رأيمقالات

حسن الطوبجي يكتب || متبقاش غير حفيده

FB_IMG_1441983675364

لقد خلقنا الله احراراً، ولم يخلقنا تراثاً او عقارًا ؛ فو الله الذي لا اله الا هو لا نورَّث، ولا نْستعبد بعد اليوم ) بهذه العباره بدء زعيم  الشرقيه حفر اسمه علي جدار ابطال التاريخ و اشعل فتيل اول ثوره عربيه

فقد قيلت هذه الكلمات المدويه أثناء لقاء الزعيم احمد عرابي للخديوي توفيق أمام قصر عابدين في 9 سبتمبر 1881 وحولجماهير الشعب للمطالبه بضرورة وجود تمثيل لارادة الشعب في الحكم وزيادة حجم الجيش، و إحياء الحياة الديمقراطية و عزل حكومة رياض باشا ، و اتخذ هذا اليوم عيد قومي لمحافظة الشرقيه

تم انشاء متحف للزعيم احمد عرابي  في 9/9/1973 في عهد الرئيس الراحل محمد انور السادات ، والذي كان يضم بانوراما ثورة عرابي، وجناحا لاهم المعالم الاثرية للمحافظة، و بانوراما لمذبحة بحر البقر، وبعضا من التراث الشعبي الأصيل فقد استمر العمل بالمتحف قرابة30 سنة،وانتعشت القرية خلال هذه الفترة بسب زيارة الوفود الاجنبية والعربية والرحلات المصرية للمتحف
إلا ان قرارً سلبي اتخذه بعض الشخصيات الغير مسئولة في وزارة السياحة بتفريغ جميع محتويات المتحف من لوحات اثرية ومتحفية وبانورما الثورة العربية ونقلها الي منطقة تل بسطة الاثرية بسب زيارة وفد اجنبي للمتحف في نهاية القرن الماضي ومشاهدتة لبانورما مذبحة البقر التي جسدت الاعمال الوحشية التي قام بها العدو الصهيوني علي طلاب المدرسة، موصيا بعد زيارتة للخارجية المصرية بان المتحف يمثل خطرا علي عملية التطبيع مع اسرائيل.

رغم ان المبني مصمم ليعيش مئات السنين، اصدرت وزارة السياحة قرار خاطيء باغلاق المتحف مدعيه في حيثيات قرارها بان جدران المتحف متصدعه ومهدده بالانهيار رغم محالفة ذلك للحقيقه حيث ان سور المتحف الخارجي الذي يبعد عن المتحف قرابة 4 متر تقريبا هو المتصدع ومعرض للانهيار، وبذلك كتب علي المتحف الموت منذ ذلك الحين واصبح خاويا من جميع محتوياته سوي الحوائط التي اشتكت امرها الي الرئيس حسني مبارك الذي لم يستجيب الي نداءت المتحف واهالي القرية، واصبح محيط المتحف ماويء للحيوانات الضاله والقمامة، و بذلك ذهبت الاثار و اختفي المتحف من الخريطه و ظهر مكانهم القمامه و الحيوانات و حفيد احمد عرابي.

ولكن نحن السبب ، و بسبب هذا الإهمال الجسيم من قبل المسئولين والذي أدي إلي توقف نشاط المتحف نهائيا عقب سحب جميع الآثار ومعالم ثورةعرابي، و لم يتبقي من مظاهر  الثوره العرابيه و زعيم الشرقيه إلا حفيده “عبد الفتاح عراب محمد احمد عرابي” و الذي يظهر بشكل واضح لمده يوم واحد من كل سنه في عيد الشرقيه و يمثل الحوار الذي حدث بين جده و الخديوي توفيق امام قصر عابدين.

إلى متي سيظل تقاعس الحكومه عن تطوير القريه و روجوع الاثار إلى مكانها الطبيعي ؟

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى