أخبار الشرقيةسلايد

بالفيديو والصور : الشرقاوي ” إبراهيم موسى ” بدأ خريج من كلية زراعة الزقازيق و الآن مدرب بوزارة الخارجية السعودية

ibraheem

 

حوار | إيمان سالم

الطموح عادة لبعض الشباب هذه الأيام يكاد ينعدم طبقاً لمعايير الواقع بمصر وتحديداً محافظات الدلتا كمحافظة الشرقية علي وجه الخصوص نظراً لقلة الإمكانيات وعدم إفساح المجال لذوى الخبرة والكفاءة فأهل الثقة يغزون الأسواق حالياً بجدارة , والوراثة ليست علماً بيولوجياً وحسب وانما بمصر لها نصيب وظيفي كأن تورث المناصب والقلادات بالجامعات والمعاهد العليا لأبناء الأساتذه و غيرها من الأمثلة, لكن اليأس لم يهزم الجميع فهناك الشاب الشرقاوي ابن مدينة الزقازيق ” إبراهيم موسي ” , الذي عبر عكس التيار ليصل من جامعة الزقازيق الأقل إمكانيات لتدريب الكفاءات بوزارة الخارجية بالسعودية من خلال تأسيس شركة للإستشارات و التأهيل والعمل بآليات الجوده فى قطاع الأعمال .

بدأت حياته بشكل روتيني كأى شاب الدراسة والتخرج ولكن لم يقف متفرجاً بمسرح الحياة وحسب ولكنه استثمر فى نفسه الكثير والكثير من المعلومات و المعرفة، ولأنه كان مؤمن أن من أهم الإستثمارات هو الإستثمار فى الذات، تخرج من كلية الزراعة – قسم الكيمياء الحيوية – عام 2007، وقرر التسجيل فى دبلومات الدراسات العليا بالكلية فى مجال جودة الأغذية, تأثر إبراهيم بوالده كثيراً الذى كان يعمل بالمجال نفسه، حيث كان ينظر له دوماً كمثل أعلى فى هذا المجال، حيث أن والده كان يعمل مديراً عاماً للبحوث و الجودة فى شركة قها للمنتجات الغذائية و إستشارى للعديد من المصانع فى مجال الأغذية فى الوطن العربى, شغفه بالدراسة والقراءة بعالم جودة الأغذيه لم يوقفه بنطاق إقليمه فقط كما أنه آراد أن يطور فكره من جودة الأغذية فحسب إلى مفهوم إدارة الجودة الشاملة فى العديد من المجالات و الأعمال، وكأي موهوب ظل يبحث عن المجال الذي يعشقة فألتحق بالجامعه الأمريكية بالقاهرة للتسجيل فى دبلومة الدارسات العليا فى مجال إدارة الجودة الشاملة، بل و الحصول على العديد من الدورات المتقدمة فى مجال إدارة الجودة لعدة سنوات.

أثناء دراسته انطلق لسوق العمل ظناً منه انها ستفتح أبوابها علي مصراعيها لتطبيق دراسته ولكن المحاولات الأولي باتت مستحيله لتحقيق ذلك الأمر, ولكن بالمثابرة و التصميم على تطبيق ما درسه و تعلمه فى مجال الجودة و إستناداً على فكرة أن الشباب قد يستطيع أن يثبت ذاته دون الأعتماد على أحد سوى نفسه و أن المرء هو من يصنع طريقه و حلمه بنفسه، قرر إبراهيم الألتحاق فى بداية حياته بأحدى الشركات بالعمل بدون أجر كمتدرب بهدف أن يكتسب الخبرة العملية، ثم تنقل من شركة إلى أخرى أثناء دراسته بالجامعة الأمريكية فى ذات الوقت و تدرج فى الهيكل الوظيفي فى شركات الأغذية فى مصر إلى أن وصل إلى مرتبة رئيس قسم الجودة.

كان إبراهيم دوماً يطمح لتطبيق دراسته فى كل شركة يعمل بها و كان ذلك متمثلأ فى مشروع بحث تخرجه بالجامعة الأمريكية، و الذى كان يتحدث عن إستخدام أدوات تحسين الجودة فى تطبيق مفهوم الـ First Time Right أى تنفيذ العمليات التصنيعية و الخدمية صحيحة من المرة الأولى مما يعمل على توفير التكاليف و رفع قدرة المنشأة أو المؤسسة على المطابقة مع المعاير و الوفاء بمتطلبات العملاء. و كان علي أتم الاستعداد لتقديم مشروع البحث الخاص به للجميع لكي يقوم بتطبيقه ولكن كان دوماً لا يجد ما يصغى إليه نظراً لعدم السماح دوماً للعاملين بحرية الإبداع و التفكير الغير تقليدى و الأكتفاء و حسب بالمهام الروتينية، فأصر إبراهيم على أستكمال تطبيق هذه المشروع بمجهوده الشخصي فى أحدى الشركات و قرر نشره دولياً فى أحدى المجلات العالمية، و بالفعل فى آواخر عام 2013 تم الموافقة على نشر البحث بإحدي المجلات العالمية Gazeta Global magazine التابعة للجمعية الأمريكية للجودة فى واشنطن ASQ، حيث أعتبرها خطوة هامة ببداية الطريق الذي كان يطمح به.

عقب وفاة والد إبراهيم، استقال من العمل فى القطاع الخاص وقرر افتتاح شركة خاصة له رغم ما يعلمه من تحديات سوق العمل خلال الفتره الماضيه والحالية لسوء الأوضاع السياسية والاقتصاديه بمصر ولكن طموحه يأبي الوقوف صامتاً أمام التطبيق العملي , بدأ بالفعل افتتاح شركته voice of Quality , ولكن إداركة الشديد لمعوقات العمل بالتسويق ورأس المال والثقافه داخل الشرقية كان يدفعه للتفكر في طبيعة الشركة كونها أول شركة خاصة لتأهيل الأفراد للعمل بمجال إدارة الجودة , فقرر التنسيق مع شركات كبري داخل مصر و خارجها لتنفيذ برامج تدريبية مشتركة والتسويق للشركة , ومع أولى خطوات الشركه نحو العمل و تحقيقاً لرؤية الشركة، ساهمت الشركة بالشراكه مع أحدى الشركات الإستشارية الكبرى بالمملكة العربية السعودية فى تنفيذ برامج تدريبية بمقر وزارة الخارجية السعودية – بالرياض ضمن مشروع تطبيق مفهوم إدارة الجودة الشاملة بالقطاع الخدمي بالوزارة، حيث قام إبراهيم بتنفيذ أولى البرامج التدريبية بنفسه بمقر وزارة الخارجية السعودية.

نظرت الجامعة الأمريكية إلى إبراهيم كأحد الدارسين لديها بمجال الجودة بعين التقدير و الإحترام نظراً لما حققه من نشر بحث فى الجودة بأحد المجلات الدولية التابعة للجمعية الأمريكية للجودة بواشنطن ASQ، بالإضافة إلى أنه فى سن مبكر قام بتأسيس شركة فى مجال الجودة تساهم بشكل كبير فى نشر المفاهيم الحديثة لعلم الجودة، علاوة على تخطي رؤية الشركة حدود القطر المصري و تنفذ دورات تدريبية فى الجودة فى مقر وزراة الخارجية السعودية… لذا قررت الجامعة الأمريكية فى يناير الماضى لعام 2014 دعوة إبراهيم كضيف شرف فى حفل خريجين الدراسات العليا فى مجال الجودة 2013 – 2014 كـ “ممثل عن الخريجين القدامى” لإلقاء خطاب بالجامعة الأمريكية لنقل تجربته للشباب الخريج و زرع بصيص من الأمل أن بالأجتهاد و تطوير الذات تحقق به طموحاتك و أحلامك.

كما تطرق ابراهيم موسى على هامش الحوار مع ” الشرقية توداى” ، بتوجيه بعض النصائح للشباب الشرقاوى من واقع خبرته ومعايشته لمعاناة كل شاب ببداية حياته قائلاً , حاول بذل مجهود أكثر فى الإستثمار فى ذاتك من خلال العلم و المعرفة و أكتساب الخبرات، لأن منافسة سوق العمل قد تلتهمك إذا ظللت ساكنناً، الديناميكية و الحركة هى أساس الكون، و حاول تفكيك هدفك و حلمك الكبير إلى أهداف صغيرة تحققها واحداً تلو الآخر و تخطى العقبة تلو العقبة و تمسك دوماً بأخلاقك المهنية، حتى تحقق طموحاتك فمرحلة العشرينات هي أهم المراحل بالحياة إما أن تحقق شيء او لا تحقق , واضاف ان تحقيق الذات واثبات النفس اهم الأشياء التي تدفع الشباب للعمل أكثر لرفعة الأوطان .

 

11 12 13

المصدر | الشرقية توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى