مقالات

بسمة القاضى تكتب | وجوه مستعارة

 

بسمة القاضى

عابسون نحن أم غافلون ، يخيل لنا أننا نعيش وسط أناس يحملون وجوه متعددة أم حقاً أصبحنا نهوي الخداع الدائم وكأننا نفرح بهذا وكأننا مدركون ، ولكن نتكاسل في السعي لمعرفة الحقيقة ؟
حياتنا عنوان لسيناريو ألفه مؤلف مجهول وأخرجته أيام وليال طوال وأتقن تمثيله أشخاص عشقوا بالفعل دور البطولة المطلقة ، فلعبوا أدوارا محكمة يا لروعتها كما ينظرون ويا لحقارتها كما ننظر لها .

أدوار أطاحت بطيبة من نحيا حولهم ونعيش علي أنقاض ضحكاتهم الذائبة التي إختفت معالمها من أرض الحياة فلم يعد لها وجوه كأشباحٍ لا وجود لها .


إرتدوا أقنعة زينوها بالصدق والإخلاص والتضحية ، أحبوا تلك الوجوه الخادعة وهم يفرحون ، وفي دموع من أمامهم تولد ضحكات وضحكات تكاد تخترق العالم من شدة صداها المزعج .


يأكلون ويمرحون ويعيشون هنا وهناك ولم يشعروا للحظة قط أن دورهم قد أبرز فشلاً بارزاً في الحياة وأصبحوا يحصدون وجوه مستعارة يوماً بعد آخر .


أتعلمون أن تلك الأقنعة المستعارة هو هروب مرتاديها وأن تلك الأدوار التي يتحايلون عليها دليل علي ضعف وقلة إظهار مواهبهم الحقيقية وسط أُناس إستطاعوا حقاً أن يُظهروا ما بداخلهم دون رياء أو مجال لتمثيل هابط .


ففي سلسلة متواصلة من الخداع يتظاهر أُناس أمام آخرون ! ويحصلون علي ملذاتهم من أحزانهم ، فهم لا يشعرون ما يفعلون ، فلو وقفوا لوقت وجيز أمام مرآة لإكتشفوا حقيقة أنفسهم الضعيفة الهشة المجوفة من الداخل .


فمن يتظاهر بأن له وجه واحد وبداخله آلف قناع ، سيرده الزمان خائباً ويأتي اليوم كي يحصل علي لقب ” ممثل لا يهوي التمثيل ” ، فأعلم أن تظاهرك بوجهٍ كريم وأنت بداخلك شر دفين ، خير من أن تُظهر المحبة وعلي وجهك أقنعة قد سقطت حقاً مع نهاية عرضك الخادع ، فقد تحسب أنك الأفضل ولكنك ستكون الأقبح مهما إرتديت من أقنعة وهمية  .

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأى صاحبها ولا تعبر عن رأى الشرقية توداى

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى