لعل من المفرح أن تكثر الأسئلة التي تدور في فلك،ماذا اقرأ..ومن أين الطريق إلى المثقف الذي يجدد نفسه ويغيرها ليكون نفسيا على توافق مع الحياة، وفكرياً مؤهل لتطوير نفسه بكل مكوناتها (العقلية، النفسية ، الاجتماعية، الروحية ..) وحركياً وقادراً على التغيير في مجتمعه ؟.
والحقيقة أن الثقافة ليست مجرد قراءة الكتب مهما كثرة عددها وتعددت موضعاتها، وإن كانت القراءة أهم محطات الثقافة وبابها الأول، وإلا فطريق الثقافة طويل وخطواتها متعددة..ومن خطواتها :
الخطوة الأولى : القراءة (المتنوعة – المتخصصة)
أ.القراءة المتنوعة : يعني أن يكون لديك حد أدني من المعرفة العامة في علوم الدين والدنيا في مجالات مثل (التفسير-الفقه-العقيدة- اللغة – الأدب- التاريخ-السير-السياسة-الاجتماع-الإعلام-الفلسلفة-التربية…)
ولمزيد من التشجيع على هذه القراءات وبيان أهميتها وتفصيل أسماء الكتب الهامة للإنطلاقة الأولى، يمكن الرجوع إلى هذه الكتب والمحاضرات :
– العالم بين دفتي كتاب….د.سهير القلماوي.
– كيف تصبح عالما …….د.راغب السرجاني.
– القراءة منهج حياة ….. د.راغب السرجاني.
– صناعة الثقافة…….د.طارق السويدان.
– تكوين المفكر……..د.عبد الكريم بكار.
– القراءة المثمرة….د.عبد الكريم بكار
– كيف تجعل القراءة جزءا من حياتك..د.ساجد العبدلي.
– القراءة الذكية……د.ساجد العبدلي.
– قراءة القراءة…..فهد الحمود.
ب.القراءة المتخصصة : ومقصودها القراءة والمعرفة في مجال التخصص الدقيق والتعمق فيه بحيث يحتوى جدول هذه القراءة على :
– قراءة كتاب في مجال التخصص (180 صفحة للكتاب الواحد) كل شهر.
– قراءة مجلة متخصصة كل شهر.
– حضور محاضرة أو مشاهدتها كل شهر.
– حضور دورة تدريبية في مجال التخصص كل ثلاثة أشهر.
* ولابد من التأكيد على تخصيص ساعتين في اليوم على الأقل للقراءة، ساعة للقراءة المتنوعة والأخرى للمتخصصة .
الخطوة الثانية : حضور الدورات التدربيبة
حضور الدورات في غاية الأهمية لإثقال الملكات الفكرية وتعزيز المهارات وتوسيع دوائر العلاقات الفعّالة في مجال التخصص أو الاهتمام، وتكون فائدة هذه الدورات بحسب قوة المنظمين والمدربين والمشاركين.
: ومن أهم مجالات هذه الدورات
– إدارة الذات والتخطيط الإستراتيجي، تنظيم الوقت –
– قيادة الحاسب الألي – التسويق الإلكتروني وإدارة المواقع الاجتماعية- مهارات الإتصال والعرض – مهارات القراة الفاعلة والسريعة – مهارات إدارة العلاقات – مهارات التفكير الإبداعي.
الطريق إلى هذه الدورات ومراكزها يعتمد على السؤال والبحث عنها من ناحية والثقة في من ينظمها ومعقولية تكاليفها من ناحية ثانية.
جدير بالإشارة إلى أن هذه الدورات متاحة على الإنترنت بشكل مجاني تماماً؛ ومع أن مشاهدتها على الإنترنت غير كافية،لكن يبقى الحضور الإفتراضي للدورات بديل إن لم تكن غير متاحة أو متيسره لأسباب مادية أو جغرافية.
* الخطوة الثالثة : حضور الندوات والمؤتمرات في مجال التخصص والاهتمام. ولابد من التأكيد على الإحاطة قدر المستطاع بموضوع المحاضرة أو الندوة والقراءة الجيدة قبلها وطرح الأسئلة في أثناء الحضور لتعزيز الفهم، كما يجب استثمار الحضور بعمل علاقات جيدة مع أصحاب الإهتمام المشترك.
* الخطوة الرابعة : متابعة البرامج التلفزيونية في مجال الاهتمام. بحيث يكون لك: – برنامجين في مجال التخصص كل أسبوع. – برنامج في مجالك التطوعي كل أسبوع. ويجب الحرص على الوقت المستغرق أمام الفضائيات لأن البرامج تعتمد على عناصر التشويق والإثارة وبالتالي يضيع الوقت أمامها ولديك الكثير لتعمله غير المشاهدة. كما يجب الحرص في اختيار القناة والبرنامج المُشاهد بعناية سواء على الفضائيات الحياة أو عبر يوتيوب. (يوصى بالإستفادة من أرشيف قنوات مثل : الرسالة – اقرأ- الجزيرة الوثائقية – الجزيرة – الحوار – ناشينوال جيوغرافيك – BBC – الثقافية السعودية – النيل الثقافية – المنارة للبحث العلمي – المجد العلمية)
* الخطوة الخامسة : القراءة في الدوريات والصحف. متابعة الصحف الخبرية اليومية والمجالات الشهرية ذات الموضوعية والمهنية العالية وقراءة تفاصيل الأخبار والتحليلات والمقالات في السياسة والاجتماع والعلوم من الأهمية بحيث يكون الفرد على إطلاع بما يستجد من أحداث ومواقف وتغيرات بما يجعله على تواصل مع محيط العالم والمجتمع الذي يعيش فيه. (يوصى بقراءة : مجلة العربي الكويتية– مجلة الدوحة – مجلة الأزهر – مجلة الوعي الإٍسلامي – مجلة العلم – مجلة التسامح – دبي الثقافية)
ومع ذلك تبقى هذه مجرد خطوات أولية في طريق طويل؛ لكنه طريق ممتع وآخرته رائعة وعقباه أروع “من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة”.. دعنا نبدأ من الأن لا غدا.
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
