أخبار الشرقية

تعرف علي أحمد عرابي بطل الثورة الأولي في مصر في العيد القومي للشرقية

 

 

download

كتبت | سمر فريد

تحتفل الشرقية بعيدها القومي في التاسع من سبتمبر من كل عام إحياء لذكرى وقفة الزعيم أحمد عرابي ابنها البار  ضد الخديوي توفيق بميدان عابدين بالقاهرة عارضا مطالب الجيش عام 1881 م.

واكتسبت الثورة العرابية اسمها من اسم قائدها أحمد عرابى  وكانت ضد الخديو توفيق والأوروبيين، وكانت أولى مقدماتها في فبراير ١٨٨١، إثر احتجاز أحمد عرابى وعبدالعال حلمى وعلى فهمى، وقام الجيش بها لتنفيذ مطالبه، وهى عزل وزير الحربية عثمان رفقى، ووافق الخديو توفيق مرغما وعزل عثمان رفقى وتم تعيين محمود سامى البارودى بدلاً منه.

وقام الخديو  توفيق بعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وكلف شريف باشا بتشكيلها في سبتمبر ١٨٨١، وفى ٢ فبراير١٨٨٢ تشكلت حكومة جديدة برئاسة البارودى، وشغل عرابى منصب وزير الحربية، وتم إعلان الدستور في ٧ فبراير ١٨٨٢، وتغيرت الأحداث واستقوى توفيق على عرابى بالإنجليز، وانتهى الأمر بهزيمة عرابى في التل الكبير، ثم نفيه هو وصحبه في ٣ ديسمبر ١٨٨٢، وانتهى الأمر بالاحتلال البريطانى لمصر طوال ٧٤ عاماً.

اهم مراحل حياة أحمد عرابى ابن «محافظة الشرقية» 

ولد أحمد عرابي في 31 مارس 1841 في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية ، وكان عرابى ثانى الابناء أما الابن الاكبر فهو محمد وشقيقيه الصغيرين هما عبد السميع وعبد العزيز ، تعلم القرآن الكريم وأرسله والده الذي كان عمدة القرية إلى التعليم الديني حتى عام 1849 ، ثم عهد به والده إلى صراف القرية الذى كان يدعى ميخائيل غطاس حيث قام بتدريبه على العمليات الحسابية والكتابية و مكث يتمرن على يديه نحو خمس سنوات أحسن فيها معرفة القراءة والكتابة وبعض القواعد الحسابية.

وفى سن الثامنة طلب من أبيه أن يلحقه بالجامع الأزهر فأجاب طلبه وأرسلنه إلى القاهرة فدخل الأزهر عام 1265هجرية – نوفمبر 1849 م – و مكث فيه أربع سنوات أتم خلالها حفظ القرآن الكريم و أجزاء من الفقه والتفسير , و قد توفى والده في 23 يوليو 1848 لإصابته بوباء الكوليرا وكان يبلغ من العمر 63 عاماً ، وكان سنه 8 سنوات وكان أخيه محمد هو الذى يقوم بالأنفاق عليه وكان مصدر معيشة الأسرة ريع 74 فداناً تركها والده.

التحق بالخدمة العسكرية حين أمر الخديوي سعيد بإلحاق ابناء المشايخ و الأعيان بالجيش ضمن جهوده للمساواة بين الشركس و المصريين. بدأ كضابط صف بدرجة أمين بلوك و استفاد من نظام للترقي بالامتحانات فوصل إلى رتبة الملازم ثاني بعد اربعة سنوات فقط في الخدمة. ارتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة حيث أصبح قائمقام في سن العشرين. وكان محمد سعيد باشا الوإلى الثالث من أسرة محمد على يفضل المصريين ولا يحب الاتراك, ارتقي عرابى في سلم الرتب العسكرية بسرعة حيث أصبح نقيبا في سن العشرين, شارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة وترقي في الجيش إلي أن وصل إلي رتبة أميرالاي ما يعادل عقيد في عهد الخديوى سعيد باشا و كان أحد المصريين القلائل الذين وصلوا اإلي هذه الرتبة بسبب انحياز قادة الجيش إلى الضباط الشركس والاتراك, اختارنه الضباط المصريين المتحدث الرسمى بأسمهم ، فكنان أول زعيم مصري من أصل فلاح في العصر الحديث و كان سعيد باشا يثق به إلى درجة أنه كان يشركه معه في ترتيب المناورات الحربية و وصلت درجة التقارب بينه وبين سعيد باشا أن أهداه كتاباً عن تاريخ نابليون بونابرت مكتوباً باللغة العربية.

الثورة_العرابية_2

تشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب «ناظر الجهادية» ونائب رئيس مجلس النظار. وقوبلت نظارة  «البارودي»  بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في« 18 ربيع الأول 1299 هـ = 7 فبراير 1882 م».

غير أن هذه الخطوة الوليدة إلى الحياة النيابية تعثرت بعد نشوب الخلاف بين الخديوي ووزارة البارودي حول تنفيذ بعض الأحكام العسكرية، ولم يجد هذا الخلاف مَن يحتويه من عقلاء الطرفين، فاشتدت الأزمة، وتعقد الحل، ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف المستعر بين الخديوي ووزرائه فرصة للتدخل في شئون البلاد، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب من الأخطار.

واصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم انتقلت إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم. وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 74 عاماً.

احتجز أحمد عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر 1882 والتي قضت بإعدامه. تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة «بناء على اتفاق مسبق بين سلطة الاحتلال البريطاني والقضاة المصريين»إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب «سيلان»و انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوفرن، إلى القاهرة كأول مندوب سامٍ – حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم إعدامه.

أما عمن ساندوا عرابي أو قاتلوا معه أو حرضوا الجماهير على القتال من العلماء والعمد والأعيان فقد كان الحكم أولا بقتل من أسموهم برؤوس الفتنة من هؤلاء وعزل الباقين ثم خفف لعزل الجميع فعزلوا من مناصبهم وجردوا من نياشينهم وأوسمتهم .

وقام الأسطول البريطاني بنفيه هو وزملائه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلى سريلانكا سيلان سابقا حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات. بعد ذلك نقل أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة وتم عودة أحمد عرابي بعد 20 عام ومحمود سامى البارودى بعد 18 عام وعاد عرابي بسبب شدة مرضه أما البارودي لاقتراب وفاته وإصابته بالعمى من شده التعذيب.
Ahmed_Orabi_1882

ولدى عودته من المنفى عام 1903 أحضر أحمد عرابي شجرة المانجو إلى مصر لأول مرة .

وكانت خطبته الشهيرة للخديوى توفيق عندما قال لاحمد عرابى ,كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا ,فقال له : لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم.

وتوفى أحمد عرابى في القاهرة في 21 سبتمبر 1911  .

 

المصدر | الشرقية توداى

 

زر الذهاب إلى الأعلى