رأي

حسن الطوبجي| يكتب : اقتراب خروج لعنة الفراعنة بوسط الدلتا

almastba.com_1381271170_693

مابين عراقة الماضي وإهمال الحاضر تجلس المناطق الأثرية بوسط الدلتا لتدمع في وجة المسؤلين الذين اطرفرا اعينهم عنها وبات شغلهم الشاغل بآثار القاهرة والجيزة والإسكندرية والصعيد وتركوا آثار وسط الدلتا للصوص و منقبي الآثار غير الشرعيين.

وذلك رغم وجود روايات وأقاويل من اثاريين تؤكد أن آثار وسط الدلتا بالشرقية والغربية لا تقل أهمية عن باقي آثار الجمهورية بل وإن احسن استخدمها بالرعاية و العناية ستكون نبراس يأتية السياح من مختلف دول العالم ومن قبلهم رحلات السياحة المصرية.

والمخزي حقا. عندما تتحدث إلى الأجانب فتجدهم يعرفون آثار محافظتك والمحافظات المجاورة لك وأنت لا تسمع عنها

يالا الهول! أظلمتنا المناهج الدراسية التي ركزت على آثار الشمال والجنوب وتناست الوسط؟ أم اننا لم نؤدي واجبنا في صلة الرحم مع أجدادنا؟

والحقيقة إن إهمال الدولة للآثار لفترات طويلة جعلنا لا نجد أي متعة بزيارة الأماكن الاثارية بوسط الدلتا فلا نرى فيها إلا حجارة مهشمه قد تجمعت حولها القاذورات بمختلف صورها المقززة
لتندم على زيارتك التي لطخت عيناك بتلوث بصري عنيف.

تندم انت، وغيرك ينتظر مزيد من تجاهل المسؤولين لتسهل صيدته لهذة القطع الأثرية ويبيع ضميره ببيعها للخارج

الأمر الذي جعلنا نتوقع لعنة قريبة مدمرة تأتينا من أجدادنا الذين استئمنونا على معيشتهم المنظمة والمرتبة لكننا عبثنا بها وشوهنا لهم مراحل حياتهم من قلبها بوسط الدلتا

فمثلاً في محافظة الغربية يوجد معبد “بر- حبيت” و الذي عرف باسم معبد بهبيت أي “بيت الأعياد”

وقد رجحت كتب التاريخ انها كانت معبدًا للإلهة الفرعونية إيزيس، وأن القرية محل مدينة قديمة كانت تسمى “بيدوم”.

رغم أصالة التاريخ الذي يتجلى في هذة المنطقة الاثرية إلا أنها لم تخلوا من الإهمال فقد تعرض المعبد إلى انهيار

ويرجح أن انهيار المعبد سببه ارتفاع المياه الجوفية أو حدوث زلزال في المنطقة ،وقد تعرضت بعض حجارة هذا المعبد الذي يتوقع أنه من أبناء الملك نختنبو الثاني للسرقة وتم تهريب بعضها إلى خارج مصر، وكانت سببًا في نزاع دولي استهدف إعادة بعضها لمصر والآن ما هي إلا منطقة حجارية محاطة بسور ودخولها محظور.

مازلنا في وسط الدلتا و لكن نتجة نحو الشرق إلى محافظة الشرقية التي أصبحت آثارها في خانات ذكريات الطفولة لم نرها ولا نسمع عنها إلا في الرحلة المدرسية حينما كنا نزور تل بسطة ومتحف الشرقية القومي “رحمة الله” وتختتم بذلك الفقرات الاثارية من الرحلة لأن صان الحجر بعيدة

ندخل آثار تل بسطة فنجدها مجموعة متكسرة من الحجارة المتقلبة على بعضها البعض ثم نرى تمثال واحد ماثل امامنا لـ “مريت أمون” ثم تختتم زيارتنا للمنطقة ونتجة لمتحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنه مسقط رأس الزعيم أحمد عرابي والذي أصبح هو الآخر “خرابة”

كل هذة الأحاديث المؤلمة عن إهمال آثار وسط الدلتا جعلت أهالي الوسط قليلون المعرفة بتاريخ بلادهم وأتاحة فرصة ذهبية لتجارة الآثار التي سجلت أكبر معدلاتها في محافظات وسط الدلتا
فإذا استمر الأمر هكذا فترقبوا لعنة عنيفة من أجدادنا الفراعنة

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي

 

زر الذهاب إلى الأعلى