توقع مربون وتجار للدواجن، أن يتراجع الإنتاج المحلي من الثروة الداجنة خلال الفترة الحالية وحتى شهر يونيو المقبل، نتيجة إغراق السوق المحلي بكميات كبيرة من الدواجن المستوردة بأسعار مخفضة.
وقالوا خلال حديثهم مع مصراوي، إن بيع الدواجن المستوردة بأسعار منخفضة ألحق خسائر مادية بالمنتجين والتجار المحليين نتيجة زيادة الإقبال عليها، مؤكدين أنه نتيجة لذلك ستغلق عدد من المزارع وسيقوم صغار المربين بالخروج من المنظومة.
وانتشرت خلال الأيام الماضية كميات كبيرة من الدواجن المستوردة بأسعار رخيصة بين 13 و15 جنيها للواحدة، مما أثار القلق لدى المواطنين بشأن صلاحيتها ومصدرها.
وقال نبيل درويش رئيس اتحاد منتجي الدواجن لمصراوي، إنه تم استيراد كميات من الدواجن أكبر من الطلب رغم توافر الإنتاج المحلي، مما تسبب في إغلاق عدد من المزارع وتخفيض المزارع الأخرى لإنتاجها.
وتنتج مصر يوميا نحو 3 ملايين طائر بنحو 1.6 مليار طائر سنويا، وهذا الإنتاج يحقق اكتفاءً ذاتيا بنحو 95%، ولا تتعدى الفجوة الموجودة بين الإنتاج والاستهلاك نسبة 5%.
وقال عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إن منظومة الدواجن المحلية تمر بأزمة حاليا قد تتسبب في خروج صغار المربين منها، نتيجة استيراد كميات كبيرة من الدواجن البرازيلية بشكل غير مبرر.
وأضاف عبد العزيز أن المزارع التي ستكمل عملها، ستخفض الإنتاج خلال الأشهر القادمة حتى تنتهي الكميات المستوردة التي تغرق السوق والتي قللت الطلب على الدواجن المحلية.
وبحسب عبد العزيز “لو أسرة لديها 3 أطفال سوف تشتري دجاجة كاملة مستوردة بسعر 15 جنيها ولن تقبل على المحلية التي يصل فيها الكيلو إلى 24 جنيها”.
وأرجع درويش وعبد العزيز، السبب وراء انتشار تلك الكميات من الدواجن المستوردة بأسعار رخصية إلى اقتراب انتهاء صلاحيتها للاستخدام الآدمي، لذلك تطرح بسعر رخيص.
وكان مبارك عبدالرحمن وكيل وزارة التموين، قال في تصريح صحفي أول أمس، إن الدواجن المطروحة بالأسواق سليمة تمامًا ومطابقة للمواصفات.
وأوضح أن كميات كبيرة من الدواجن اقتربت تواريخ انتهاء صلاحيتها (ما بين شهر إلى 3 أشهر مقبلة)، وهو ما يفسر عرضها من قبل بعض التجار بأقل من ثمنها. للاستفادة بهامش ربح بسيط بدلاً من الإبقاء على أسعارها وعدم بيعها وانتهاء مدة صلاحيتها وخسارة قيمتها بالكامل.
ولا يتوقع عبد العزيز ودرويش أن يلجأ التجار لخفض أسعار الدواجن المحلية لمواجهة أسعار الدواجن المستوردة، “لن نخفض السعر، لأنها رخيصة بالفعل وأقل من تكلفة إنتاجها، وذلك تسبب في خسائر مالية للمربين بنسبة كبيرة، وليس أمامنا سوى خفض الإنتاج”، حسب قولهما.
وقال عبد العزيز إن “تكلفة إنتاج الدجاجة الواحدة يتعدى الـ 23 جنيها للكيلو ورغم ذلك تباع بالمزرعة بأقل من تكلفتها بنحو 20 جنيها للكيلو”.
وطالب عبد العزيز ودرويش بالتنسيق بين المنتجين والتجار المحلين والأجهزة المستوردة لمنع تكرار هذه الأزمة خاصة في ظل توافر الإنتاج المحلي وعدم الاحتياج إلى الاستيراد بكميات كبيرة.
وأصدر وزير الزراعة، عبد المنعم البنا، أول أمس قرارا بتشكيل لجنة دائمة لمتابعة الإنتاج المحلي من الدواجن والكميات المستوردة لتحقيق استقرار الأسعار بالسوق المحلي، بعدما اشتكى عدد من المربين.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
