رأي

بسمة القاضى | تكتب : كفي يا زمان

10930880_1640478049518461_8828795329380699882_n

أتينا إليك ونخشاك ، أجل فنقترب منك كل يوم أكثر ونخشي أن تصفعنا كما تعودنا منك ، ظلام يحل بنا عندما نتلقي منك مرارة وآسي ، عندما نبحث في ذاتنا لنراها بالعذاب قدإمتلئت ! ..

في عينيك ضحكات علي أنقاضنا ، كلما بكينا إمتﻷ صدرك راحة أذلية تامة ، آتيناك ونرتعد من غدرك المعتاد ، فلقد أذقتنا فراق الأحبة وبالسعادة نحن غافلون ! ..

نسمع صوت الآهات تكاد تخترق صفو القلوب ونقائها ، نعجز عن العيش حياة دون أن تمسنا من أوجاعك ، دون أن نصطدم بصخور لا ترأف بعابرها ، في حزننا نتمني أن تكف عما تفعل بنا ، لكنك كمن صارت ملذاته نابعة من بحر الأحزان ..

كلما إقتربنا منك أكثر كلما كانت بداية نهايتنا وفي كل مرة بكاء من نوع فريد ، فما علينا سوي أن نعيش وننتظر مفاجآتك من الشجون ، فكيف لا نخشي زماننا ؟! كيف لا نخاف علي ما تبقي بنا من نقاء نخاف أن نهدره ونفقده حقا ؟!

لا تسألني عن أفراحي ، لإني قد ألقيت بها من أعلي مكان لتحتضر هي الآخري كما احتضر كل شيء بحياتنا ؛ نستيقظ علي صوتك ينبهنا بأن الحزن قد حان وقته ، لنحزن قبل أن يأتينا نفقد طيبتنا وبساطتنا ..

نخشاك فنبكي لنجد أنفسنا داخل دائرة مغلقة ، نكاد نختنق كطائر بقفص قيدت حريته ، كمسجون سلبت آدميته وعاش في صراع مع أيامه ، فكفي يا زمان عما تفعله بنا لقد محوت شهد الأفراح ، لقد حفرت كلمات الآسي بوجداننا ، قلوبنا لم تعد تتحمل وأعيننا بالدمع فاضت ، فإن طال حالك فسترانا أجسادا مجوفة ، سترانا بلا أرواح ، بلا معالم ووجود

المصدر | الشرقية توداى

زر الذهاب إلى الأعلى