أخبار العالم

بالعمة والكاكولا.. الشيخ الأزهري عريس في الكوشة

4مرتديًا زيه الأزهري الكامل، العمامة الأزهرية الحمراء، والكاكولا السوداء، ظهر الشيخ الأزهري “خالد أحمد”، من محافظة البحيرة، في حفل زفافه متحديًا النظرة النمطية للشيوخ، ومعلنًا أن الأزهر، وزيه، مازالا موجودين، وشامخين، يمكن الفخر بهما، حتى في ليلة العمر.

“حبيت أعبر عن فخري بانتمائي للأزهر الشريف، وتوصيل رسالة، بأن الأزهر مازال موجودًا وسيظل باقيا إلى ما شاء الله”. بهذه الكلمات فسر الشيخ خالد، 24 سنة خطيب مسجد، إقدامه على هذه الخطوة الجريئة في حفل زفافه، وارتداء الزي الأزهري التقليدي، ليصبح الشاب “الوسيم”، محور اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي.

قال الشيخ خالد، ابن مدينة إدكو، بالبحيرة: “أقدمت على هذه الخطوة، وأنا مقتنع بها تمامًا، ووضعت في حسباني إمكانية تعرضي لانتقادات، ولكن لم أخشاها، فقد اعتدت خوض التحديات والمعارك والكفاح من أجل الوصول لأهدافي وتحقيق أفكاري التي أؤمن بها”.

ويضيف: “جانب كبير من الفضل في نجاح الفكرة، وتنفيذها، يعود لزوجتي وشريكة حياتي التي تحمست وشجعتني على تنفيذها، فمنحتني مزيدًا من الثقة”.

ويستطرد: “أنا مثل أي شاب وكذلك زوجتي، حرصنا على أن نفرح في ليلة عرسنا، وأن نوثقها لنتذكرها بتفاصيلها فأقمنا حفل الزفاف بقاعة مناسبات أحد المساجد، واستعنا بفريق للإنشاد الديني، وعقدنا جلسة تصوير مثل أي عروسين”.

وعن ردود أفعال زملائه يقول الشيخ خالد: “الحمد لله ردود الأفعال جاءت إيجابية أكثر مما توقعت، ولم تقتصر على الدائرة المحيطة بي فحسب، فبعد أن انتشرت صور زفافي، جاءتني المئات من رسائل الدعم والتشجيع من بلدان عديدة في مختلف أنحاء العالم، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على قيمة الأزهر الشريف، ومكانته في قلوب المسلمين”.

هشام محمود، أحد زملاء العريس، قال: “عندما شاهدت خالد في زفافه، رجعت بي ذاكرتي عندما كنت أتحدث مع بعض أصدقائي قديمًا، وسألوني عن كيفية احتفالي كطالب علم بزفافي؟ وهو سؤال كثيرًا ما يطرح على -طلابَ العلم-، وكان جوابي: أنني أريد عدة أمور أذكر هنا منها أمرين، الأول: أن يكتب كتابي في الجامع الأزهر الشريف، والثاني: أن أخالف العرف السائد في الملبس المعتاد وأن أجعل الزي الأزهري هو زيّ الفرحة والفخر في هذه المناسبة، ليس الأمر خاصا بي وحدي، ولكنني أردت أن أرى ذلك منتشرًا بين شبابنا الأزهريين، والحمد لله أنني رأيت هذه الصورة اليوم”.

ويوضح الشيخ خالد، أنه في حياته العادية شأنه شأن أي شاب في سنه يرتدي الملابس “الكاجوال”، ولا يجد في ذلك مشكلة، إلا أنه يضع نصب عينيه دائمًا صفته كرجل دين فيحرص على سلوكياته وتصرفاته حتى يكون أهلًا للمهنة المبجلة التي يحملها.

ويحظى الشيخ الشاب، بحب جارف بين أصدقائه وأبناء بلدته، يقول محمد البنا أحد معارف الشيخ: “خالد مثال لرجل الدين المستنير والمعتدل، ودائمًا ما كان خير قدوة للشباب ومثلًا أعلى للشباب في أخلاقه والتزامه وهو صورة مضيئة لما ينبغي أن يكون عليه رجل الدين”.

“مشروع مفسر” عبارة كتبها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بالاستفسار منه عن مقصده أجاب الشيخ خالد: “انهيت دراستي بكلية الدراسات الإسلامية قسم أصول الدين، وأنوي إن شاء الله التبحر في علم التفسير، وأتمنى أن أسير على درب الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي أعظم المفسرين في العصر الحديث”.

وأنهى الشيخ خالد حديثه ، مؤكدًا دور الأزهر ومكانته، وما له من أهمية كبرى في مواجهة فتن هذا العصر، ووقوفه كدرع أمان وحماية في مواجهة الأفكار المتطرفة الهدامة البعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام.

4

 المصدر 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى