رأيمقالات

حسن الطوبجي | يكتب: سادات قريش كنز لا يقدره أحد

حسن الطوبجي
محافظة الشرقية تعتبر البوابة الشرقية لمصر ومهبط العديد من الانبياء والصحابة والزعماء والقادة التاريخيين وبها العديد من الاثار و المعالم الاثريه و الإسلامية.

وفيها مدينة بلبيس أقدم خامس مدينة في العالم ، و قد ذكرت في القرآن الكريم 5 مرات، و من أهم السمات التي تتميز بها بلبيس وجود اثار إسلامية وأضرحة قديمة وهي موجودة بالمدينة نفسها. ومن أهم هذه المعالم الاثريه الدينية مسجد “سادات قريش”

مسجد ” سادات قريش” هو أول مسجد بني في مصر و إفريقيا بعد الفتح الإسلامي بقياده عمرو بن العاص في عام 18 هجرياً فكان خط سير الفتح الإسلامي ، الفارما، العريش، الصالحية، بلبيس، القاهرة ) .

و المسجد يحتل المركز 13 عالمياً في الإسلام في تاريخ بناء الجوامع، وبهذا فهو أقدم من جامع عمرو بن العاص بحوالي سنتين .

يبلغ مساحة المسجد حوالي 3 آلاف متر ويختلف بناء مسجد سادات قريش عن غيره ، فقد بني المسجد بطريقة بسيطة وبدائية حيث تم اقتطاع مساحة مستطيلة من الأرض وشيدت جدرانه من الطوب اللبن .

و بداخله 18 عمود من الرخام الفسفوري منهم 16 عمود في الوسط و عمودين في القبلة كانوا يضيئون ليلا بدون مصابيح ، وفوق الأعمدة قطع خشبية عبارة عن سوست وشدادات مقاومة للزلازل .

كما يوجد تحت المسجد نفق له أربع إتجاهات رئيسية تؤدي إلى القاهرة ومسجد الأشرف بالخانكة وقد تم ترميم المسجد في العهد العثماني على يد أحد المماليك الأتراك وهو الأمير مصطفى الكاشف عام 102 هجريا .

أنشأ مصطفي الكاشف مأذنة ومنارة إسطوانية الشكل على إرتفاع 15 متر خلف المسجد ولكن دمر معظم اجزاءه في حرب 1967 و لم يتبق منها إلا المئذنة التي ثبت علي بابها لوح من الرخام طوله 57 سنتيمتر ، وبعدها تم تجديده منذ ثمانية أعوام على نفقة رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب الأسبق عن دائرة بلبيس “محمود خميس” عام 1426 هجرياً .

عندما دخلت السيدة زينب رضي الله عنها بعد هزيمة كربلاء رأت رؤية وهي بالمدينة أن رسول الله يأمرها بأخذ آل البيت إلى مصر، فاستقبلها أهل بلبيس استقبالا حافلا وأقامت شهرا كاملا في هذا المسجد ، كما أطلق عليه العديد من الأسماء منها (مسجد الشهداء ، ومسجد جامع المأمون العباسي)
فقد اطلق عليه اسم الشهداء ، لأنه يوجد 250 شهيدا من مسلمى قريش بينهم 40 من اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم دفنوا خلف المسجد بعد معركة بلبيس .
.
وفي عهد المأمون إجتمع المصريون عربا وأقباطا على الثورة لتعسف الوالي العباسي ” عيسى بن منصور” وأضطر “المأمون” للمجيء بنفسه إلى مصر وأخمد الثورة وأعاد النظام للبلاد ، وقام بعدة إصلاحات ثم عاد بعد أربعين يوما ، وفي هذه المدة دخل المسجد وأقام فيه لذلك سمي المسجد باسمه فترة من الزمن . كما دخلها الكثير من الأنبياء والصالحين منهم سيدنا (ابراهيم ، لوط ، يوسف ، يعقوب ، موسى وهارون ،عيسى) كما دخلته كلاً من (السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم ، مريم ابنة عمران ) والصالحين منهم (سيدنا معاوية بن سفيان ، المأمون العباسي ، صلاح الدين الأيوبي ، الظاهر بيبرس ) .

تقصير الدوله في حق المسجد

أهملت أجهزة الدولة المعاصرة المسجد و سمحت للباعة الجائلين بتشويه جدران المسجد الخارجي و عدم الاهتمام به سيكلفنا نحن كتاريخ و حضارة و شعب ثمناً لا يقدر بمال، مع أن لو كانت إهتمت به الدولة لكانت مدينة بلبيس لا تقل أهمية عن مدينه الاقصر من حيث المعالم الأثرية و ستكون موفد لكثير من السياح الاجانب كسياحه دينية .

  • الآراء المكتوبة لا تعبر بالضرورة عن رآي الشرقية توداي ، بينما تعبر عن رآي الكاتب.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى