أخبار العالم

تفاصيل احتجاز شاب أحرق علم إسرائيل في ميدان التحرير

2016_9_10_19_9_19_23

كان يمر يوم التاسع من سبتمبر ثقيلا على محمود شريف طيلة أربعة أعوام، يستعيد ذكرى أحداث السفارة الإسرائيلية عام 2011، كسر المتظاهرين للحواجز الخرسانية المحيطة بالمكان، أحمد الشحات وإنزاله العلم الإسرائيلي وحرقه، التلويح بالأعلام المصرية والفلسطينية كرمز لانتصار الإرادة الشعبية أمام هجوم “الكيان المحتل” على غزة حينها وتداول خبر قتل جنود مصريين برصاص إسرائيل على الحدود. الغضب الذي لم يهدأ إلا بانسحاب السفير وغلق المقر الدبلوماسي لأول مرة. ود “شريف” لو ظلت العلاقة منقطعة مع “العدو” –كما يعرفه- مثلما حدث وقتها، لكن الأمل ظل ينفلت من نفس الشاب ليقضي عليه زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لتل أبيت، لذلك قرر بالأمس في الذكرى الخامسة النزول لميدان التحرير حاملا العلم الإسرائيلي وحرقه قبل أن تقبض عليه قوات الأمن ويودع قسم قصر النيل.

نحو الخامسة والنصف مساء أمس كتب “محمود” منشور على صفحته الخاصة بفيسبوك، مخبرا بأمر نزوله وحيدا لميدان التحرير لإحياء ذكرى أحداث السفارة وحرق العلم الإسرائيلي، ذاكرا تحمله مسؤولية ما قد يحدث له، فلم يعد بإمكانه السكوت أكثر من هذا ويكون “كالحصان الأخرس”. كان عمرو محمد صديق طالب كلية حقوق الإسكندرية بين مَن قرأوا كلمات “محمود”، لم يكن يعلم حال رفاق الشاب بإقدامه على تلك الخطوة، لكنه ما تفاجأ “بقاله فترة بيقول إنه حاسس إنه مكتف ومخنوق وعايز ينزل”.

حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ينصب اهتمام الشاب العشريني “كل اللي عايز يكتب أو يناقش حاجة عن فلسطين يروح لمحمود” كما يقول صديق الشاب المحتجز، الذي لم يشهد له حديث شفوي أو مكتوب منذ عرفه قبل خمس سنوات إلا وكانت إسرائيل وفلسطين جزء منه، معبرا عن رفضه القاطع للتطبيع واتفاقية كامب ديفيد، لذا كان وقع تجمع المتظاهرون في التاسع من سبتمبر 2011 عليه عظيم “كل سنة تعدي الذكرى كان يشوف إنه لازم نعمل حاجة عشان الناس متنساش” غير أن الخوف من التعامل الأمني مع العدد الصغير ظل يعرقل المسيرة كل مرة.

زيارة سامح شكري لتل أبيب يوليو المنصرف ولقائه بنتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس المحتلة، تصريحات الخارجية عن دعم مصر لخيار حل الدولتين، وأخرى رئاسية تتحدث عن “السلام الدافئ”.. كلها أمور زادت ضيق “محمود” وغضبه، ودفعته لفعل أي شيء للتعبير عن رفضه، غير عابئ بالنتيجة “قال إنه مش فارق أي حاجة لا يموت ولا يروح ورا الشمس” حسبما ذكر صديقه.

حاول الكثير من أصدقاء “محمود” الاتصال به عقب قراءة ما كتب عن نزوله وحيدا للتحرير، لكن هاتفه كان مغلقا “المسألة مخدتش عشر دقايق”حسب تعبير “عمرو”، ليعلم الجميع بأمر القبض على الشاب بعد نحو 4 ساعات، إذ اتصل أحد أفراد الأمن بأسرة طالب الحقوق ليعلمهم باحتجازه بقسم قصر النيل بسبب “حرقه لعلم إسرائيل وهتافات مناهضة للدولة” كما قال صديق “محمود”.

لا توجد تهمة موجهة لـ”محمود” حتى الآن كما قال مختار منير محامي الشاب المحتجز، إذ تم عرضه على النيابة اليوم، قبل أن يتم “تعويد” اسمه لصباح الغد حتى وصول تحريات المباحث “وقتها يقولوا صحة الواقعة أو عدم صحتها وبعدين يحققوا معاه ونعرف التهمة إيه بالظبط”.

 المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى