ثقافة و فن

بالصور.. رحلة “البرنامج” من “حجرة الغسيل” إلى “الأيادي الخفية”

bassem-y

مع صدور بيان شركة «كيو سوفت»، المنتج الحصري لبرنامج البرنامج، مساء الأحد، بفسخ تعاقدها مع قناة CBC اعتراضًا على ما وصفته الشركة بمحاولات الضغط عليهم وفرض قيود على محتوى ومضمون البرنامج، ومنع إذاعة حلقة البرنامج، للمرة الأولى منذ انطلاقه، بتاريخ 1 نوفمبر الجاري، باتت تساؤلات مطروحة حول مستقبل حرية الإعلام في مصر عقب 30 يونيو.

«البرنامج» من حجرة الغسيل

جذب «البرنامج» الأنظار حين بدأ في 2011، عبر موقع «يوتيوب»، خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011، يقدمها باسم يوسف، الذي كان وجهًا غير معروف آنذاك، وقدم باسم ثماني حلقات، بمساعدة 5 من أصدقائه، شوهدت ملايين المرات.

 

download

اعتمد يوسف في حلقات برنامجه على طريقة لم تكن متداولة في البرامج المصرية من قبل، من خلال الحديث المباشر إلى الكاميرا، واستخدام لقطات أرشيفية مركزة تعبر عن موضوع الحلقة وتخدم إطاره الساخر.

ورغم قلة الإمكانيات، إذ كان يوسف يقوم بتصوير أولى حلقات البرنامج في حجرة «الغسيل» بمنزله، كما سبق وقال في حوارات تليفزيونية، استطاع أن يعد حلقات ساخرة عن ثورة يناير، والتي كانت حدثًا فريدًا آنذاك، فاستطاع أن يخدم الثورة ويحقق استفادة ورواجًا جذب إليه المزيد من المتابعين.

باسم.. مشاهد أمام الكاميرا

انتقل «البرنامج» إلى فضائية «أون تي في» ليبدأ مرحلة أخرى من الانتشار، باستخدام إمكانيات أكثر، ومشاهدات غير مقتصرة على جمهور الإنترنت، وبدأ «تتر» برنامجه بعبارات توضح أن السخرية موجودة منذ عصر القدماء المصريين داعيًا إلى التحرر من «الخطوط الحمراء».


download (1)

واستهل يوسف الحلقة الأولى في تعريف المشاهدين بما هو البرنامج، قائلا: «أنا لست مذيعًا ولكنني مشاهد أتت له الفرصة ليجلس أمام الكاميرا» وأخذ يوسف يسخر من الموقف الذي حوله من شخص يقدم مادة ما عبر الإنترنت ليقع عليه الاختيار لتقديم برنامج عبر قناة فضائية.

قدم يوسف 30 حلقة مع «أون تي في» خلال شهر رمضان من عام 2011، مواصلا تقديم الحلقات بشكل مختلف مع استضافة شخصيات عامة، لمدة عام كامل، وكانت الحلقة الأكثر تميزًا، تلك التي قدمها مع أحمد مكي بديكور وفكرة مختلفة، ليكسر روتينية البرامج الحوارية التقليدية، ثم يختفي بعد ذلك عن الساحة تمامًا.


download (2)

عودة الابن الضال

نوفمبر 2012.. وبعد وصول الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم، عاد البرنامج من جديد عبر فضائية سي بي سي بإنتاج ضخم وشكل مختلف، على نفس وتيرة برنامج جون ستيورات «المذيع الأمريكي الشهير»، حيث استخدم البرنامج مسرح «راديو» بمنطقة وسط البلد بعد تجديده؛ ليستوعب العشرات من الجماهير التي بدأت المشاركة في البرنامج في شكله الجديد.

download (3)

الحلقة الأولى على سي بي سي استهلها يوسف بالسخرية من طاقم القناة بالكامل، وقبل أن يتم استخدام اسمه بعد إذاعة الحلقة وانتقاد قبوله عرض البرنامج على قناة «فلول» كما كان يشاع آنذاك، الأمر الذي عرضه للمتاعب ولبلاغات تتهمه بالسب والقذف من قبل عماد أديب مقدم برنامج «بهدوء» على نفس القناة، بسبب سخرية باسم اللاذعة.

download (4)
اتسعت القاعدة الجماهيرية لمشاهدي برنامج البرنامج، وكانت الساعة 11 من مساء كل جمعة، تمثل التفاف عموم الجماهير في المنازل وعلى المقاهي حول الشاشة لمشاهدة البرنامج، وخاصة بعد تركيز يوسف في تناول «مشروع النهضة» وقيادات جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية والقنوات الدينية بالسخرية.

download (5)

هذا البرنامج: هزلي – غير حقيقي – غير موضوعي

لم يذع من الموسم الثالث الذي بدأ في 25 أكتوبر الماضي، وتحديدًا عقب ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بالرئيس السابق مرسي، وبعد فترة اختفاء ثانية لباسم، سوى حلقة واحدة، بدأها بمقدمة مكتوبة قبل التتر تقول: إن البرنامج هزلي وغير حقيقي وللكبار فقط.

الحلقة مثار الجدل ضمت أغنية وعرضًا راقصًا ساخرًا حكى الفترة التي مرت على مصر منذ تولي حكم جماعة الإخوان المسلمين، وحتى تولي الرئيس الحالي عدلي منصور رئاسة الجمهورية، وتطرق يوسف بالطبع وكعادته لانتقاد النظام الحاكم في مصر، وشدد في السخرية على الاختلاف الذي يعيشه المجتمع المصري في الفترة الحالية حول وصف ثورة 30 يونيو بـ«الانقلاب العسكري».

download (6)
وعلى الرغم من أن «باسم» ختم الحلقة بفقرة تكلم خلالها بجدية بعكس «رتم» البرنامج عن الضغط الذي تعرض له البرنامج كي يعود، وعن المجتمع الذي يعيش في ترقب وخوف وقلق من أن تقال الحقيقة، واختتم البرنامج بمشهد اليد الخفية التي تكتم فمه.

download (7)

واليوم، رحل باسم يوسف رسميًّا عن «سي بي سي»، لكن ربما تشهد الأيام القليلة المقبلة، عودة الإعلامي الساخر لمحبيه، ولكن عبر إحدى الفضائيات الأخرى.

المصدر 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى