ثقافة و فن

تامر حسنى: حبى للأطفال دفعنى لاكتشاف مواهبهم

2016-635891705013152286-315_608x403

المطرب تامر حسنى سعيد جدا بمشاركته فى برنامج اكتشاف المواهب the voice kids حيث يرى أن هناك مواهب غنائية صغيرة تستحق بالفعل تسليط الضوء عليها، وذلك من خلال البرنامج الذى رحب بهذه النوعية من المواهب، كما يحدثنا فى هذا الحوار عن آخر أعماله السينمائية فيلم «أهواك» والذى حقق نجاحا ساحقا، حين عرضه حتى وصل إلى أعلى إيراد يومى فى تاريخ السينما المصرية، وهذا النجاح لم يقتصر على مصر فقط، بل فى البلدان العربية أيضا، حتى وصل الأمر إلى استمرار عرض الفيلم لمدة 24ساعة فى قاعات دبى يتحدث لنا عن تفاصيله، وعن سبب غيابه عن السينما لمدة 3 أعوام تقريبا، وعن رأيه فى نوعية الأفلام الشعبية التى انتشرت مؤخرا، كذلك رأيه فى الحملات المقامة ضد المنتج محمد السبكى، وأخيرا عن سبب تغير نظرته فى الحياة مؤخرا وإليكم تفاصيل الحوار:

– عُرض عليك من قبل المشاركة فى برامج اكتشاف المواهب كعضو لجنة تحكيم ولكنك اعتذرت عنها أكثر من مرة فما السر وراء قبولك برنامج the voice kids تحديدا؟
هذا صحيح ولكن برنامج the voice kids يعد حالة خاصة بالنسبة لى فقد قبلت المشاركة فى البرنامج بسبب حبى للأطفال وخاصة الأطفال الموهوبين فهناك مواهب صغيرة تستحق بالفعل تسليط الضوء، أما عن اعتذارى سابقا عن برامج اكتشاف المواهب فالسبب وراء ذلك هو أننى لا أحب أن أحكم على مواهب شبابية قريبة من سنى، لذلك سعيد جدا بالمشاركة في the voice kids وسعيد بردود الأفعال حول المواهب وأتمنى لهم مستقبلا مشرقا حافلا بالنجاحات.

– كان آخر أعمالك السينمائية فيلم “أهواك” والذى حقق نجاحا ساحقا فور عرضه حتى وصل لأعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية. فلماذا فيلم “أهواك” تحديدا الذى قررت أن تعود به للسينما بعد غياب أكثر من ثلاث سنوات تقريبا؟

من الجزئيات المهمة التى حمستنى لأداء دور شريف فى فيلم “أهواك” هو أننى أريد تسليط الضوء على المرأة فى مجتمعنا الشرقي، وخاصة أنها كائن غال جدا، سواء كانت مطلقة أو متزوجة، لأن هناك الكثير فى مجتمعنا العربى ينظر للمرأة المطلقة نظرة صعبة جدا، وتلك النظرة غير صحيحة، وغير آدمية وفيها عدم تكريم لإنسانة ضحت بالكثير من أجل بيتها وأسرتها، فأتمنى أن تتغير تلك النظرة الصعبة، لأن المرأة المطلقة لم تخطئ عندما طلبت الانفصال عن زوجها، وفى الوقت نفسه تعاملت بما يرضى الله، ومن ناحية أخرى أرادت توعية الشباب بكيفية التمسك بحلمهم حتى آخر لحظة فى حياته، فنجد أن الفيلم تناول ذلك الحلم فى صورة تمسك البطل بحبه، والأهم كيفية التعامل معه أيضا “لأن حلمك يستحق إنك تتعب عشانه مهما كلفك الأمر”، فمررت بهذه النوعية من التجارب وتعايشت مع هذه المواقف بعينها، وأخيرا أُلاحظ دائما أننا فقدنا المناظر الجميلة فى السينما المصرية، على الرغم من أننا نملك أجمل المناظر الطبيعية فى مصر، وعلى رأسهم شرم الشيخ والغردقة والإسكندرية أيضا، وفيلم “أهواك” سلط الضوء أيضا على مصر الجميلة، فأراه يعبر عن مصر الجميلة حقا، حاولنا أن نعرض فيلما كوميديا يضحك الجمهور وفى الوقت نفسه أحداثه تدور فى مناطق “شيك” وراقية، فلم نفعل شيئا سوى إظهار المناطق الجميلة فى مصر فقط، وذلك برؤية المخرج محمد سامى الممتازة ودقته فى التفاصيل.

– وهل كثرة الألوان فى الفيلم كانت مقصودة؟
بالفعل كانت مقصودة، وكان هناك مبرر أيضا لكثرة الألوان فى الصورة، لأننى أجسد دور دكتور تجميل، وأظهر فى الفيلم أننى عاشق للرسم التشكيلي،إذا نجد أن هناك ألوانا كثيرة منعكسة على الشخصية والتى أقوم بتجسيدها، فكثرة الألوان فى الفيلم متعلقة بالأشخاص أيضا إلى حد كبير، لذلك أُريد أن أقدم التحية والشكر للمخرج محمد سامى على جودته فى إظهار هذه الصورة الرائعة، وما بذله أيضا من مجهود حتى تظهر الصورة، بهذا الشكل وكذلك مدير التصوير الرائع جلال ذكي.

– وما مدى سعادتك بالإيرادات التى حققها هذا الفيلم تحديدا؟
نجاح الفيلم بهذا الشكل وتحقيقه أعلى الإيرادات، حتى صُنف أنه أعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية، لا شك أنه شيء أسعدنى كثيرا، لأننى أردت التصدى لنوع معين من الأفلام، والمتصدرة بشكل معين، وتحقق فى الوقت نفسه نسب مشاهدة عالية، وهى الأفلام “الهابطة” غير الهادفة، والتى تُلخص الشعبى فى صورة راقصة وبلطجى أو تاجر المخدرات، وهذا غير صحيح تماما، ففيلم “أهواك” يُعرض بشكل مختلف تماما، فلا يحتوى على راقصة أو بلطجي، ومع ذلك حقق نجاحا ساحقا، وكان السبب فى ظهور ذوق الجمهور الحقيقي، والذى أراد أن يتعرف على مصر الجميلة، إذا لا لوم على الجمهور فى مشاهدته تلك الأفلام غير الهادفة، والدليل على ذلك أننا عندما قدمنا الجانب الآخر وهو إبراز ما هو جميل فى البلد تحمس الجمهور لمشاهدته.

– وهل عدم تقديمك سوى أغنية واحدة فى الفيلم جاء عن قصد وخاصة أن جمهورك معتاد على سماع أغانيك فى أفلامك؟

جاء ذلك عن قصد، وفى الوقت نفسه كان تحديا بالنسبة لي، حتى أفصل بين تامر حسنى المطرب وتامر حسنى الممثل، فهناك أغنية واحدة فقط فى الفيلم لا تتعدى الثلاث دقائق، وإذا تم حذفها مثلا لا تؤثر فى أحداثه إطلاقا، وهذا ما قصدته، وبصراحة كان من الصعب على جهة الإنتاج أن تتقبل الفكرة، ولكننى فى الوقت نفسه أردت التطوير من نفسي، فلدى حاسة مع جمهورى وهى أننى أستطيع معرفة

“الحاجات اللى الجمهور زهق منها والحاجات اللى لسه الناس بتحبها فى تامر حسني”، فالغناء عموما له جمهوره، ولكنْ هناك جمهور آخر يحب أن يشاهد عملا سينمائيا كقصة فقط، أما عن الأغانى فممكن أن أقدمها للجمهور عن طريق الألبوم.

– غيابك عن السينما لمدة ثلاث سنوات هل جاء عن قصد بسبب الظروف السيئة التى كانت تواجهها السينما من قبل؟
السبب هو شعورى بعدم الرضا عن فيلم “عمر وسلمي” الجزء الثالث على الرغم من نجاحه وتحقيقه إيرادات عالية، لكن الموضوع بالنسبة لى كان فى رضا الجمهور، وليس فى الإيرادات فقط، “وعمرى ما هلوم على أى حد غير نفسي”.
وفى الوقت نفسه أردت أن أجدد وأتطور وخاصة بعد النجاح الساحق الذى حققه جزآه الأول والثاني، ولكن لم يحالفنى الحظ فى هذا الجزء تحديدا، فالجزء الثالث تمت كتابته بشكل معين، ولكن تم تصويره وخاصة فى نهايته بشكل مختلف تماما، نظرا للظروف الإنتاجية الصعبة التى تعرض لها المنتج محمد السبكي، مما دفعنا ذلك إلى تغيير الخطط الخاصة به، حتى وصل بنا الأمر إلى إجراء بعض التعديلات على القصة نفسها، فأرى أننى أخطأت وقتها، فكان على الاعتذار عن استكمال الفيلم، ولكن فى الوقت نفسه كانت هناك عقود تجمعنا، وبطبيعتى كفنان إذا توقعت لعمل معين النجاح ولم يحقق النجاح المتوقع، بالنسبة لى أُفُضل بعدها أن أنعزل فترة عن السينما مثلا،حتى لا أقوم باتخاذ أى قرارات لن تكون فى صالحي، أعترف أننى لم أكن بقدر ثقة الناس فى فيلمى “عمر وسلمى” الجزء الثالث، ولكن فيلم “أهواك” عوضنى كثيرا، وهناك سبب آخر لابتعادى عن السينما فى الفترة الأخيرة، وهى أن كل الأفلام التى تُعرض كانت متجهة كما ذكرت نحو نوع واحد، وهى الأفلام “الهابطة”، وأرى أن ذلك ظاهرة لابد أن تُدرس، وأنا واثق أن الطبقة الشعبية لم تنزعج مما تقدمه السينما فى الوقت الحالى.

– بما أنك نجم شباك وتحقق أفلامك أعلى الإيرادات. فكيف ترى وضع السينما حاليا فى ظل انتشار أفلام المهرجانات؟
أرى أنه دائما هناك تحدٍ ورهان على وضع السينما حاليا، فهل من الممكن أن تعود لشكلها الطبيعى بعد خمس سنوات من تغيير اتجاهاتها، وهى الأغنية المعتادة بالراقصة والبلطجي، و”مش شرط تكون أفلام مهرجانات”، لأن هناك أفلاما كثيرة صُنفت بالأفلام الشعبية وكانت تقدم جديدا فى محتواها، أنا لست ضد الأفلام الشعبية، لأننى قدمت من قبل فيلم “سيد العاطفي”، وكان من أنجح الأفلام الشعبية، كذلك فيلم “اللمبي” للفنان محمد سعد وفيلم “ساعة ونص” أيضا أفلام شعبية هائلة، ولكننى فى الوقت نفسه ضد المحتوى أو طريقة تناول الأفلام والتى كانت تُعرض فى السينما فى الفترة الأخيرة، والتى ظلمت الأفلام الشعبية ولخصتها فى البلطجى والراقصة، فإذا أردنا تسليط الضوء على الفئة الشعبية فى مصر فكيف نظهر الفئة الشعبية فى صورة بلطجي!، فأرى أنها إساءة للفئة الشعبية، وبحكم عملى أُسافر فى جميع أنحاء العالم وأتساءل دائما عن حقيقة ما تقدمه تلك الأفلام، وعن مدى صحتها، “الناس فاكرين إننا عايشين وسط بلطجية وإن الناس ماشية تقتل فى بعض وإن فى مخدرات ليل ونهار”، وأنا لا أنكر أن هناك قِلة بهذا الشكل، ولكن فى الوقت نفسه فى ناس طيبة جدا، تحب وتحترم من حولها.

– وما رأيك فى الدعاية المقامة لمقاطعة أفلام محمد السبكي؟
بداية أريد أن أوضح شيئا مهما، هناك الكثير لا يعرف أن تحت كلمة “السبكي” هناك خمس شركات هم محمد السبكي، أحمد السبكي، وكريم وخالد ورنا، وكل واحد من هؤلاء يقوم بإنتاج نوع معين من الأفلام، مثلا رنا السبكى هى التى تولت مهام إنتاج فيلم “أهواك”، ولم تقم بإنتاج مثلا نوعية الأفلام التى تحدثنا عنها من قبل، فأرى أن هناك مدرسة جديدة اسمها رنا السبكي، “وده جيل تانى خالص بيقدم حاجة مختلفة”.

– وهل هناك أى عقود احتكار بينك وبين رنا السبكى؟
لا يوجد أى عقود احتكار بيننا وحاليا أنا ضد هذه النوعية من العقود، و”أفضل أن أشتغل فيلم بفيلم” وفي الوقت نفسه أكون حُرا فى اختياراتي.

– هل تتدخل فى ترشيح الفنانات المشاركات معك فى أعمالك الفنية؟
بالتأكيد، وغادة عادل كانت من ترشيحى أنا والمخرج محمد سامى أيضا، أى عمل فنى سبب نجاحه هو الكيمياء التى تجمع فريق العمل، ومن الممكن أن يقوم المنتج مثلا بترشيح فنان أو فنانة معينة ولا يكون هناك كيمياء تجمعنا.

– كيف تقيس نجاح أعمالك الفنية بوجه عام؟
لدى القدرة على معرفة مدى نجاح أعمالى الفنية، فبغض النظر عن ردود الأفعال التى أصادفها وبكثرة، ولكننى فى الوقت نفسه معى فريق عمل لا يعرف المجاملة، فالمجاملة مرفوضة بالنسبة لي، كما أننى أرى تعليقات الناس بنفسي، سواء بالإيجاب أو بالسلب، فأوقات تكون التعليقات سلبية، ويكون غرضها انحيازا لمطرب معين، وهذه النوعية من التعليقات لا أهتم بها لأننى أعرف ميولها، وهناك نوعية احترمها كثيرا وهم من يعلقون أو ينتقدوننى بشكل محترم.

– هل ترى أن خبرتك فى الحياة أكبر من سنك؟
بالتأكيد فلدى خبرة كبيرة جدا فى الحياة، وذلك يرجع إلى العديد من التجارب والمواقف التى أواجهها، ونظرتى التى تتغير بعد كل تجربة أو موقف أمُر بها، وكذلك أحب الاجتهاد فى عملي، فأغلب الأيام لا أنام فيها سوى ساعتين فقط، بعكس الإنسان الطبيعى الذى ينام من ثمانى لعشر ساعات يوميا، وذلك يرجع إلى تفكيرى المستمر، وإرادتى فى أن أجتهد طوال اليوم، على الرغم من أننى أعلم أن ذلك من الممكن أن يؤثر على صحتى بشكل سلبي، ولكننى كنت مصمما على أن أصل إلى حلمى مهما واجهت من صعوبات.

-وهل ازداد تفكيرك فى الحياة بعد أن تزوجت وأنجبت ابنتيك تالية وأمايا؟
هذا صحيح جدا، فقبل زواجى كنت طوال الوقت أجتهد حتى أحقق طموح شخص اسمه “تامر حسني”، أما حاليا وخاصة بعد زواجى وتكوينى أسرة،أصبحت أسرتى وأهلى معى فى الصورة، فأصبحت أعمل وأجتهد لأجلهم، ولم أنسَ العمل من أجل بلدى التى أعشقها وأمثلها فى جميع أنحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى