى رفع القمامة، بل أعلن المحافظ عن استغلاله لهذه الأرض بعد الإنتهاء منها الى متنزه للمواطنين او لسوق للباعة الجائلين.

 

11846592_1185869804762445_6492482493432337541_n

وقال السكرتير العام لمحافظ الشرقية اللواء «يعقوب» أن العمل  استمر فى أرض الفدان والتى تبلغ مساحتها حوالى 5000 متر ولمدة 17يوم منذ السادسة صباحاً وحتى السابعة مساءََ، في ظل ظروف الطقس والارتفاع في درجات الحرارة التي شهدتها مصر منذ بداية أغسطس .

 

  • شاهد فيديو الفدان أثناء العمل 

 

و استمر العمل حتى الخميس الماضي ، بعد أن أعلن محافظ الشرقية ، الانتهاء من أعمال رفع جميع القمامة الموجودة وتطهير الأرض، فى رسالة واضحة ان هذا الأمر إنجاز بكل المقاييس ، وأعلن عن تكريم لجميع المشاركين فى هذا العمل.

 

وجاء اليوم الذى ينتظره ليس فقط مواطنى سكان منيا القمح بل جميع الوافدين الى المدينة لرؤية هذا الإنجاز فقد أصطحب محافظ الشرقية القيادات التنفيذية لأرض الفدان بعد الانتهاء من الأعمال به وفرشه بالرمال بدلا من القمامة والروائح الكريهة.

 

وعمت الفرحة والسعادة جميع المواطنين الذين كانوا لا يصدقون أن هذا الأمر ممكن ان يحدث فى يوم من الايام وانه إنجاز غير مسبوق بالمحافظة حتى أن البعض منهم كان يقول انه منذ أن ولد وهو يري مشهد القمامة.

 

وقال محافظ الشرقية الدكتور رضا عبد السلام  أن أرادت المواطنين والعزم على التغيير كان الدافع الأكبر في القضاء على تلك الكارثة ، وأضاف إن هذا العمل شارك فيه العديد من رجال الأعمال وجمعيات المجتمع المدنى ، وابناء منيا القمح .

 

وأكد «عبد السلام» أن هذا المكان سيتم تحويله إلى سواق عام ، وذلك للتخلص من الباعة الجائلين، وذلك للحفاظ على المظهر العام للمدنية التي تعد من اكبر واقدم المدن بالمحافظة .

03-09-2015 07-28-11 م

وأضاف أمين جمعية بسواعد شبابها أن الجمعية قدمت مقترح إلى مجلس المدينة سيساعد هذا المقترح على القضاء بشكل كامل على القمامة في مدينة منيا القمح والقرى المجاورة، وذلك عن طريق إنشاء مصنع للفرز وتدوير القمامة .

03-09-2015 07-31-09 م

وأضاف أحد أعضاء حملة الفدان ميتر «سمير حنفي» ، انه سعيد جدا بعد القضاء على القمامة ، موضحاً انه لم يشاهد ارض الفدان خاليه من القمامة منذ كان طفل صغير منذ 25 عاماً ، كما وجه الشكر إلى القيادة التنفيذية التي حققت لهم هذا الحلم .

03-09-2015 07-32-05 م

و استطرد احد أبناء منيا القمح «احمد النبراوى»  انهم كانوا يعانون من التلوث البيئي الناجم عن أطنان القمامة والأدخنة المتصاعدة محرقة القمامة ، وطالب بالقضاء عن القمامة بشكل نهائي من المدينة .

03-09-2015 07-32-53 م

 

وقال احد شباب المدينة «محمد عبد النبى»  أنه لابد من مشاركة المجتمع المدنى في القضاء على القمامة وذلك من خلال برامج التوعية، التي تهدف إلى ثقافة التعامل مع القمامة، والفرز من المنبع ، ودراسة كيفية تحويل القمامة إلى أموال يستفاد من الجميع .

03-09-2015 07-33-37 م

 

  • شاهد فيديو ارض الفدان بعد القضاء على القمامة

سامح المصري

كاتب صحفي ومدون منذ عام 2000، بداية احتراف الصحافة كانت من خلال موقع الشرقية توداي الذي اعمل به منذ عام 2011، اكتب جميع أنواع القوالب الصحفية ولكن اتميز في كتابة مقالات الرأي
زر الذهاب إلى الأعلى