بسمة القاضى | تكتب : كفي يا زمان
أتينا إليك ونخشاك ، أجل فنقترب منك كل يوم أكثر ونخشي أن تصفعنا كما تعودنا منك ، ظلام يحل بنا عندما نتلقي منك مرارة وآسي ، عندما نبحث في ذاتنا لنراها بالعذاب قدإمتلئت ! ..
في عينيك ضحكات علي أنقاضنا ، كلما بكينا إمتﻷ صدرك راحة أذلية تامة ، آتيناك ونرتعد من غدرك المعتاد ، فلقد أذقتنا فراق الأحبة وبالسعادة نحن غافلون ! ..
نسمع صوت الآهات تكاد تخترق صفو القلوب ونقائها ، نعجز عن العيش حياة دون أن تمسنا من أوجاعك ، دون أن نصطدم بصخور لا ترأف بعابرها ، في حزننا نتمني أن تكف عما تفعل بنا ، لكنك كمن صارت ملذاته نابعة من بحر الأحزان ..
كلما إقتربنا منك أكثر كلما كانت بداية نهايتنا وفي كل مرة بكاء من نوع فريد ، فما علينا سوي أن نعيش وننتظر مفاجآتك من الشجون ، فكيف لا نخشي زماننا ؟! كيف لا نخاف علي ما تبقي بنا من نقاء نخاف أن نهدره ونفقده حقا ؟!
لا تسألني عن أفراحي ، لإني قد ألقيت بها من أعلي مكان لتحتضر هي الآخري كما احتضر كل شيء بحياتنا ؛ نستيقظ علي صوتك ينبهنا بأن الحزن قد حان وقته ، لنحزن قبل أن يأتينا نفقد طيبتنا وبساطتنا ..
نخشاك فنبكي لنجد أنفسنا داخل دائرة مغلقة ، نكاد نختنق كطائر بقفص قيدت حريته ، كمسجون سلبت آدميته وعاش في صراع مع أيامه ، فكفي يا زمان عما تفعله بنا لقد محوت شهد الأفراح ، لقد حفرت كلمات الآسي بوجداننا ، قلوبنا لم تعد تتحمل وأعيننا بالدمع فاضت ، فإن طال حالك فسترانا أجسادا مجوفة ، سترانا بلا أرواح ، بلا معالم ووجود
المصدر | الشرقية توداى