ثقافة و فن

بالفيديو.. قصة تكشف سِر تمسك أم كلثوم بـ«المنديل» في جميع حفلاتها

%D8%A3%D9%85 %D9%83%D9%84%D8%AB%D9%88%D9%85

على مدار عقود طويلة، عرف الجمهور أم كلثوم بصوتها البهي الذي يُطل علينا من الراديو أو التلفاز فيطرب مسامعنا، لتصبح أيقونة مستقلة بذاتها، يحمل صوتها كل ألوان الطرب، فتنقلك من الشجن إلى الفرح بحِرفيّة تدفعك للتتفاعل مع كل جملة شعريّة ولحنيّة وكأنها حقيقة واقعة.

عرفها الجمهور أيضًا بملامحها، وتفاعلاتها على المسرح، بتعبيرات وجهها وحركات أيديها التي لم تخل من منديلٍ يصحبها في كل الحفلات، إلا في سنواتها الأولى التي لم تظهر فيها بمنديلها، لكن أحدًا لا يعرف بدايات استخدامها لهذا المنديل، وما السر فيه؟ ويتساءلون هل كان مجرد اكسسوارًا تضيفه إلى أناقتها على المسرح؟ أم أن هناك دوافع أخرى جعلتها تستخدمه وتعتبره أساسيًا كما لو كان آلة موسيقية في فرقتها لا يمكن الإستغناء عنها؟

 

في لقاء إذاعي قديم، وضع المذيع نفسه مكان عشاقها، وقرر أن يسألها عن سر هذا المدنيل الذي رافقها طوال سنوات مجدها، مُتخذًا في البداية الجمهور مدخلاً لسؤاله، بسؤال آخر عن دوره في مشوارها، لتؤكد له أنها أبدًا لم تفقد شعورها بالرهبة من مواجهة جمهورها على المسرح، مهما اكتسبت من خبرة، ومهما وصلت لمجد وشهرة، فربما تبدو على المسرح واثقة، شامخة، لكن في داخلها يسكن التوتر، وكأنه خصص لنفسه بيتًا في قلبها، كلما اقتربت من المواجهة وساعة اللقاء خرج ليلعب دوره ويدفع بدقات قلبها لمستويات أعلى، كطالبٍ مُتجه لامتحانه.

«كل الواحد ما يكبر كل ما يحس بخوف من الجمهور، يعني أنا حاسة إن أنا بمسك منديلي لأن كل ما تترفع الستارة إيديا تعرق، لأني بخاف من الجمهور».

تستكمل الست حديثها عن رهبة لقاء الجمهور، بتأكيدها أنها في بداية مشوارها لم تكن كذلك، أو بمعنى أدق لم تكن بهذه الدرجة من الخوف والقلق «لأن مافيش حاجة، هخاف على إيه!»، لكن شعورها بأنها أصبحت قيمة وقامة كبيرة، وأن الجمهور بات ينتظرها ليطرب مسامعه ويُدندن معها أغانيها كحدثٍ عظيمٍ جلل، بدأ يُشعرها بمسئولية كبيرة تجاهه وتجاه تاريخها، مشيرة إلى أن «الخوف ده احترام للجمهور».

يؤكد هنا المذيع على إجابتها بسؤال مباشر عن المنديل «يعني الفترة اللي حضرتك بدأتي تخافي فيها من الجمهور هي اللي بدأتي فيها تمسكي المنديل؟»، لتكون إجابتها حاسمة تمامًا: «أهو كده، ولحد النهاردة أول ما تتفتح الستارة لازم إيديا تعرق. والناس فاهمين إن المنديل ده بقى حاجة يعني..»، في إشارة إلى اعتقادها بأن الجمهور يعتبر منديلها مجرد اكسسوارًا كزهرة علقتها فتاة في خصلة شعرها.

%D8%A3%D9%85 %D9%83%D9%84%D8%AB%D9%88%D9%85

وعلى سبيل الدعابة قالت كوكب الشرق وهي تضحك «بس هو المنديل اللي بقى حلو. في الأول كان منديل محلاوي»، مشيرة إلى أن فترة غنائها في الموالد لم يكن هناك منديلاً، بل إن أكثر ما كان يميزها هو «العُقال» على رأسها، لكن بعد لقائها بعمالقة التلحين والشعر أمثال الشيخ أبوالعلا حجازي، وكذلك بداية مرحلة الحفلات المباشرة مع الجمهور «حسيت بقى إني لازم أحاسب على الجمهور ده، وأخاف منه وأعمله حساب، لأن المُغني اللي مايعملش للجمهور حساب، الجمهور كمان مايعملوش حساب».

عند هذه النقطة، استغل المذيع فرصة تأكيدها على أهمية الجمهور، ليسألها عن علاقتها به، لتأتي إجابتها سريعة «بحترمه جدًا». ويبدو أنها لم تكن الإجابة التي قصدها المحاور بسؤاله، فأعاد صياغته مرة أخرى: «بتعرفيهم كأشخاص؟ يعني في أشخاص فيهم مميزين؟»، لتأتي إجابتها بـ«لا»، مرفقة بتوضيح «مش كتير، يتعدوا على صوابع الإيد، من كتر ما بشوفهم يعني»، مُعللة ذلك بأنها عندما تبدأ في الغناء لا تتبيّن الناس.

وفي نهاية الحوار أعربت الست عن سعادتها بإمتلاكها جمهور من الشباب، من سن 15 إلى 25 عامًا، مشيرة إلى أنهم قاموا بإجراء إحصاء واكتشفوا خلاله أن 75% من مجموع الحضور شباب أعمارهم تتراوح بين 15 و25 عامًا، «وبعدين بيسمعوا كويس أوي، مابيهرجوش، تلاقي الواحد حاطط إيده على خده كده بيسمع»، على حد قولها.

https://www.youtube.com/watch?v=7GXcrO-u8tk

 

 

المصدر 

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى