أعمدةمقالات

حسن المستكاوى | يكتب: مصر عظيمة.. ماذا بعد؟

حسن المستكاوي

●● مصر عظيمة وقوية حين تريد وحين تستفز، وحين تمس كرامة شعبها. فقد استنفرت الدولة عند اختطاف الجنود السبعة. ولاشك أننا سعداء بالحفاظ على هيبة الدولة وإعلاء قيمة وكرامة المواطن وأرض الوطن. ولو لا هذا الحشد من القوات المسلحة والمدرعات ورجال الشرطة والعمليات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب. لولا هذا الحشد الذى توجه إلى سيناء لبدء عملية تحرير الجنود ما انتهت القصة تلك النهاية السعيدة. وهو حشد أظن أنه الأكبر للقوات المسلحة منذ حرب أكتوبر 73.. كما تميزت العملية بسرعة الانتشار.

●● كانت الأزمة عصيبة منهكة عصبيا ونفسيا ولها مخاطرها الشديدة.. والآن من حق الرأى العام والإعلام معرفة تفاصيل العملية وكيف تم تحرير الجنود بلا مبالغات، وإنما بمهنية واحتراف. وقد استحقت مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة والشرطة والمخابرات الحربية والعامة وكل أجهزة الدولة التهنئة. وكانت كلمة الرئيس محمد مرسى يمكن اختصارها فى دقائق توجه فيها التحية إلى المصريين والقوات. وبقدر ما كان الرئيس تلقائيا وهو يمسك بياقة أحد الجنود ويهندمها فى سلوك عفوى وعاطفى بعيد عن قيود البروتوكول، فلعل الرئيس يستعين بأحد خبراء الإعلام، حتى تكون كلماته فى بعض المناسبات مختصرة وفى الصميم.

●● كما ذكرنا من قبل. لم تكن تلك عملية اختطاف عادية أو سهلة، فالجنود لم يكونوا محتجزين فى سفينة أو طائرة أو مبنى. ولكنهم احتجزوا فى صحراء بها دروب وجبال.. فكان الحذر ضروريا.. وكان التهديد بالاشتباك كافيا جدا كى يطلق الخاطفون سراح الجنود.

●● إعلاء قيمة المواطن وقيمة حياته من أهم مكاسب مصر من تلك العملية.. فتكلفة الحشد العسكرى وتحريك القوات باهظة جدا. لكن حياة مواطن واحد تساوى، وكرامة وطن تستحق.. وقد كان هناك تكتم حول الخطوات التى اتخذت. إلا أن السؤال الآن هو: ماذا بعد؟ ماذا عن الخاطفين؟ ألم يرتكبوا جريمة إرهابية بهذا العمل؟ ألا يجب معاقبتهم وفقا للقانون؟

●● ماذا بعد؟ أظنه سؤال مهم. فالقوات المسلحة وبالتعاون مع الشرطة، لابد أن تحرر سيناء من الإرهابيين، وأن تبسط سيطرتها الكاملة على أرضها. فلا يمكن أن تنمى سيناء بدون تطهيرها من المجرمين، ولن نهدأ حتى نعرف من قتل جنودنا فى رمضان قبل عام. ويجب أن يدرك هؤلاء الذين خطفوا الجنود السبعة واغتالوا من قبل 16 جنديا أن الثمن الذى سيدفعونه باهظ جدا. كما أنه من المطالب الشعبية، وكذلك من مطالب الرأى العام إغلاق الأنفاق بالكامل. فلا توجد دولة تستباح حدودها كما استباحت حدودنا طوال السنوات الماضية. إنه لأمر غير مقبول وغير معقول أن تصمت الدولة على هذه الأنفاق التى باتت أضحوكة. فقد نشرت جريدة الشرق الأوسط التى تصدر فى لندن قبل أيام تقريرا عن قيام شركة «اليمامة» فى غزة بتقديم خدمة توصيل وجبات كنتاكى من العريش إلى غزة عبر الأنفاق. حيث لا توجد تلك المطاعم الأمريكية ومثيلاتها مكدونالدز وبيتز اهت وكوك دور فى غزة.

●● هكذا أصبحت الأنفاق وسيلة لتهريب السيارات والماعز والأغنام والماشية (هذا صحيح)

والوقود والسولار والسلاح والقمح والذرة والزيت والسكر والشاى وكل ما هو مدعم للمواطن المصرى.. وكمان كنتاكى؟!

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى