ثقافة و فن

بعد رحيل الإسلاميين المادة الخصبة لـ”البرنامج”.. باسم في مواجهة شعبية السيسي

باسم

بعد رحيل جماعة الإخوان عن الحكم، التي لاقت انتقادات كثيرة، من الساخر باسم يوسف في برنامجه «البرنامج»، الجدل مازال مستمرا، حول المحتوى الذي سيقدمه باسم بعد عودته.

محتوى «البرنامج» الجديد الذي سيقدمه باسم يوسف في برنامجه بعد عودته، تباينت حوله الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كثرت التوقعات، وأصبح السؤال الأكثر تداولا، هو: «ما الذي سيقدمه البرنامج، وخاصة بعد اختفاء رموز جماعة الإخوان، الذين وصفهم باسم يوسف بالمادة الخصبة لبرنامجه، من المشهد السياسي؟».

تعددت الإجابات، وانقسم أصحابها إلى فريقين؛ الأول من مؤيدي التيار الإسلامي، والذين عبروا عن رفضهم، خلال فترة حكم الرئيس المعزول مرسي، لمحتوى البرنامج الذي يقدمه باسم يوسف، والآن يرون أنه لن يجرؤ على انتقاد النظام الجديد بنفس الشكل الذي كان ينتقد به النظام السابق، وأنه في ظل ما وصفوه بحملة تكميم الأفواه، التي يمارسها النظام الحالي ضد أي معارض، سيُحظر على البرنامج تناول الواقع السياسي الحالي، وسيتم الاكتفاء بالتركيز على الواقع الاجتماعي والرياضي والفني فقط.

أما الفريق الثاني، فيمثله محبو باسم يوسف، فيرون، أن النظام الحالي سيسمح للبرنامج بتناول الأوضاع السياسية، وانتقاد من في السلطة، ولكن بحدود، مؤكدين أنه يمكن السخرية من أي رمز أو أي مؤسسة، باستثناء المؤسسة العسكرية، ومن يمثلها، لأن مهمتها الحالية التي تقوم بها، والمتمثلة في محاربة ما وصفوه بـ«الإرهاب»، لا تستدعي إثارة الشكوك حول أدائها، وبالتالي فالحديث والسخرية منها، بمثابة خط أحمر لا يجب تجاوزه.

وحول غياب برنامج باسم يوسف عن شاشة «CBC»، انقسم مؤيدو باسم يوسف ومعارضوه على مواقع التواصل الاجتماعي، عن السبب الحقيقي لغياب البرنامج، فرأى البعض ممن ينتمون للتيار الإسلامي، وكانوا يعارضون محتوى البرنامج، خلال فترة حكم الرئيس السابق مرسي، أن دور الإعلامي الساخر، المُحدد له، والمتمثل في تشويه الإسلاميين قد انتهى، وأنه لن يُسمح له بالظهور مرة أخرى، في حين رأى البعض الآخر، ممن أيدوا البرنامج، وانتقاده للنظام السابق، أن غيابه يرجع إلى الأوضاع والظروف الصعبة التي كانت تمر بها مصر، والتي كانت لا تسمح بالسخرية، وأنه بمجرد انتهاء هذه الأوضاع سوف يعود مرة أخرى.

لكن موقف الإعلامي الساخر، مازال غير واضح، فعلى الرغم من أنه كثيرا ما انتقد التعامل الأمني مع مؤيدي الرئيس المخلوع مرسي، في عدد من مقالاته بجريدة «الشروق»، وعلى الرغم من أنه أعلن من قبل في تغريدة له علي موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، أنه لا يوجد لديه مانع من السخرية من السيسي، قائلا: «اوعدكم لو السيسي قال درنك و درايفينج اكيد حييجي في البرنامج، قلتلكم التحدي صعب»، وعلي الرغم أيضا من أنه هاجم من قبل المؤسسة العسكرية، ورموزها، وسخر منها، خلال المرحلة الإنتقالية الأولي، إلا أنه مازال هناك تحديا آخر قد يمنعه من ذلك، وهو التأييد الشعبي الكبير لنظام ما بعد 30 يونيو، وخارطة الطريق، وهو ما قد يمنعه من انتقاده، خوفا من أن يؤثر ذلك على شعبيته.

وينتظر الجميع بترقب، الحلقة الأولى من برنامج «البرنامج»، والتي من المُنتظر أن تُذاع على فضائية «CBC»، يوم الجمعة المقبل، والتي سترسم الخوط العريضة، التي سيسير عليها باسم يوسف في برنامجه، خلال الفترة القادمة.
المصدر 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى