ثقافة و فن

بعد اشتداد الأزمة بين الفضائيات وشركات الإنتاج سوق الدراما المصرية محلك سر

بعد اشتداد الأزمة

من سوق الدراما العام الماضى من عنق زجاجة الأزمة الأقتصادية متأثرا بهبوط حاد فى الانتاج، وتراجع ملحوظ فى عدد المسلسلات، كان له اسباب كثيرة، من بينها عدم وفاء القنوات الفضائية وشركات الاعلانات داخليا وخارجيا بالتزماتها، فهل تحسنت الظروف هذا العام ام أن الدراما سوف تعود مجددا الى مأساتها لتبدأ معركة جديدة من الشد والجذب.

الشروق استطلعت آراء عدد من منتجى الدراما الذين سوف يدخلون المنافسة هذا العام فى هذا التحقيق.

المنتج جمال العدل يرى أن الأزمة مازالت قائمة، ويقول: للأسف لم تتحسن الأمور هذا العام، وحتى الآن بالطبع فالوضع على ما هو عليه وأصحاب القنوات الذين دفعوا ثمن المسلسلات مازالوا هم وحدهم الذين يدفعون. أما الآخرون فمازالوا متعثرين فى السداد ومازالت الأمور لم تتحسن، للأسف وانت تعلم اننا نعمل فى منتج لا يمكن أن ينتظر ولا يمكن فى نفس الوقت أن تبيع فقط لمن يدفع وان ترفض البيع للمتعثر لأنك سوف تخسر أكثر عندما تتجاهل القنوات التى تتعثر الآن مستقبلا، وطالما قررت عرض منتجك فى رمضان فأنت امام خيارين اما أن تبيع للجميع أو لا تبيع لأحد مطلقا مثلما فعل المنتج محمد فوزى العام قبل الماضى وهناك خطورة اكبر عند ترك المسلسل الى العام القادم، فأنت لا تعرف مدى سوء الوضع مستقبلا ولا يوجد اى ضمانة لتحسن الأوضاع، وفى نفس الوقت ربما يتعامل معك البعض على انك تملك بضاعة قديمة ووقتها لن تحقق ما ترنو اليه.

ويضيف العدل، الذى يقدم هذا العام مسلسل الداعية: لابد أن يدرك الجميع اننا نعمل فى صناعة متكاملة لا تقوم على نجوم الفن فقط فهى صناعة احد اطرافها يسرا وعادل امام وليسا كل شىء وهناك مهن متداخلة يعمل فيها آلاف وربما ملايين من المصريين ويفتحون بيوتهم من وراء هذه المهنة وبالتالى نحتاج الى دعم ومساندة من الجميع، ونحن من الصعب الا نوجد فى الموسم انتاجيا، صحيح اننا كان لدينا العام الماضى مسلسلان وهذا العام لدينا مسلسل واحد لكن فى النهاية لا يمكن أن نغيب لأننا نتحمل المسئولية مع شركات اخرى رغم اننا ندرك أن الانتاج فى هذه المرحلة مغامرة ومخاطرة كبيرة خاصة أن بعض المحطات تحاول أن تستغل الوضع الحالى وتقدم اسعارا اقل، والحقيقة اننى لا اريد أن ارمى الكرة كلها فى ملعب المحطات الفضائية لأنها تعانى ايضا من خلال عدم وفاء شركات الاعلانات بحقوقها وتراجع وكالات ومعلنين كبار عن السوق بسبب الركود الكبير الذى نعيشه للأسف ويكفى أن تعلم أن التليفزيون المصرى الذى يملك كوادر تكفى للعمل فى كل المحطات فى الوطن العربى لا يستطيع انتاج مسلسل واحد كبير والحقيقة أن الوضع صعب جدا واتمنى أن تظل الشركات على ثباتها وان كنت اتوقع أن يتراجع البعض نظرا لهذه الظروف وربنا يستر.

المنتج ممدوح شاهين هو الآخر يرى أن الوضع متأزم ولم يحدث فيه اى انفراجة ويقول: الوضع هذا العام أسوأ من العام الماضى ومازلنا نعمل فى السوق لأننا نشعر بالمسئولية ونعتبر ذلك واجبا علينا فقد سبق أن كسبنا كثيرا فيما مضى، وبالتالى لن نفعل مثل الذين انسحبوا وهم يرفعون شعار المكسب الدائم، ولكننا نعى أن هناك بيوتا مفتوحة من وراء هذه المهنة ونثق أن الله سوف يقف بجانبنا، خاصة أننا نعلم أن الفضائيات معذورة وأنها تشترى بالآجل وكمية الاعلانات التى كانت تتدفق على هذه القنوات ليست كما كانت وهناك شركات ورعاة كبار رفعوا ايديهم من سوق الاعلانات والحكاية كلها معقدة بسبب الظروف التى تمر بها الدولة ونحن جزء  من هذا الوطن واتوقع أن تزول الغمة فى المرحلة المقبلة ان شاء الله، خاصة وان الجميع يتفهم ما نمر به الآن وفى النهاية نحن نعمل رغم الخسارة المتوقعة لكننا واثقون من زوال الغمة.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى