أخبار العالم

بروفايل: «جمال».. الوجه الآخر لإخوان «البنا»

8756_660_195341_0

ارتبط اسمه بالجماعة رغم اختلافه فكرياً وتنظيمياً عنها. تعرض للسجن فى قضايا حل الإخوان باعتباره شقيق مؤسس التنظيم. بدأ عماليا اشتراكيا رافضا للسيطرة على المرأة، متوقعا فشل أى تجربة إسلامية فى الحكم، وانتهى أمس مفكراً إسلامياً ليبرالياً يكتب آراءه وينشرها فى الصحف المصرية. جمال البنا، الشقيق الأصغر لحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، رحل عن عالمنا أمس عن عمر ناهز الثالثة والتسعين بعد رحلة مرض ليست بالقصيرة.

نشأ «جمال» محباً للحرية، كارهاً للكهنوت، متعدد المواهب، مجدداً فى الفكر والخطاب الدينى، صاحب فكر خصب، دارساً للأدب والشعر وعلم النفس والحركة الاشتراكية والنقابية العمالية، معجباً بالحركات النسائية العالمية. تعرض للاعتقال عام 1948، عقب قرار حل الجماعة. له عدد من الفتاوى الصادمة كـ«الحجاب غير الشرعى» و«الزواج صحيح دون شهود». له ما يقرب من 150 مؤلفاً، منها: «ديمقراطية جديدة» و«ترشيد النهضة» و«نحو فقه جديد» و«الحجاب». كما أسس جمال البنا الاتحاد الإسلامى الدولى للعمل.

كان جمال البنا آخر العنقود من الذكور، ولم يولد من أشقائه بعده إلا فوزية، وكان ضعيفـاً يسير بخطى متثاقلة، ولم يكن يستطيع أن يلعب، وكان المتنفس الوحيد له هو القراءة، ولم يكن مثل شقيقه يتمتع بـ«كاريزما الداعية». انكب على الكتابة والتأليف.. يقول: «أنا كاتب، ومن أراد أن يعرفنى فعليه أن يقرأ كتبى». عاش وحيداً منذ رحيل زوجته عن الحياة عام 1987 ولم ينجب أولاداً، وزادت وحدته بعد رحيل أخته فوزية التى كانت من المقربين إلى قلبه فأسس «مؤسسة فوزية وجمال البنا للثقافة والإعلام الإسلامى». ويمتلك مكتبه تضم 15 ألف كتاب عربى، و3 آلاف كتاب إنجليزى وبها قسم للدوريات يضم 150 مجلة، وبعض الموسوعات والمجموعات القديمة لصحف الإخوان المسلمين من سنة 1936، وأوراقا خطية للإمام الشهيد حسن البنا، والكثير من وثائق الإخوان المسلمين.

يقول عن شقيقه: «لم يكن ليستطيع أن يقدم أكثر مما قدمه؛ لأنه كان منظماً أكثر مما كان منظراً، ولأنه كان قائد جماهير محكوماً بمستواها». ورغم كون أخيه مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فإن «جمال» رفض وصول الإخوان للحكم، قائلاً: «لو دخلت دعوة دينية سلطة الحكم فإن ذلك سيغير من طبيعتها، كما لا يحقق هدفها، وهو الهداية»، مضيفاً: «السلطة جوهر الحكم تفسد القيم، وهى جوهر الأديان وإذا دخلت دعوة إسلامية السلطة فإن السلطة ستفسد الدعوة وتستغلها لصالحها».

ويؤمن جمال البنا بفشل كل محاولات إقامة دولة إسلامية فى العصر الحديث، ضارباً المثل بحكم «الترابى» الذى تربى فى حضن الإخوان وهو الذى أدى إلى انقسام السودان فارتكب أكبر جريمة فى حق السودان دون أن يحقق الهدف وهو تطبيق الشريعة.

المصدر : الوطن

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى