أخبار العالم

بعض المؤرخين ردًا على تصريح يوسف زيدان الأخير : صلاح الدين وقف له الغرب قبل الشرق احترامًا

%D8%A8%D8%B9%D8%B6

هاجم عدد من أساتذة التاريخ، الكاتب يوسف زيدان بعد تصريحاته بأن «صلاح الدين الأيوبي من أحقر الشخصيات التاريخية» مؤكدين أنه واحد من أعظم وأهم القادة في التاريخ الإسلامي.

كان الروائي يوسف زيدان وصف صلاح الدين الأيوبي بـ واحد من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني خلال استضافته ببرنامج «كل يوم » الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، موضحًا أن صلاح الدين الأيوبي حرق مكتبة القصر الكبير التي كانت إحدى أهم المكتبات في العالم بدعوة سياسية معتادة حتى الآن وهي مواجهة الفكر الشيعي.

وقال الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الأزهر ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية أن الحكم المطلق على أي شخصية تاريخية هو خطأ خاصة وأن لكل شخصية في التاريخ لها ما لها وعليها ما عليها.

وأوضح أستاذ التاريخ الإسلامي في تصريحات خاصة أن صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في العصور الوسطى لم يحرق أي مكتبة تابعة للفاطميين مثلما زعم «زيدان» وإنما تم عرض ما بالمكتبة للبيع بعد انتقاء المؤلفات والمخطوطات المهمة بواسطة مساعدي صلاح الدين.

وأضاف: «عرضت المكتبة للبيع لمدة 10 سنوات بعد أن قام القاضي الفاضل بانتقاء 100 ألف مجلد من المكتبة، والعماد الكاتب الأصفهاني بانتقاء 100 ألف مجلد آخرين وهما المساعدين لصلاح الدين الأيوبي»”.

قال الدكتور محمد عفيفي، رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة السابق، إن وصف يوسف زيدان لشخصية صلاح الدين الأيوبي بأنها الأحقر تدل على الانحياز. مشيرًا إلى أن «زيدان يحب اختراع معارك وهمية حتى يكون موجودا في الصورة، وظهر ذلك بعدما اقتطع جزءا صغيرا من سيرة صلاح الدين الأيوبي عن تعامله مع الشيعة لتصدير فكرة سيئة عن الشخصية التاريخية».

وأضاف «عفيفي» في تصريح خاص : «أي شخصية تاريخية لها ما لها وعليها ما عليها، فليس منطقيا الحكم على شخصية تاريخية سيرتها كبيرة كصلاح الدين الأيوبي من خلال موقف واحد».

وأوضح رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة، أن المؤرخ لا يستخدم مثل هذه اللغة وعبارات أحقر وأسو وأفضل وإنما هي أقرب ما تكون إلي “نميمة القهاوي”.

فيما قال الأثري والكاتب سامح الزهار، إنه “من الطبيعي أن يكون هناك اختلافا حول أي شخصية تاريخية ما بين مؤيد ومعارض لسياسات تلك الشخصية وتصرفاتها، والأمر في حالة القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي كذلك أو قد يكون أكثر إثارة نظراً لثراء حياته بالأحداث والمتغيرات”.

واستطرد: «أرى أنه لا قدسية لأي شخصية تاريخية وعلى مر التاريخ يختلف المؤرخون حول طبيعة تلك الشخصيات».

وأضاف الزهار: «الخلاف مع زيدان ليس له علاقة بشخص صلاح الدين، فزيدان له الحق في إبداء رأيه الذي لا يعتد به كونه غير متخصص فرأيه يحسب على آراء العامة وللعوام فيما يقولون مذاهب، ولكن ليس له الحق في أن يسب صلاح الدين ويصفه بما وصفه من كلمات تدل على سطحية الحوار بشكل ركيك ومفتعل».

وتابع : «الحوار ليس له محل من الإعراب في سياق الحلقة خاصة وأن الأمر جاء بشكل مريب، فلم ينزعج من هذا محاوره ولكنه قبل الأمر بإعجاب لافت للنظر دون نقاش».

وأوضح الأثري أن صلاح الدين الأيوبي شخصية تاريخية يقف لها الغرب قبل الشرق احتراماً، وهو واحد من أعظم وأهم القادة في التاريخ الإسلامي قاطبةً، وقد شهد له أعداؤه قبل محبيه وذلك لأخلاقه حتى مع الأعداء، والهالة التي يحاول البعض أن يحيط صلاح الدين بها من طريقة تعامله مع الفاطميين هي أمر كان له طبيعة سياسية في زمنه وخروج النص عن السياق التاريخي أمر عبثي فكل عصر له ظروفه ومتغيراته ومن يرجع إلى المصادر التاريخية الموثوق بها يجد أن صلاح الدين هو نموذج للقائد العربي المسلم كما ينبغي أن يكون”.

وتابع قائلًا : «أري أن مغازلة الصهاينة المستمرة من البعض بالحديث عن أحقيتهم المزعومة في القدس وأن المسجد الأقصى الذي نعرفه لم يكن المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم ويمكن التهاون في ذلك وسب صلاح الدين هي أمور تستدعي المراجعة».

وأشاد «زيدان» في سياق هجومه على صلاح الدين، بـاليهودي «موسى بن ميمون» طبيب صلاح الدين الخاص، واعتبره مؤسس الفكر اليهودي.

وأشار الزهار إلى أن “سب زيدان لصلاح الدين وحديثه عن القدس ربما يكون مسلكاً إلى الجوائز الدولية الرفيعة أو تسويقاً أدبيا لكن تلك التوصيفات أمور لا يعتد بها لا علمياً ولا أخلاقياً”.

واختتم الكاتب سامح الزهار، حديثه بـ« أرى أن زيدان افتقد كياسة السرد وأمانة الطرح».

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى