أخبار العالمسلايد

جيران المسئولين: منازل الوزراء محصنة ضد انقطاع التيار

1

«الدعوة لترشيد الاستهلاك ليس معناها ألا يأكل الناس، ولكن ترشيد الاستهلاك لتخفيض فاتورة الكهرباء»، يتذكر جيران المسئولين وقيادات الحزب الحاكم، كلمات رئيس الجمهورية محمد مرسى فى برنامج الشعب يسأل والرئيس يجيب، الذى قدمته الإذاعة العام الماضى، كلما سمعوا عن أزمة انقطاع الكهرباء فى مناطق متفرقة، استمرت فى بعض الأحيان لمدة ساعات طويلة.

تبدو تصريحات وزير الكهرباء ورئيس الجمهورية عن انقطاع الكهرباء منطقية، خاصة بعد الأسباب التى ساقها الوزير لتبرير الانقطاع المتكرر، بأن الوزارة تحتاج إلى 700 مليون دولار لتوفير الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء لمدة شهر، ولم توفر الحكومة منها سوى 200 مليون دولار فقط، وأن هناك أعباء شديدة ستلقى على الموازنة العامة للدولة، وعلى مخزون النقد الأجنبى لتوفير الكهرباء. ولكن السؤال هنا هل يطبق وزير الكهرباء النصائح على نفسه بترشيد استهلاك الطاقة، ويحتمل انقطاع الكهرباء مثلما يطالب المواطن البسيط؟

فى منطقة التجمع الخامس، التى تحظى بنصيب الأسد فى عدد المسئولين الذين يسكنون فيها بدءا من رئيس الجمهورية والدكتور أحمد أمام وزير الكهرباء.

بالقرب من منزل الرئيس يعيش الحاج أحمد فى كوخ من الصفيح يفرش فيه بضاعته. هدفه ليس ساكنى القصور ولكن عمال منطقة التجمع الخامس، لكنه مراقب جيد لأحوال المنطقة، «الكهرباء لا تنقطع عن بيت رئيس الجمهورية طبعا، وحتى قبل الثورة لا تنقطع الكهرباء بشكل عام فى التجمع الخامس بسبب كثرة عدد الوزراء ورجال الأعمال وكبار البلد الذين يسكنون فى المنطقة من عهد مبارك».

القاعدة التى ظل يرددها الناس عن منطقة التجمع بالقاهرة الجديدة كسرتها شركة الكهرباء أمس الأول عندما انقطع التيار مرات متعددة، باستثناء منازل الوزراء والمسئولين، «استحالة يقطع النور عن بيوت الوزراء، وربنا يحرس الرئيس، مع أن البلدية تطردنا من المنطقة»، قالها بائع الفطائر الذى يجلس فى محيط منزل الرئيس.

فى ميدان المساحة بالدقى، يقطن رئيس الوزراء، وأمام منزله يقف فى بداية الشارع، خليل أحمد بائع زهور يقول «أسكن فى كرداسة والنور ينقطع عندنا كل يوم ساعتين، لكننى أعمل بالدقى منذ 9 سنوات، وكان النور بيقطع عادى، لكن بعد تولى هشام قنديل منصب وزير الرى، وبعده رئيس الوزراء لا ينقطع النور أبدا. كنت أتمنى أن يطبق رئيس الوزراء نصائحه للناس بارتداء القطن والجلوس فى غرفة واحدة على نفسه ليكون قدوة».

وأمام منزل الدكتور هشام قنديل مباشرة ورشة قديمة لم يتأثر مالكها بالحراسة المشددة على منزل رئيس الوزراء، ولكن لم يشفع له جاره رئيس الوزراء فى أزمة الكهرباء، لأنها بحسب كلامه، تنقطع عن العمارات المقابلة لمنزل رئيس الوزراء، لكنها لا تنقطع فى عمارته، «السبت الماضى أظلم الشارع كله ماعدا عمارة رئيس الوزراء».

وفى مدينة نصر، وبالتحديد أرض نادى مدينة نصر بالمنطقة التاسعة، يسكن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية. لا يذكر جيرانه إنجازا له فى الشارع إلا أنه أمر بتسويته أمام منزله، ويؤكد الحاج مرتضى حارس العمارة المجاورة لوزير الداخلية «لم يتأثر الشارع كثيرا بوجود وزير الداخلية لأن المنطقة راقية، ولا ينقطع التيار الكهربائى عنها من الأساس، ورغم ذلك زود السكان منازلهم بالمولدات الكهربائية من باب الاحتياط».

فى الشارع المجاور يقول أحمد جلال 28 سنة «إن شوارع المنطقة تظلم إلا شارع وزير الداخلية، فمنذ شهور كانت الكهرباء تنقطع فى كل الشوارع، لكن بعد تولى اللواء محمد إبراهيم لم تعد تنقطع، وتأثرت أسعار الشقق فى شارعه بسبب الأمان والحراسة التى لا تفارق منزله 24 ساعة فوصل سعر الشقة إلى مليون جنيه».

فى مكرم عبيد بمدينة نصر، يسكن المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام، وما يسرى على منزل وزير الداخلية يسرى عليه أيضا.

يقول محمد عبدالله حارس أحد المنازل فى شارع نائب المرشد العام، «لا أحد يشعر بوجود المهندس خيرت الشاطر فيخرج فى التاسعة صباحا ويعود فى الثانية عشرة، وفى يوم الجمعة يصلى فى مسجد بلال بن رباح، وطوال اليوم الحراسة توجد فى مدخل العمارة ولا نشعر بهم، ونادرا ما ينقطع التيار الكهربائى، وإذا انقطع لا يستغرق أكثر من عشر دقائق».

هل حصنت وزارة الكهرباء بيوت المسئولين من الأزمة؟، هو السؤال الذى أجاب عليه الدكتور أكثم أبوالعلا المتحدث باسم وزارة الكهرباء، قائلا الوزارة لا تملك خريطة لمنازل المسئولين حتى تستثنى أحدا من قطع التيار الكهربائى عنه، الكل سواسية أمام وزارة الكهرباء، واصفا ذلك الاتهام بالكلام الفارغ.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى