عالم السيارات

بعد أكثر من 50 عاماآلة الزمن الإنجليزية تعيد چاجوار E-Type للحياة

Jaguar_LWE_Tracking_0100

من قال أن ما فات لا يمكن استرجاعه!.. هذه المقولة ربما تكون صحيحة عند غالبية الناس ولكنها عند چاجوار عارية تماما من الصحة، فالشركة قامت بخطوة «مثيرة للإعجاب» استرجعت بها الماضى.

وتحديدا منذ اكثر من 50 عاما فيما يشبه ركوب آلة الزمن حيث قامت بإعادة إحياء واحدة من اكثر سياراتها تميزا على الإطلاق وهى E-Type ذات الوزن الخفيف، ما يثير الحماسة فى الموضوع جوانب عدة أولها أن بإمكان زبائن محدودين فقط امتلاك سيارة جديدة تخرج من المصنع مباشرة اليهم ويعود تاريخ تصميمها للستينيات، الأمر الآخر أن 6 سيارات فقط من هذه الفئة سوف يتم إنتاجها لنعرف أن هذا الحدث الذى أعلنت عنه چاجوار منذ فترة وقدمت باكورة إنتاجها منه فى Pebble Beach الاخير يضاف إلى تاريخ الشركة الانجليزية التى أحيت الماضى بلا جدال.. ثمانى عشرة سيارة فقط من طراز Lightweight E-Type كان من المقرر إنتاجها فى 1963.

إلا أن ما ظهر للعالم وقتها كان إثنى عشرة سيارة فقط وتبقت منذ هذا التاريخ ست سيارات غائبة لم ترى النور حتى جاء قطاع العمليات الخاصة فى چاجوار-لاندروڤر ليجعل هذا الطراز يولد من جديد وتحصل من خلاله السيارات المتبقية على أرقام الشاسيهات التى كان من المقرر أن تحملها فى الستينيات ويقول ديريك ويل مدير الأعمال التراثية للشركة: «إنه مشروع مثير جدا للشركة فسيارة E-Type هى سيارة أسطورية ويعتبر طراز Lightweight E-Type بالذات هو أكثر الطرازات المرغوب فيها.

فها نحن بعد حوالى 50 سنة يتاح لنا استكمال باقة الإنتاج المكونة من 18 سيارة».. هذا الطراز تحديدا اتسم بمواصفات يمكن وصفها بأنها سابقة لزمنها فمعظم أجزاء السيارة تم تصنيعها من الألومنيوم وهو الأمر الذى أدى لانخفاض وزنها بمقدار 114 كجم مقارنة بطراز E-Type القياسى حيث يصل وزن السيارة الخفيفة الى الطن فقط بالرغم من تزويدها بقفص حماية، فهيكل السيارة من غطاء محرك وسقف وأبواب بل وحتى كتلة المحرك تم تصنيعها بالكامل من الالومنيوم وهو ما ادى الى توفير الوزن الذى تم ذكره، رغم ان السيارة تعود الى القرن العشرين الى ان الشركة استخدمت معها احدث التقنيات لتقدم الستة نماذج المتبقية بصورة طبق الاصل تماما كما كانت عليه السيارة فى الستينيات حيث جرى استخدام جهاز ماسح الكترونى يقوم برسم ما يشبه خريطة رقمية لكل تفاصيل السيارة بحيث يتمكن الفنيون والمهندسون من صناعة كافة أجزاء السيارة المفردة التى تصل إلى 230 مكونا، ومن هنا يأتى تصنيع السيارة بعناية فائقة يدويا وهو الأمر الذى يمنحها قيمة مضافة بجانب العناية بكافة التفاصيل الداخلية فى المقصورة التى يتاح للعملاء تحديد متطلباتهم الخاصة فيما يتعلق باللمسات الداخلية والخارجية والطلاء والألوان.

حتى المحرك لم يتم تقديم اى تعديل تقنى فيه بل قامت الشركة بالاستعانة بالمحرك ذى الست أسطوانات الذى تبلغ سعته 3800 سى سى والذى تصل قوته إلى 340 حصانا عند 6500 د.ق مع عزم يبلغ 380 نيوتن متر عند 4500 د.ق ويجب الإشارة الى ان هذا المحرك تحديدا قد جرى منحه لطرازات D و C-Type التى شاركت وفازت فى سباقات Le Mans فى الخمسينيات.

كما قامت الشركة باستخدام علبة التروس المكونة من اربع نسب متقاربة ومتزامنة فى هذا الطراز دون وضع أى لمسات أو تغييرات يمكن أن تعكر صفو الماضى بل حافظ أيضا المهندسون على مقاس العجلات التى جاءت بقياس 15 بوصة وتم سبكها من المغنيزيوم.. ولم تقم چاجوار بصنع هذا الطراز لعرضه للبيع إلا بعد التأكد من مدى فاعليته وجاهزيته عن طريق السيارة رقم «صفر» التى تم تصنيعها كطراز أولى بدون رقم شاسيه لاختبار مدى كفاءة وقدرة السيارة قبل تصنيع الست نماذج المتبقية.

وحتى لا يتم الخلط بين طراز Lightweight E-Type الذى سيبلغ حجم إنتاجه 18 سيارة كما كان مقررا فإن الطراز القياسى منه تخطى حجم الإنتاج منه 75 ألف سيارة وهذا ما يشكل الفارق بينه وبين هذه النسخ المحدودة، وكعادة الشركات الكبرى فإن چاجوار توفر للزبائن المحظوظين الذين سيمتلكون الست سيارات المتبقية خدمة الصيانة والعناية بهذا الطراز التاريخى الذى سيتذكره العالم من خلال شركة عادت بالزمن للوراء لتقدم للعالم تحفة ثمينة قادمة من القرن العشرين

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى